236
0
تدعيم المشاريع المصغرة... استراتيجية جزائرية تعزز الابتكار وتبرز روح المقاولاتية

شدد المدير العام للوكالة الوطنية لدعم وتنمية، المقاولاتية (NESDA)، بلال عشاشة، اليوم الأحد، على ضرورة دعم المشاريع الرائدة والمتخصّصة التي تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، وذلك ضمن خطة شاملة تسعى من خلالها السلطات العليا في البلاد إلى خلق بيئة مشجّعة لريادة الأعمال ومحفزّة على التنافس.
بثينة ناصري
وأوضح بلال عشاشة، حلال تنظيم تظاهرة لتكريم عدد من المؤسسات المصغرة، بمقر المقاطعة الإدارية لبراقي، أن هذا اللقاء جاء بمناسبة احياء فعاليات اليوم العالمي للمؤسسة المصغرة، الذي نحتفل به هذه السنة تحت شعار يحمل في طياته استراتيجية واضحة: "المؤسسات المصغرة نواة الاقتصاد الوطني"، مؤكداً أن هذا الشعار ليس مجرد عنوان بل هو تأكيد صريح على أن المؤسسات المصغرة بما تحمله من ديناميكية وروح ابتكار وقدرة على خلق قيمة مضافة حقيقية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الجزائر.
وأكد عشاشة أن الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية مكلفة بتنفيذ السياسة الوطنية في مجال دعم المبادرة المقاولاتية، تسير اليوم وفق توجهات استراتيجية جديدة تهدف إلى عصرنة الجهات وتعزيز فعالية مرافقة أصحاب المشاريع بما يواكب التحولات الاقتصادية والرقمية الراهنة.
وأشار المدير العام للوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، إلى أن الوكالة تعتمد على توجهات جديدة رامية إلى دعم الخدمات وتشجيع حاملي المشاريع في مختلف القطاعات مع تعزيز المرافقة الشاملة قبل وبعد التنفيذ وتكييف برامجها حسب خصوصيات كل منطقة، بالإضافة إلى توسيع الشركات مع الفاعلين الاقتصاديين من أجل خلق بيئة مقاولاتية محفزة وفعالة.
ونوه عشاشة إلى أن هذه المقاربة الجديدة التي ترتكز على الجودة والفعالية تهدف إلى بناء نموذج مقاولاتي نافع متجذر محليا ومنفتح على الاقتصاد الوطني، مشيداً إلى التزام الوكالة الكامل لمرافقة كامل المشاريع بقدراتهم ومبادراتهم، باعتبارهم الثروة الحقيقية من هذا الوطن.
وفي ذات السياق، أفاد برتيمة عبد الوهاب، الوالي المنتدب لمقاطعة الإدارية لبراقي أن هذه التظاهرة جاءت للاحتفال بروح الابداع، والمبادرة والعزيمة التي تمتع بها رواد الأعمال في جميع أنحاء العالم، مبرزا إلى أن المقاولاتية ليست مجرد أعمال تجارية فحسب بل هي قصة تحدي ونجاح وقدرة على تحويل الأفكار إلى واقع ملموس، معتبراً إياهم "المحرك الاساسي للاقتصاديات الحديثة" والجسر الذي يربط بين الابتكار والتنمية المستدامة.
وأضاف برتيمة أن "رواد الأعمال هم من يصنعون الفرص ويخلقون الوظائف ويساهمون في بناء مجتمعات أكثر ازدهار، وهو التحدي الذي صنعه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في توجيه الاقتصاد الوطني وتنويع مداخله، بالاعتماد على الاستثمار الخاص وتشجيع الولوج إلى عالم المقاولاتية، موضحاً أن هذه الإجراءات جاءت بعدما كان الاقتصاد ريعي يعتمد بنسبة كبيرة جد كبيرة على عدة مواد طاقوية.
ولفت الوالي المنتدب لمشاريع المرأة المقاولاتية التي تحدت كل الصعاب والشاب الطموح الذي حول فكرته إلى مشروع ناجح، باعتبار أن النجاح لا يأتي دون علم ودون دعم، داعياً لضرورة العمل على دعم الشباب وتوفير البيئة المناسبة لاطلاق المشاريع الرياضية عبر التمويل والتكوين المشاريع المحفزة لأن استثمارات المقاولاتية هو استثمار المستقبل.
وعبر برتيمة عن الاستعداد مقاطعته لدعم الشباب وتوفير لهم البيئة اللازمة لإبراز وتنفيذ مشاريعهم المستقبلية، مبرزا إلى أن هذه المشاريع ستوفر العديد من مناصب الشغل وكذا المساهمة في التنمية الاقتصادية وتكون دافعاً لخدمة البلاد فيما يعزز مكانتها ورمزيتها.
ومن جهتها أكدت سامية عريفي مديرة الوكالة الولائية لدعم وتنمية المقاولاتية الجزائر جنوب، أن المقاولاتية ليست دخيلة بل هي حضارة ومسار نضال يتجسد في الجزائر الجديدة، مشيرة إلى حيوية هذا القطاع الذي يعد ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.
وفي سياق ذو صلة، تحدث عزوز صحراوي صاحب شركة EURL Makina Beta لتصنيع الماكينات الصناعية، عن شركته التي تقوم على تصنيع الماكينات من التخطيط إلى التصنيع سواء من الجانب التكنولوجي أو الميكانيكي، مضيفاً أن الشركة تقوم بتقديم خدمات ما بعد البيع وكذا معلومات شخصية.
وأوضح صحراوي أن الشركة قامت في بدايتها بجلب العديد من الماكينات من الخارج وأدرجت فيها الهندسة العكسية لربح الوقت، مشيراً إلى أن الوكالة الوطنية لدعم وترقية المقاولاتية وفرت العديد من التسهيلات من حيث العتاد لصنع هذه الماكينات وكذا الميزات الضريبية وغيرها.