939

0

الاعلام الرياضي في الجزائر....بين الاحترافية والانزلاق نحو خطاب الكراهية

كثفت السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري  في الأونة الأخيرة ، جهودها لمكافحة المخالفات الإعلامية التي يتم بثها عبر القنوات الخاصة. 
إذ باتت السلطة تلاحق، وبشدة، أي تجاوزات تتمثل في نشر خطاب يمس بكرامة الإنسان ويحرض على الكراهية والتمييز العنصري. 
   نسرين بوزيان 
 
وفي هذا السياق، شددت السلطة على “وجوب احترام قواعد المسؤولية المهنية والاستناد إلى مبادئ المهنية والاحترافية لضمان تغطية إعلامية تليق بمكانة الرياضة في المجتمع وتعزز دورها في بناء جيل يؤمن بالمنافسة الشريفة والقيم الإنسانية”. 
وأكدت على ضرورة تقديم برامج هادفة تحافظ على هيبة المنافسات الرياضية، وتعمل على محاربة العنف والكراهية، مع تجنب صناعة الإثارة لأغراض ربحية، وذلك من أجل الحفاظ على مصداقية القطاع وثقة الجمهور.
 
تجاوزات القنوات الخاصة
 
قناة “البلاد.تي.في”
في 11 أفريل 2025، رصدت السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري تجاوزات مهنية خلال برنامج رياضي بث على قناة “البلاد.تي.في”، بعنوان “أحكي بالون”. 
حيث تم تسجيل خطاب يحرض على الكراهية والتمييز العنصري، وهو ما يمثل خروجاً عن مبادئ الحياد والموضوعية.
وقد أكدت السلطة في قرارها على ضرورة الالتزام بقواعد المسؤولية المهنية، وضمان تغطية إعلامية تحترم القيم الإنسانية والمنافسة الشريفة، بعيدًا عن إثارة الكراهية أو العنف لأغراض ربحية.
 قناة “دزاير توب”
في 21 أفريل 2025، سجلت السلطة الوطنية أيضًا تجاوزات عبر برنامج رياضي بث على قناة “دزاير توب” بعنوان “دزاير سبور”، حيث تم رصد خطاب غير لائق يحرض على الكراهية والتمييز العنصري.
ونتيجة لذلك، تم اتخاذ إجراءات مشابهة من قبل السلطة. وأكدت السلطة على أهمية احترام القيم الإنسانية في البرامج الرياضية، لتعزيز المنافسة الشريفة والحد من خطاب العنف والكراهية.
قناة “الهداف”
في 17 و15 أفريل 2025، تم رصد تجاوزات مهنية عبر برنامجي “بالمكشوف” و”VAR الهداف” الذي بثتهما قناة “الهداف”.
حيث خرج أحد المحللين الرياضيين عن مبادئ الحياد والموضوعية، وهو ما يعد مخالفًا للأحكام القانونية المتعلقة بالنشاط السمعي البصري. وقد أكدت السلطة على ضرورة تحلي الإعلام الرياضي بالمسؤولية، وتفعيل آليات التنظيم الذاتي لضمان تغطية دقيقة ومحايدة للمواضيع الرياضية.
قناة “النهار”
في 19 أفريل 2025، قررت السلطة الوطنية توقيف برنامج رياضي بثته قناة “النهار” لمدة 21 يوماً، بسبب خطاب عنصري صريح استخدمه أحد ضيوف البرنامج في برنامج “ستاد النهار”.
وهذا الخطاب يتعارض مع أحكام قانون الإعلام وقانون مناهضة خطاب الكراهية، مما دفع السلطة إلى اتخاذ قرار توقيف البرنامج. كما أصدرت إنذارًا للقناة لتجنب تكرار هذه المخالفات في المستقبل.
 
 
اعتماد لغة اعلامية هادئة وواقعية
 
دعا وزير الاتصال، محمد مزيان، الإعلام الرياضي إلى “الارتقاء بالمحتوى” و”اعتماد لغة إعلامية هادئة وواقعية” في الخطاب الرياضي الموجه للجمهور، بعيدًا عن “التهويل والتضخيم”. 
وركز الوزير في مذكرة منهجية على ضرورة “الارتقاء بالمحتوى بما يليق بجمهور راق”، مؤكدًا على أن الإعلام يجب أن يساهم في خلق مناخ “تسوده المودة”، مع الابتعاد عن إثارة الانفعالات العاطفية للجمهور.
 
