أحيت ولاية توقرت، ليلة الفاتح من نوفمبر ، الذكرى الواحدة والسبعين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والاعتزاز، من خلال برنامج ثري أشرفت عليه عثمان عبد العزيز والي ولاية توقرت ، بحضور السلطات المحلية و العسكرية .

محمد الحسان رمون

و عرف أيضا حضور إطارات من مختلف القطاعات، وممثلي الأسرة الثورية، وجموع غفيرة من المواطنين الذين توافدوا على ساحة بلدية توقرت أمام النصب التذكاري تخليدًا لهذه الذكرى الخاوانطلقت المراسم الرسمية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها السلام الوطني ، ثم كلمة ترحيبية ألقاها رئيس المجلس الشعبي البلدي لتوقرت، أكد فيها على رمزية المناسبة واستمرار عهد الوفاء لتضحيات الشهداء والمجاهدين. كما ألقى ممثل الأسرة الثورية كلمة مؤثرة استحضر فيها بطولات الأجداد وصمودهم في وجه الاستعمار الفرنسي الغاشم، داعيًا الجيل الجديد إلى حفظ الأمانة وصون رسالة نوفمبر الخالدة.

وفي كلمته، ثمّن والي الولاية التضحيات الجسام التي قدمها أبناء الجزائر من أجل الحرية والاستقلال، مؤكداً على أن الاحتفال بهذه الذكرى ليس مجرد طقس تاريخي بل هو تجديد للعهد مع قيم الثورة ورسائلها في الوحدة والوفاء للوطن.

وتخللت الفعالية أناشيد وطنية أدّتها فرقة الكشافة الإسلامية الجزائرية، تلتها مداخلة بالمناسبة للأستاذ نبيل رمضان مدير متحف المجاهد، ثم عرض مسرحية بعنوان "أول نوفمبر" لتلاميذ ابتدائية محمد البحري، جسدت بطولات الثوار وبدايات الشرارة الأولى للثورة التحريرية. كما تم عرض شريط وثائقي بعنوان "توقرت ثورة النخيل والنور" من إنتاج مديرية المجاهدين وذوي الحقوق، نال إعجاب الحضور وأعاد إلى الأذهان صوراً خالدة من تاريخ المنطقة.

وشهدت ساحة البلدية حضوراً جماهيرياً غفيراً، حيث اختلطت الهتافات الوطنية "تحيا الجزائر" بزغاريد حرائر توقرت، في أجواء حماسية عبّرت عن عمق الانتماء للوطن وصدق المشاعر تجاه الجزائر. وقد وقف المواطنون في لحظة مؤثرة لأداء تحية إجلال لعناصر الجيش الشعبي الوطني، في رسالة قوية مفادها أن الجيش والشعب في توقرت جسد واحد، ووطن واحد، ومصير مشترواختُتمت المراسم برفع العلم الوطني ووضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحماً على أرواح الشهداء الأبرار، لتتواصل بعدها الاحتفالات بإنشاد الأناشيد الوطنية .

بهذه الأجواء المهيبة، أكدت توقرت مرة أخرى وفاءها لذاكرة نوفمبر المجيدة، واعتزازها بتاريخها الثوري العريق، وتجديدها للعهد بأن تظل الجزائر شامخة حرّة أبية، جيشها وشعبها على قلب واحد.