519
0
شهداء الثورة من الأطفال... تضحيات وإصرار نحو تحقيق استقلال الجزائر وعدم الخضوع للمستعمر

تحت عنوان " أعلام المقاومة الجزائرية... الأطفال المجاهدون نموذجاً" نظمت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ملتقى وطني، بدار الإمام بالمحمدية، وهذا بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق، وكذا المفوضة الوطنية لحماية الطفولة.
بثينة ناصري
وفي مستهل اللقاء تم عرض شريط حول مسيرة عدد من الشخصيات البارزة في الثورة الجزائرية، مذكرين بالشهداء الاطفال الذين تميزوا بالوعي الثوري والنضال المتواصل وقام المستعمر بإعدامهم دون مراعاة عامل السن مما يعبر عن ثقل أمانة الشهداء.
وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، في كلمة له، أن هذا الملتقى جمع العديد من الدكاترة للتحدث عن أعلام الجزائر في مقاومتها المديدة، منذ أن وطأت أقدام المستثمر الفرنسي هذه الارض الطاهرة وصولا إلى ابناء الوطن ودورهم في هذه المسعى، التي تعبر عن حقيقة وعي اطفال الجزائر.
كما تطرق بلمهدي إلى الأطفال الذين صنعوا الملحمة الجزائرية، معتبراً إياهم نموذجاً راقي وعالي في الدفاع عن الوطن والدفاع عن الحرية وتقديم التضحيات والشهداء من اجل هذا الوطن مقال أن يبقى حرا مستقلا.
وكشف الوزير عن انخراط 70 ألف تلميذ في المدرسة الصيفية الذين سيبلغون هذه الرسالة، مشيرا إلى أنه ستوزع لهم أعلام الجزائر ونشيد قسما، للتعريف بالملحمات التي خاضها شهداء الجزائر صغارا وكبارا نساء مثل لالة فاطمة نسومر، وحسيبة بن بوعلي وغيرهم ممن صنعوا ملحمة الجزائر.
وأوضح أن هذا اللقاء جاء للتبيين للعالم بأن الجزائر أخذت استقلالها واسترجعت سيادتها ولكن بضريبة باهظة وبثمن غالي وبدماء زكية طاهرة، داعيا بذلك إلى الحفاظ على هذا الوطن وجعله الأمانة الحقيقية ورسالة الجزائر في الحياة الرامية للدافع عن الجزائر وخدمتها في الحاضرا والمستقبلا.
تاريخ ثابت ومقومات مشرفة لفتت انتباه العديد من المتربصين خارج الوطن
وفي ذات السياق أشاد العيد ربيقة وزير المجاهدين وذوي الحقوق بنعمة التاريخ الزاخر في بلد الشهداء الذي تحسد عليه من قبل العديد من الدول، مؤكداً أن الجزائر من خلال تاريخها تحوز على دور جوهري يجعل شعبها ومواطنيها يفتخرون بما يكتنزه هذا التاريخ الوطني، مشددا على ضرورة استخراجه لجميع أطياف المجتمع للتمكن من تبليغه بأمانة للشباب والأجياء.
وأكد ربيقة في حديثه أن الجزائر لا تزال مستهدفة في تاريخها، معبراً عن فخره بأبناء الجزائر وشهدائها أثناء ثورة التحرير المباركة على شاكلة فاطمة بدار او خليفة فراش وغيرهم.
ولفت الوزير إلى اجتماع الكثير من قادة العالم وزعماءه على حقيقة أن الأمة التي ليس لها تاريخ هي أمة ليس لها مستقبل، منوها إلى أن الجزائر تتوفر على تاريخ يجب استغلاله وفي استخراج الكنوزها من معالم تاريخية في مختلف الحطب والفترات، فتاريخ الجزائر المعاصر لا يبدأ من 1830 كما رسمه بعض الخبراء من الدول الغربية.
وكشف وزير المجاهدين عن من أرادوا تطبيع الجانب السلبي على تاريخنا الوطني من خلال ترسيمها لمختلف فترات التحقيق في تاريخنا الوطني والذي رسمته المدرسة الغربية، مبرزا إلى أن التاريخ الجزائري عريق وينسجم تماما مع القيم الانسانية والأخلاقية.
أطفال صغار بعزيمة الكبار قادت الجزائر نحو الاستقلال
ومن جهتها أكدت مريم شرفي أن هذا الملتقى التكويني العلمي جاء احياء للذكرى الـ62 لعيد الاستقلال المصادف لـ5 جويلية من كل سنة، مشيرا إلى أن الهيئة وطنية لحماية وترقية الطفولة لطالما وقفنا على دور الأطفال في بناء مستقبلهم واشراكهم في كل الامور التي تهمهم، واليوم من خلال هذا اللقاء تقف على دور أطفال الجزائر إبان الثورة التحريرية لبناء جزائر تنعم بالحرية.
مستشهدةً بالطفل الشهيد عمر ياسر وبطولاته التي جعلت منه رمزاً من رموز الثورة الجزائرية والذي غادر مقاعد الدراسة واقبل على المهمة الكبرى ناقلا أمينا بين المجاهدين، فكانت مهمة الرجال ونساء من بني وطنه، مبرزةً بذلك إلى صفاته حيث كان مسئولا يتحمل أمانة الرسالة، فكان لا يلعب ولا يصاحب أقرانه متميزاً بصفة عزيمة الكبار.
وأشارت شرفي إلى أن المجاهدين الأطفال كبر ايمانهم بقضية وطنهم وأخفوا الاسلحة وراقبوا تحركات العدو، ولا زال العالم بأسره يشتشهد بتضحيات الشهداء، لابطال صنعوا الحرية وسجلوا اسماؤهم من ذهب في فجر التاريخ، مشددة إلى ضرورة نشر ثقافة المواطنة للمحافظة على أمانة الشهداء.