خلال اشرافه على الانطلاق الرسمي للموسوم الدراسي كشف وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، صباح اليوم الأحد، عن تنظيم مسابقة  وطنية للتوظيف الاساتذة بعد مرحلة الاعتماد على نظام التعاقد .

هارون الرشيد بن حليمة

خلال كلمته، أكد الوزير سعداوي أن المدرسة الجزائرية لا يمكن أن تنجح بمعزل عن الاهتمام بالجوانب الصحية والاجتماعية.

وشدد على أن وزارته عملت على تنسيق مباشر مع وزارة الصحة منذ أسابيع، وهو تنسيق سيستمر إلى غاية نهاية السنة الدراسية، لضمان متابعة دورية للتلاميذ عبر وحدات الكشف المدرسي.

كما أوضح أن هذا البرنامج يهدف إلى توفير فحوص وقائية وتلقيحات منتظمة وحملات توعية صحية داخل المؤسسات التعليمية، باعتبار أن السلامك الجسدية  اساس النجاح.

 

 

إعادة فتح مسابقات التوظيف

وفي الجانب المتعلق بالموارد البشرية، صرّح الوزير سعداوي أن القطاع سيعيد فتح مسابقة وطنية للتوظيف بعد مرحلة الاعتماد على نظام التعاقد.

وأكد أن هذه الخطوة تمثل استجابة فعلية لاحتياجات المؤسسات التربوية عبر مختلف الأطوار التعليمية، مشيراً إلى أن التوظيف عبر المسابقات يضمن شفافية أكبر واستقراراً في الطاقم التربوي، وهو ما سينعكس إيجاباً على التحصيل العلمي للتلاميذ.

النوادي العلمية في صلب الاهتمام

كما شدد الوزير على أهمية الأنشطة الموازية، خاصة دعم النوادي العلمية والتقنية داخل المدارس، معتبراً أنها فضاءات ضرورية لاكتشاف المواهب وصقل مهارات التلاميذ. وأوضح أن الوزارة خصصت دعماً إضافياً لهذه النوادي، حتى تكون المدرسة فضاءً متكاملاً يجمع بين التعلم الأكاديمي والابتكار العلمي، مضيفاً أن "التلميذ الذي يمارس نشاطاً علمياً أو ثقافياً موازياً هو تلميذ أكثر اندماجاً وقدرة على الإبداع."

موقف أولياء التلاميذ

وبموازاة ذلك، أكد رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، حميد سعدي، أن الدخول المدرسي يجري في ظروف إيجابية بفضل المجهودات المبذولة على المستوى المركزي والمحلي. وشدد على أن نجاح المدرسة الجزائرية يتطلب مشاركة فعلية من الأولياء، داعياً الأسر إلى متابعة أبنائها بشكل يومي والتواصل المستمر مع الأساتذة والإدارة. كما صرّح أن الاتحاد الوطني سيظل شريكاً أساسياً في العملية التربوية، من خلال نقل الانشغالات ومرافقة الإصلاحات الهادفة إلى تحسين جودة التعليم

البرنامج الصحي المرافق للدراسة

من جانبه، أوضح الدكتور مراد طهروت، طبيب وحدة الكشف المدرسي التابعة لمدرسة عبان رمضان بالمحمدية (صحة الجواية – برج الكيفان)، أن الدخول المدرسي ترافقه جملة من البرامج الصحية التي تشمل التلقيح والفحوص الطبية الدورية وحملات التوعية.

وأكد أن هذه الإجراءات تندرج ضمن استراتيجية وطنية مشتركة بين وزارتي التربية والصحة، مبرزا أن الهدف الأساسي هو ضمان بيئة مدرسية سليمة تساعد التلميذ على التركيز والتحصيل.

كما شدد على أن التعاون بين القطاعين يمثل مكسباً أساسياً لمواجهة أي طارئ صحي قد يؤثر على سير السنة الدراسية.

رهانات وتحديات الموسم الجديد

ويراهن قطاع التربية هذا العام على تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها تحسين نوعية التعليم وتخفيف الاكتظاظ داخل الأقسام وتوسيع استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة.

كما أكد الوزير سعداوي أن وزارته ماضية في تنفيذ الإصلاحات البيداغوجية الرامية إلى تحديث البرامج وتكييفها مع احتياجات التلميذ والمجتمع.

وفي هذا السياق، البرد الوزير أن تحسين ظروف العمل داخل المدارس، ودعم الأساتذة بالوسائل البيداغوجية والتكوين المستمر، يمثلان أساساً لرفع مستوى النتائج الوطنية في مختلف الأطوار التعليمية

. كما أوضح أن الوزارة تضع نصب عينيها التكفل بمناطق الظل وضمان حق التعليم للتلاميذ في المناطق النائية بنفس الجودة المتوفرة في المدن الكبرى.

 يذكر ان الموسم الدراسي 2025/2026  انطلق  وسط أجواء جدية وإجراءات تنظيمية وصحية متكاملة، بحضور رسمي ومتابعة دقيقة من مختلف الشركاء الاجتماعيين والقطاعات الوزارية.

وقد تميز هذا الدخول بتعدد التصريحات التي عكست حرص كل طرف على إنجاح الموسم الدراسي، حيث شدد وزير التربية على التنسيق الصحي ودعم التوظيف والأنشطة العلمية، وأكد رئيس اتحاد الأولياء على تكاتف الأسر مع أبنائها، فيما أوضح الأطباء التابعون لوحدات الكشف المدرسي أهمية البرامج الوقائية.

كل ذلك يعكس وعياً جماعياً بأن المدرسة الجزائرية اليوم أمام تحديات ورهانات كبرى، لكن بتضافر الجهود يمكن ضمان موسم دراسي ناجح ومستقر.