966

0

بكاء أب يُشعل الغضب والتضامن في الشارع الجزائري..

إعتداء مسلح على رجل من مروانة أمام إبنه بعين فكرون يهزّ الرأي العام

في حادثة صادمة هزّت المشاعر وأثارت موجة واسعة من التضامن، تعرض الأب ياسين بخوش المدعو علوشة من مدينة مروانة بولاية باتنة  لإعتداء إجرامي خطير بمدينة عين فكرون بولاية أم البواقي بعدما تنقل رفقة إبنه القاصر لشراء سيارة، الحادث وقع في وضح النهار حيث هاجمته عصابة إجرامية بأسلحة بيضاء وسلبته مبلغًا ماليًا كبيرًا قُدر بـ160 مليون سنتيم في مشهد مرعب عاشه الإبن الصغير وهو يشاهد والده يُعتدى عليه دون رحمة.

ضياء الدين سعداوي

غير أن ما فجّر موجة التعاطف والغضب الشعبي هو فيديو مؤثر تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه الأب وهو يجهش بالبكاء محطمًا من الصدمة متألمًا من "الحقرة" التي طالت كرامته أمام فلذة كبده مرددًا بكلمات موجعة أن المال لا يساوي شيئًا أمام ما تعرّض له من إذلال وتجريد من الإحساس بالأمان.

إذا بكت الرجال، فاعلم أن الهموم قد فاقت الجبال...

 قضية إنسانية تتجاوز المال

ما حدث لم يكن مجرد عملية سرقة بل طعنة في أمن الناس وكرامتهم، أبٌ شريف خرج من مدينته طلبًا لرزق حلال ليعود منكسرًا أمام إبنه الذي سيحمل هذه الصورة القاسية طيلة حياته ، مشهد أعاد للأذهان قيمة الأمن الاجتماعي المفقود حين تتحول الشوارع إلى ساحات مفتوحة للجريمة المنظمة.

ورغم فداحة الخسارة المادية  إلا أن الجرح الأعمق كان معنويًا، إنسانيًا وأبويًا بامتياز ، وهو ما عبّر عنه الضحية بإنهياره وسط حالة من الذهول وعدم التصديق.

 نداء من القلب... "عين فكرون ليست مرتعًا للفوضى

الصحافي والناشط عبود زروقي وهو أحد أبناء مدينة عين فكرون وجه نداءً قويًا من القلب إلى سكان المدينة عبر منشور بعنوان "هبة رجال" دعا فيه إلى استعادة هيبة المدينة والوقوف في وجه كل أشكال الإجرام قائلاً:
"يا أبناء مدينتي، ما حدث ليس مجرد جريمة، بل نداء للضمير… يجب أن نردّ على هذه الفعلة بردّ حقيقي، يتجاوز الكلام إلى التضامن الفعلي مع هذا الأب الشريف."

وأكد زروقي أن عين فكرون بتاريخها ورجالاتها، لا يمكن أن ترضى بهذه الممارسات المنحطة التي تهدد سمعة المدينة وقيمها النبيلة، مشددًا على أن "السكوت في مثل هذه القضايا خيانة".

 

مطلب شعبي لردّ الاعتبار ومحاسبة الجناة

 

الحادث أعاد إلى الواجهة قضية تفشي العصابات الإجرامية المرتبطة بعمليات بيع وشراء السيارات، وهي ظاهرة تكررت في أكثر من ولاية، حيث يتم إستدراج الضحايا تحت غطاء صفقات تجارية قبل أن يقعوا في شراك السطو والتهديد.

وطالب المواطنون عبر صفحات التواصل بـفتح تحقيق أمني معمّق لتفكيك العصابة المتورطة وتقديم أفرادها للعدالة و كذى توفير الحماية الأمنية لمواقع بيع وشراء السيارات، التي أصبحت مغناطيسًا للجريمة إلى جانب ردّ الإعتبار المعنوي للضحية من خلال تعويضه ولو رمزيًا والتأكيد على أن المجتمع لا يترك أبناءه في لحظة قهر.

 

تضامن شعبي واسع... "لست وحدك"

في مشهد نادر من التضامن الإنساني، أطلق ناشطون حملات تضامن مع الأب المكلوم على غرار نداء الناشط في المجال الخيري حمزة حساني من خلال صفحته الرائدة *على الخير تلمينا* وأبدى مئات الجزائريين من مختلف الولايات استعدادهم للمساهمة في تعويض المبلغ المسروق، في رسالة قوية تؤكد أن المجتمع ما زال ينبض بالنخوة، وأن الجريمة لا تستطيع أن تهزم الكرامة.

هذا الحادث المروّع ليس مجرد قصة أبٍ بكى في العلن بل صفعة للضمير الجماعي وجرس إنذار يُحتم على الجميع – أفرادًا ومؤسسات – إعادة النظر في طبيعة الأمن المحلي، ومحاسبة المتورطين في كسر الأمان النفسي للمواطن البسيط.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services