يشهد قطاع الصحة بولاية توقرت حركية غير مسبوقة خلال سنة 2025، تُوّجت بتجسيد مشاريع استراتيجية حيوية كانت لوقت قريب تُعدّ مجرد حلم بعيد المنال، ليصبح اليوم واقعًا ملموسًا يخدم المواطن ويعكس الإرادة السياسية في النهوض بالخدمات الصحية على مستوى الولاية.

محمد الحسان رمون

من بين أبرز هذه المكاسب، وضع مستشفى 60 سرير المجاهد التيجاني البشير بدائرة تماسين حيز الخدمة، وهو ما شكّل نقلة نوعية في تحسين العرض الصحي بالمنطقة. المشروع الذي دُشّن من طرف والي الولاية  عثمان عبد العزيز، تم إنجازه ليجسد بذلك نموذجًا للتسيير الفعال وسرعة الاستجابة لحاجيات السكان.

وقد أكدت المعطيات الميدانية أن المستشفى، الذي يشهد إقبالًا واسعًا من اليد العاملة المؤهلة، أصبح قبلة مهنية جديدة للعديد من العاملين في قطاع الصحة، حيث سجّلت الإدارة المحلية إقبالًا متزايدًا من مهنيين عبر الولاية تقدموا بطلبات للإلتحاق بهذه المنشأة الصحية الحديثة.
ورغم هذا النجاح، تبقى معضلة نقص الأطقم الطبية، الشبه طبية والإدارية العائق الأبرز أمام الاستغلال الشامل لكافة المصالح والتخصصات. ومع ذلك، يواصل الطاقم المسير بذل جهود حثيثة لضمان استمرارية الخدمة وتحقيق تغطية صحية مقبولة، في انتظار تدعيم المستشفى بمناصب إضافية.

في ذات السياق، تعمل مديرية الصحة والسكان لولاية توقرت على التنسيق مع الجهات الوصية لتجاوز هذا النقص، لا سيما في ظل المطالب المتزايدة من السكان بضرورة افتتاح مصلحة الولادة بالمستشفى ، ما من شأنه تخفيف الضغط عن المؤسسات الصحية الأخرى وضمان خدمة قريبة ومتكاملة لساكنة تماسين والمناطق المجاورة.

وفي تصريح خص به جريدة " بركة نيوز " ، أكد الدكتور تدر عبد الله، المدير الفرعي للمصالح الصحية بمستشفى المجاهد التيجاني البشير ، أن "القطاع يشهد تحولًا نوعيًا بفضل المشاريع التي تم استلامها خلال هذا العام، ونحن نعمل جاهدين على تقديم خدمات صحية نوعية للمواطنين، بالاعتماد على أطقم طبية شابة ومؤهلة، لديها الحافز والقدرة على التجاوب مع تطلعات المواطن وتحقيق جودة في الأداء."

وأضاف الدكتور تدر أن “الديناميكية الحالية في قطاع الصحة تُعدّ بداية لمسار تطوير شامل سيلمس أثره المواطن تدريجيًا، مع التزام الإدارة بمرافقة كل المشاريع وتحقيق استغلال فعلي وفعّال للهياكل والمنشآت الجديدة.”

وبين الطموح والتحديات، يبقى الأمل كبيرًا في أن تتعزز ولاية توقرت بالمزيد من المراكز الصحية ، مع توفير الأطقم الطبية و شبه طبي ، و يتحقق هذا بتضافر جهود كافة الفاعلين في القطاع .