كما شدد على “توخي الحذر في نقل المعلومات الرياضية والتحقق من صحتها ومصدرها قبل نشرها”، من أجل تجنب انتشار الشائعات أو الأخبار المغلوطة التي قد تؤثر سلبًا على الجمهور الرياضي وتثير الجدل والقلق في الرأي العام.
 
كما أكد الوزير على أهمية “تشجيع الصحافيين على التدريب المستمر في مجالات تحليل الأداء الرياضي وقوانين التحكيم”، بهدف رفع الوعي في أوساط الجماهير. 
وأضاف أن الصحافة الرياضية يجب أن تركز على “الجوانب الإيجابية” التي تعزز صورة الرياضة الوطنية، وتحد من الترويج للسلبيات والسلوكيات غير الرياضية.
وفي ذات المذكرة, أوعز الوزير إلى “الاستعانة بأهل التخصص من مدربين ومحللين وفنيين أثناء النقاشات تجنبا للعشوائية في انتقاء أو استضافة المختصين” مع تفادي “البرامج السطحية التي تثني على الإثارة والانفعال لجذب المشاهد”, مشددا على “الحياد في التحليل الرياضي وكذا نبذ التحيز أو التفضيل بين الأندية أو الفرق مما يغذي روح الكراهية”.
 
كما حذر من مغبة “التشهير بسمعة اللاعبين, المدربين, الحكام والمسيرين, مع التذكير بضرورة احترام الحياة الشخصية للأفراد حسبما تنص عليه قوانين الجمهورية وقانون الإعلام”.
 
 
 إجراءات تحسيسية لضبط الإعلام الرياضي 
 
في تصريح له ل"بركة نيوز"،أكد يوسف تازير، رئيس المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين، أن المنظمة تعتبر الإجراءات المتخذة من قبل سلطة ضبط السمعي البصري بمثابة “إجراءات تحسيسية”، تهدف إلى “ضبط الإعلام الرياضي” و”التصدي للتجاوزات والانحرافات”.
مضيفا: “من خلال هذا المنبر، أوجه نداء لكافة الصحفيين في المؤسسات الإعلامية للالتزام بأخلاقيات المهنة، والمساهمة في ارتقاء المنظومة الإعلامية الوطنية، وتعزيز صورة الإعلام الجزائري في الخارج، وتقوية وحدة المجتمع الجزائري داخليًا”.
وأشار إلى أن الإعلام الرياضي يجب أن يُنظر إليه كـ”شريك أساسي” في الحركة الرياضية الوطنية، وليس كأداة لإثارة الفتن والانقسامات،وطالب الصحفيين بالتحلي بالمهنية والموضوعية في معالجة المواضيع الرياضية.
 
الإعلام الرياضي يمر بمرحلة صعبة بسبب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
 
من جانبه، قال كريم قندولي، الصحفي الرياضي ومراسل قناة الغد الدولية،  ل"بركة نيوز"  إن الإعلام الرياضي يمر الآن بمرحلة صعبة بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي و”السهولة الكبيرة التي أصبح يتمتع بها الصحفيون للوصول إلى المعلومات”.
 
وأضاف أن “الإعلام هو رسالة ذات أخلاقيات نبيلة”، ولكن “أحيانًا يتم استخدامه للترويج لخطاب الكراهية، سواء عن قصد أو دون قصد”. 
ودعا قندولي الصحافة الرياضية إلى “التحلي بالموضوعية والحياد، وعدم دعم فريق على حساب فريق آخر”.
كما أكد قندولي أن “الصحفي لا يعاقب على أداء مهامه الإعلامية”، ولكنه أضاف أنه إذا لزم الأمر، ينبغي تدخل سلطة ضبط السمعي البصري لتوجيه الصحفيين نحو الالتزام بأخلاقيات المهنة، حفاظًا على اللحمة الوطنية.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services