أعربت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، في بيان لها اليوم السبت، عن بالغ القلق والاستنكار إزاء العدوان و التصعيد الخطير وغير المسبوق في جرائم الابادة الجماعية وقتل المجوعين تزامنا مع استمرار عرقلة دخول المساعدات الانسانية.
كريمة بندو
مشيرا إلى التصعيد وباقي انتهاكات العدوان في الضفة الغربية والقدس، حيث أقدمت سلطات الاحتلال وفي سابقة خطيرة على إغلاق المسجد الأقصى المبارك بشكل كامل فجر أمس الجمعة، ومنعت إقامة صلاة الجمعة وأخلت ساحاته بالقوة، بحجة “الظروف الأمنية” الناجمة عن العدوان الإسرائيلي المدان علي ايران والمخالف لميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي، في تمهيد لفرض وقائع تهويديه جديدة وتكريس السيطرة الاسرائيلية علي المسجد الأقصى، حيث رصدت الهيئة دعوات من مسؤولين ومؤسسات استيطانية لتحويل هذا الإغلاق إلى دائم، في انتهاك صارخ لحرية العبادة وحرمة المقدسات الإسلامية.
ووفق البيان، فرضت قوات الاحتلال حصارًا شاملاً على مدن الضفة الغربية، بما يشمل إغلاق مداخل المدن ونصب الحواجز العسكرية، لا سيما في نابلس، الخليل، أريحا، قلقيلية، طولكرم، وبيت لحم، مع تنفيذ اقتحامات واعتقالات جماعية وفرض إجراءات أمنية مشددة، فضلاً عن استهداف مباشر للصحفيين والمدنيين بالرصاص الحي في عدة نقاط في الضفة الغربية ما تسبب في استشهاد واصابة العشرات من المواطنين خلال الايام السابقة .
أما في قطاع غزة، فقد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وشن سلسلة من الغارات الجوية التي أدت إلي استشهاد قرابة 65 مواطنا في مناطق مختلفة من القطاع وفق حصيلة أولية وذلك بسبب خروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة وانقطاع الاتصالات والانترنت عن كامل مناطق القطاع، وتمثلت إبراز الجرائم في المجازر الوحشية المرتكبة بحق المدنيين المجوعين أمام مراكز توزيع المساعدات الإنسانية الأمريكية-الإسرائيلية في منطقة جسر وادي غزة قرب محور نتساريم العسكري وباقي مراكز توزيع المساعدات في رفح قرب النقاط العسكرية في محور ميراج وحيث تحوّلت مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية إلى مصائد موت واذال للمدنيين المجوعين ، وكان أخر هذه الجرائم صباح اليوم حتي فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار علي منتظري المساعدات في محيط نتساريم قرب نقطة توزيع المساعدات الامريكية ما ادي الى
استشهاد ومقتل ١٥ شهيد واصابة المئات من الجرحى، ما يجعل من ارتكاب المجازر ومشهد قتل العشرات واصابة المئات من المدنيين مشهدا يوميا تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة الشركة الأمريكية الأمنية ، حيث ادت المجازر المتتالية الي مقتل ٢٠٠ شهيد واكثر من ١٥٠٠ اصابة، وفقدان ٩ مواطنين، منذ بدء تشغيل مراكز توزيع المساعدات بتاريخ ٢٧ مايو ٢٠٢٥ ، حيث يجبر المواطنين تحت ضغط الجوع وغياب الغداء في قطاع غزة علي التوجه إلى هذه المراكز والمرور عبر طرق محاطة بالأسلاك الشائكة وقرب المناطق العسكرية الإسرائيلية للحصول علي ما تقدمه هذه المراكز من مساعدات شحيحة وسط حالة من الفوضى المقصودة والاذلال والمعاملة الحاطة بالكرامة، في توظيف واستخدام إجرامي لسلاح التجويع وعسكرة المساعدات الإنسانية وتوظيف الحصار وإغلاق المعابر لتكريس حظر عمل المنظمات الإنسانية الدولية وخاصة عمل وكالة الغوث الدولية والسيطرة على السكان ودفعهم للنزوح القسري في اعادة تشكيل للواقع الديمغرافي في القطاع .
وحسب ذات المصدر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين عبر قصف الخيام والمنازل واستهداف المدنيين، اضافة الى مواصلة التدمير للأحياء السكنية في محافظات خانيونس وغزة وشمال القطاع واجبار السكان علي النزوح القسري وفيما تواصل قوات الاحتلال قطع الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة لليوم الثالث علي التوالي ما يعزل القطاع عن التواصل مع العالم ويعيق قدرة الاطقم الطبية والمسعفين والصحفيين عن العمل.
من جهة أخرى، أشادت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” بتصويت الجمعية العامة علي قرار وقف إطلاق النار بدون شروط وادانه استخدام سلاح التجويع في مواجهة المدنيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وتفعيل اليات مسالة إسرائيل وقادتها امام القضاء الدولي.
كما دعت قيام الجمعية العامة بدور مجلس الأمن الذي فشل في وقف الابادة الجماعية وانفاذ المساعدات واتخاذ تدابير عملية لفرض العقوبات علي دولة الاحتلال الإسرائيلي وطردها من الامم المتحدة، وارسال بعثة حفظ سلام دولية لحماية المدنيين وضمان فتح ممرات إنسانية.
وأشارت حشد إلى خطورة استمرار الصمت والعجز الدولي، وغياب المساءلة، الامر الذي يكرّس ثقافة الإفلات من العقاب، ويُشكّل وصمة عار على جبين الإنسانية، ويقوّض فرص السلام والعدالة في المنطقة والعالم.
وحمّلت سلطات الاحتلال، وداعميها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية الكاملة عن مواصلة جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والاستيطان الاستعماري والتهويد، وباقي الجرائم والانتهاكات في الاراضي الفلسطينية والتي تتجاوز كافة قرارات الامم المتحدة ومعايير حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني وتدابير محكمة العدل الدولية، وبناءً عليه، سجلت الهيئة الدولية وطالبت بما يلي :
١. المجتمع الدولي بالعمل الجاد لوقف فوري شامل لإطلاق النار في قطاع غزة دون شروط، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعاجل والعمل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووقف جرائم وانتهاكات الاحتلال.
٢. محكمة الجنايات الدولية بتسريع إجراءات التحقيق حول جرائم إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين والاعيان المدنية والمجازر الوحشية المرتكبة بحق المجوعين امام مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية وإصدار مزيد من مذكرات الاعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين عن ارتكاب هذه الجرائم وشركائهم .
٣. الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو والدول الثالثة للتحرك واحرار العالم للتحرك لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، بما فيها المسجد الأقصى، وتفعيل آليات المقاطعة وفرض العقوبات وقف كل أشكال الدعم العسكري والسياسي والمالي للاحتلال الإسرائيلي.
٤. الاسرة الدولية والامم المتحدة والدول الثالثة لتشكيل تحالف دولي إنساني للتحرك وفقا لقرارات الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية من اجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف حرب الإبادة الجماعية ورفع الحصار الشامل عن قطاع غزة وإعادة الاعمار ، وضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة والتعويض للاجئين.