185
0
بعد الرد الإيراني على العدوان الصهيوني.. هل يراجع ترامب حساباته؟

يوم الجمعة الماضي فجرا قام الكيان الصهيوني بالعدوان على جمهورية ايران الإسلامية بقصف جوي مكثف واغتيالات في وقت كانت الترتيبات جارية لاجتماع ثالث مع الولايات المتحدة الأمريكية ضمن مسار المفاوضات النووية غير المباشرة بوساطة سلطنة عمان.
سعيد بن عياد
وفي مساء نفس اليوم وبعد ساعات انتظار طويلة ردت ايران بقصف صاروخي وبطائرات مسيرة لمواقع ومنشأت داخل فلسطين المحتلة للعيد بذلك التوازن لمعادلة العدوان وتؤكد أن زمن الصمت انتهى وان العدو الصهيوني الذي يستبيح المنطقة لا يمكن التردد لحظة في ايلامه وليكن ما يكون.
حقيقة حقق العدو جملة أهداف خطته العدوانية باغتيال قادة عسكريين ايرانيين كبار وكذا علماء رفيعي الدرجة في علوم الذرة نتيجة المباغتة واستعمال عملاء اخترقوا الجدار الأمني لكن سرعان ما استعادت القيادة زمام التنظيم والسيطرة لتبادر بالرد.
والى اليوم لا تزال الهجومات متواصلة من الجانبين لكن الجانب الصهيوني أدرك أنه لم يعد في منأى من تلقي ضربات عنيفة ودقيقة تشمل مراكز حيوية نم ادراجها في بنك أهداف حددتها قيادة الجيش الإيراني وتستهدفها وفق خطط متصاعدة تشمل مقرات أمنية ومطارات عسكرية وموانىء ومصانع ردا على قصف العدو كعادته لمواقع حيوية في ايران مثل مواقع ومراكز ابحاث نووية ومطارات ومنصات الدفاع الجوي ولكن الأخطر استهداف أحياء سكنية مدنية.
والمثير في الأمر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تنصل في عهدته الأولى من الاتفاق النووي الذي وقته ايران مع امريكا وأوروبا دعا الحكومة الإيرانية لاستئناف المفاوضات سعيا منه لارغامها على توقيع اتفاق ظالم وبشروط تمس السيادة فراح يطلق العنان لحليفه مجرم الحرب نتنياهو ليمارس ضغطا عسكريا قد يجبر إيران على الخضوع كما يعتقد خطأ.
وكان بالفعل مخطئا إذ سرعان من أعلنت القيادة في إيران رفض الحضور إلى اجتماع اليوم الاحد كما كان مقررا قبل العدوان مدرسة جهودها لمواجهة العدو في الميدان في مشهد بطولي تمتزج فيه المقاومة والتضحية والذود على سيادة البلاد وحرية شعبها غير مكترثة لتهديدات امريكا وشركائها في أوروبا.
ولا يستبعد أن تستخدم امريكا عبر الكيان الصهيوني السلاح النووي ضد إيران وحينها ينتقل العالم إلى حرب عالمية تأتي على الأخضر واليابس إلا إذا أدرك الأمريكان أن الاستمرار في مسار الدعم المطلق لمجرم الحرب قاتل الأطفال والنساء في غزة فلسطين مغامرة تعود بالوبال على أكبر دولة في العالم وأكبر دولة تدير ظهرها للأمم المتحدة وأكبر داعم للابادة كما يؤكده موقف مندوب واشنطن بمجلس الامن الدولي باستخدام مفرط للفيتو ضد كل مشروع قرار يدعو لوقف داىم لإطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية مع إطلاق سراح الرهائن.
ولعل الجريمة الكبرى الأخرى التي يرتكبها النظام الحاكم في أمريكا تنصيب جهاز أمريكي صهيوني لتوزيع المساعدات تحول إلى مصيدة لاغتيال الفلسطينيين المنهكين بفعل جرائم التجويع والعطش وانعدام الدواء نتيجة حصار لا إنساني وغلق تام للقطاع في ما يعجز العالم عن إنهاء الطغيان الأمريكي مع حليفه مجرم الحرب نتنياهو المستفيدين من صمت وتوطوء حكومات عربية اختارت التطبيع والخيانة بالمجان.