165
0
سعيدة: استحداث أول بئر استكشافي بالولاية ...خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن المائي

تشهد ولاية سعيدة انطلاقة نوعية جديدة في مجال الموارد المائية، يتمثل في إنجاز أول بئر استكشافي من نوعه على مستوى الولاية، بإشراف مباشر من الوكالة الوطنية للموارد المائية، ممثلة في المديرية الجهوية الغربية للهضاب العليا بسعيدة.
الحاج شريفي
وحسب دراسة جيوفيزيائية سابقة أجريت بالمنطقة، تم اختيار بلدية دوي ثابت موقعاً لإنجاز هذا المشروع، الذي يبلغ عمقه 400 متر طولي، ويهدف إلى استكشاف طبقة جيولوجية جديدة.
ويعتبر هذا المشروع خطوة بالغة الأهمية لفهم أعمق لطبيعة المياه الجوفية بالمنطقة، وتمهيدا لتوظيفها بشكل مستدام يخدم مختلف القطاعات الحيوية، وعلى رأسها تزويد السكان والفلاحين بالمياه، في ظل التحديات المناخية المتزايدة.
كما تواكب مديرية الموارد المائية بسعيدة هذا المشروع الاستكشافي بمرافقة تقنية ميدانية، من خلال المساهمة في تحديد أماكن الحفر الفلاحي ومتابعة تنفيذه بالتنسيق مع الوكالة الوطنية.
و تُجرى حالياً دراسة فيزيائية دقيقة لتحديد خصائص التربة ومستوى وجود المياه وجودتها،بما يضمن نجاح عملية الحفر والرفع من مردودية المشاريع المستقبلية.
وفي سياق متصل، تخطط الوكالة لإنجاز دراسات جيوفيزيائية أخرى في منطقتي المعمورة وتيرسين، اللتين تعتبران من المناطق الجيولوجية المعقدة، مما يستوجب توظيف تقنيات استكشاف متطورة تُمكن من الوصول إلى مواقع ملائمة لحفر الآبار وضمان استغلال فعّال للمياه الجوفية.
وفي حال أفضت نتائج الاستكشاف إلى اكتشاف كميات ونوعية جيدة من المياه، فإن البئر سيُخصص لدعم شبكة المياه الصالحة للشرب بولاية سعيدة، وهو ما من شأنه أن يعزز الأمن المائي ويُسهم في تخفيف الضغط على المصادر التقليدية.
جدير بالذكر، أن قطاع الموارد المائية بالولاية استفاد خلال سنة 2024 من برنامج طموح يشمل إنجاز ما يقارب 2800 متر طولي من الآبار، موزعة على 11 بئراً مجهزة بأشغال الهندسة المدنية والتوصيلات الكهربائية، بالإضافة إلى عمليات إعادة تأهيل للآبار القائمة، بهدف تحسين الإنتاجية وضمان استمرارية الخدمة.
بالاضافة إلى ذلك تكتسي هذه المشاريع طابعا استراتيجيا نظرا لدورها المحوري في ضمان تزويد السكان والفلاحين بالمياه، لاسيما في ظل تقلبات المناخ وتزايد الطلب على هذا المورد الحيوي.
كما تندرج هذه المبادرات أيضا ضمن مسعى الدولة نحو تحقيق تنمية محلية مستدامة، قائمة على التسيير الرشيد للموارد المائية والحفاظ على المخزون الجوفي للأجيال القادمة.