30

0

تقلبات سوق النفط بين فائض الإمدادات وحذر "أوبك بلس"

الخبير الطاقوي نهاد اسماعيل : الأسعار في نطاق ضيّق والقرار مرهون بالتطورات الجيوسياسة والطلب العالمي

في عالمٍ تتشابك فيه خيوط السياسة بالاقتصاد، يظلّ النفط مرآة تعكس التوترات الجيوسياسية، وحركة العرض والطلب، خاصة وأن تقلبات الأسعار لم تعد مجرد مؤشرات مالية، بل رسائل مباشرة للأسواق العالمية التي تترقب بحذر كل تقرير عن المخزونات الأمريكية أو قرار من تحالف "أوبك بلس".

ماريا لعجال 

ولمناقشة هذه المستجدات، أجرينا حوارا هاتفيا مع الخبير في الاقتصاد الدولي وشؤون الطاقة، الدكتور نهاد اسماعيل، من لندن، الذي قدّم لنا قراءة دقيقة لمؤشرات السوق واتجاهاتها المقبلة.

 

 

بداية، كثيراً ما يُشار إلى المخزونات الأمريكية باعتبارها مؤشراً حساساً للأسواق. برأيكم، كيف ينعكس ارتفاع هذه المخزونات على معنويات المتعاملين وحركة الأسعار؟

ارتفاع المخزونات الأمريكية أمر روتيني، فقد ترتفع في بعض الأسابيع وتنخفض في أخرى. تأثيرها غالباً محدود على الأسعار، لكنه يبعث برسالة واضحة: لا يوجد نقص في الإمدادات. هذا يؤدي عادةً إلى استقرار السوق أو هبوط طفيف في الأسعار.

أما إذا كانت الزيادة كبيرة، كعشرة ملايين برميل أو أكثر، فإن الأسعار قد تتراجع بمعدل دولار إلى دولار ونصف للبرميل. الزيادة الأخيرة بلغت نحو 3.9 مليون برميل لتصل المخزونات إلى 424 مليون برميل، وتأثيرها سيكون ضعيفاً لكنه يعزز معنويات من يفضّلون أسعاراً منخفضة واستقراراً أكبر في السوق.

 سجّلت أسعار خامي برنت وغرب تكساس تراجعاً ملحوظاً مؤخراً، ما العوامل الجوهرية التي تقف وراء هذا الهبوط في هذا التوقيت بالذات؟ 

السبب الرئيسي هو تراجع المخاطر الجيوسياسية. بعد استهداف مواقع مرتبطة بحركة حماس الفلسطينية بقطر، ارتفعت الأسعار بنحو دولار واحد للبرميل، لكن مع هدوء الأوضاع عادت الأسعار للتراجع. كذلك، الأخبار حول فائض الإمدادات بنهاية العام والعام المقبل ساهمت في تهدئة السوق.

الأسعار الآن محصورة في نطاق ضيق، خام غرب تكساس يتداول بين 61 و63 دولاراً، وخام برنت بين 65 و67 دولاراً للبرميل. السوق هادئة نسبياً لغياب محفزات كبرى للصعود أو الهبوط. ما يقلق هو توقعات الفائض، في ظل تقديرات وكالة الطاقة الدولية ان فائض هذا العام قد يصل الى 790 ألف برميل يومياً، فيما تشير توقعات بنوك الاستثمار الأمريكية إلى فائض يناهز 1.4 مليون برميل يومياً عام 2026. هذا الضغط سيحدّ من أي صعود قوي للأسعار.

في ظل تزايد الحديث عن فائض الإمدادات وتباطؤ الطلب العالمي، حسب رأيكم ما السيناريوهات المحتملة لقرارات "أوبك بلس" خلال اجتماعها المقبل؟ وهل نحن أمام مراجعة لسياسة التخفيضات أم تثبيت للوضع القائم؟

اولا، التحالف يتابع بدقة التطورات الجيوسياسية والسوقية قبل اتخاذ قراراته. من بين الخيارات المطروحة إعادة نحو 1.65 مليون برميل يومياً إلى السوق (وهي الكمية المتبقية من التخفيضات السابقة)، أو تأجيل هذه الخطوة، وربما مناقشة تخفيضات جديدة.

كما أن، إذا انخفضت الأسعار كثيراً، قد يغيّر "أوبك بلس" سياسته ويقلص الإنتاج، أما إذا ارتفعت الأسعار بشكل متوازن، فسوف يستمر في رفع التخفيضات تدريجياً. من المبكر الحديث عن قرار أكتوبر، لكن المؤكد أن التحالف يدرس كل الاحتمالات وفق الطلب العالمي، خاصة مع اقتراب الشتاء حيث يرتفع استهلاك الغاز وزيت الوقود مقابل تراجع الطلب على النفط، بعكس موسم الصيف الذي يشهد ذروة الطلب على الوقود.

       

     يخلص الخبير ا إلى أن أسعار النفط ستبقى محصورة في نطاق ضيق على المدى القريب، وأن أي تحولات كبيرة مرهونة إما بتطورات جيوسياسية كبرى، أو بتغيرات جوهرية في ميزان العرض والطلب العالمي.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services