تشهد منطقة القرية الكحلة بحي بوخرص الشعبي حالة من الاستياء والتذمر الشديدين بسبب انقطاع خدمة الإنترنت منذ قرابة شهر كامل، ما أثر سلبا على حياة السكان، خاصة الطلبة الجامعيين والأساتذة الذين يعتمدون بشكل أساسي على الشبكة في دراستهم وأعمالهم اليومية.

الحاج شريفي

وفي عريضة احتجاجية وجهها سكان الحي إلى مؤسسة اتصالات الجزائر، والتي حصلت جريدة بركة نيوز على نسخة منها، أوضح المواطنون أن الانقطاع المفاجئ للإنترنت جاء نتيجة سرقة كابل الألياف البصرية، وفقا لما أفادت به الجهات المسؤولة. ورغم مرور أسابيع على الحادثة، لا يزال السكان ينتظرون إعادة إصلاحه، وسط تجاهل من السلطات وعدم تقديم حلول عملية لإعادة الخدمة الحيوية.

400 مشترك في انتظار إعادة الربط

الحي الواقع بمحاذاة مسجد الشهداء ببوخرص يضم قرابة 400 مشترك في خدمات الإنترنت، معظمهم من الطلبة والأساتذة، ما جعل غياب الخدمة ينعكس سلبا على مسارهم التعليمي والمهني، في وقت أصبحت الإنترنت ضرورة لا غنى عنها.

لم يتوقف الأمر عند انقطاع الإنترنت، بل يعاني سكان القرية الكحلة أيضا من غياب الإنارة العمومية ليلا، ما أدى إلى انتشار الكلاب الضالة والحيوانات التي تشكل خطرا كبيرا على المواطنين، وتجعل التنقل ليلا في الحي شبه مستحيل.

إضافة إلى ذلك، فإن اهتراء الطريق المؤدي إلى الحي يزيد من عزلة السكان، حيث تحول إلى مصدر معاناة يومية، خصوصا في فصل الشتاء، حيث تصبح حركة المرور شبه مستحيلة بسبب الحفر والمياه المتراكمة.

ورغم المطالبات المتكررة من قبل السكان للجهات الوصية، إلا أن الردود لا تزال غير واضحة، حيث أكد السكان أنهم اتصلوا بالإدارات المعنية عدة مرات دون الحصول على حلول ملموسة، ما جعلهم يشعرون بالتجاهل والإقصاء.

ويطالب سكان القرية الكحلة السلطات المحلية ومؤسسة اتصالات الجزائر بالإسراع في إعادة إصلاح شبكة الإنترنت، وتحسين أوضاع الحي من خلال توفير الإنارة العمومية، وإعادة تهيئة الطريق، وتعزيز الأمن في المنطقة، حتى يتمكنوا من العيش في ظروف لائقة تضمن لهم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية.

ويبقى السؤال المطروح: إلى متى سيستمر تجاهل معاناة هؤلاء المواطنين؟ ومتى ستتحرك الجهات المسؤولة لوضع حد لهذه الأزمة؟