ألقى السفير عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، كلمة قوية ومؤثرة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خُصصت لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، وعلى رأسه تطورات القضية الفلسطينية، مسلطًا الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة والضفة الغربية.

ماريا لعجال 

وشدد بن جامع على أن ما يراه العالم اليوم وما لن ينساه التاريخ أبدًا هو المعاناة الكارثية للشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة الغربية، معتبرًا أن ما يجري لا يمكن وصفه بحرب، بل هو إبادة جماعية تستهدف الإنسان والحياة ذاتها. وأوضح أن ما يحدث يُعدّ خطة ممنهجة ومتعمدة لمحو شعب بأكمله، واقتلاع جذوره من وطنه، مؤكدًا أن هذا الشعب، ورغم كل الألم والمجازر، لن يغادر أرضه.

كما أشار السفير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قد يبدو قويًا عسكريًا، إلا أن هذه القوة ليست أبدية، فعدالة التاريخ لا تُمحى، وإن تأخرت، فإنها حتمًا ستبلغ مقصدها. وأضاف أن ما يحدث في غزة منذ أكثر من 600 يوم يجعل الإنسانية تنزف دمًا، إذ تُنتهك المبادئ والقوانين الدولية تحت أنظار العالم، بينما يُداس القانون الدولي بالأقدام، ويتعرض الضمير العالمي لتجاهل مريع.

ولفت بن جامع إلى أن المجاعة أصبحت تُستخدم كسلاح بشع في وجه المدنيين، مشيرًا إلى وفاة 15 فلسطينيًا جوعًا في يوم واحد فقط، ما يرفع حصيلة ضحايا المجاعة إلى 101، من بينهم 80 طفلًا. وأوضح أن الأطفال في غزة لا يموتون فقط من الجراح، بل من صحونهم الفارغة، وأن المجاعة باتت تطال الجميع، من أطفال وأمهات وكبار السن، وصولًا إلى الأطباء، والصحفيين، والعاملين في المجال الإنساني.

وفي ختام مداخلته، عبّر السفير الجزائري عن أسفه الشديد إزاء الصمت الدولي الرهيب، قائلًا إن غزة تتألم والمجتمع الدولي يكتفي بالتأمل، ومجلس الأمن يشاهد في تقاعس دون اتخاذ خطوات فعلية لإنقاذ الأرواح ووقف نزيف المأساة.