أعرب مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، اليوم، عن رفض الجزائر القاطع لتصريحات وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، والتي أدلى بها مؤخرًا لصحيفة لوفيغارو، معتبرًا إياها تعسفية وتمييزية وتنطوي على إساءة لاستعمال السلطة.

ماريا لعجال 

وأوضح المصدر، في تصريح نقله التلفزيون العمومي ووكالة الأنباء الجزائرية، أن الوزير الفرنسي أعلن عن عزمه إصدار تعليمات للمحافظات الفرنسية تقضي بعدم الاعتداد بجوازات السفر التي تصدرها القنصليات الجزائرية لصالح المواطنين الجزائريين لغرض تسوية أوضاعهم القانونية أو الحصول على تصاريح الإقامة.

وأكد المسؤول ذاته أن تسليم هذه الجوازات هو حق للمواطنين الجزائريين وواجب سيادي تتحمله الدولة الجزائرية تجاه رعاياها بالخارج. كما أشار إلى أن هذه الوثائق تُمنح غالبًا بطلب من السلطات الفرنسية نفسها، وتُعد مرجعية أساسية في الملفات المتعلقة بالإقامة، ما يجعل قرار عدم الاعتراف بها غير مبرر قانونيًا ويتنافى مع الأعراف الدولية.

وذهب المصدر إلى أبعد من ذلك، معتبرًا أن تصريحات الوزير الفرنسي تتناقض صراحة مع التشريع الفرنسي نفسه، وتحمل بعدًا سياسيًا واضحًا لا يستند إلى أي أساس قانوني، مؤكدًا أن هذا التوجه يمثل انتهاكًا للحقوق الفردية للمواطنين الجزائريين المقيمين بفرنسا، وخرقًا جديدًا للالتزامات الثنائية بين البلدين.

وختم المصدر تصريحه بالتشديد على أن الاعتراف بجوازات السفر التي تصدرها القنصليات الجزائرية يفرض نفسه على الدولة الفرنسية بموجب الأعراف الدبلوماسية والاتفاقيات الثنائية السارية، محذرًا من تداعيات سياسية وقانونية لمثل هذه التصريحات المتشنجة.