34
0
ربيقة يبرز القيم النبيلة التي رسخها التجار الجزائريون إبان ثورة التحرير المجيدة

أشاد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الأحد، بالدور الكبير الذي لعبه التجار والحرفيون خلال الثورة التحريرية، وذلك في كلمته خلال افتتاح فعاليات الذكرى الـ69 لتأسيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، بالمتحف الوطني للمجاهد،
شروق طالب
وأكد ربيقة أن هذه الفئة كانت حاضرة بقوة في معركة التحرير، حيث ساهمت في تشكيل شبكات دعم وتمويل للثوار، كما حولوا محلاتهم ومخازنهم إلى نقاط إسناد آمنة لنقل المعلومات والمؤن، متحدين التضييق والملاحقة، ومؤمنين بأن التجارة يمكن أن تتحول إلى وسيلة مقاومة وكفاح في وجه الاستعمار.
وأشار ربيقة إلى أن تأسيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين جاء بعد أيام قليلة من مؤتمر الصومام، في لحظة فارقة من تاريخ الثورة، ليؤكد التلاحم القوي بين الشعب وجيش التحرير الوطني، ويجسد روح التضامن ووحدة الصف الوطني.
وأبرز الوزير القيم النبيلة التي تحلى بها التجار خلال تلك الحقبة، من انضباط، ووفاء، وتضحية، وإيمان راسخ بالوطن، وهي نفس القيم التي ما تزال تلهم الأجيال الجديدة في هذا القطاع الحيوي، الذي يُعوَّل عليه اليوم في دعم التنمية الاقتصادية.
وفي سياق حديثه عن الحاضر، نوه الوزير بما تحققه الجزائر بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون من إصلاحات كبيرة لصالح التجار والحرفيين، عبر تحديث المنظومة القانونية وتحسين مناخ الأعمال، بما يسهم في الانتقال إلى اقتصاد عصري ومتنوع.
كما عبر عن فخره بنجاح الجزائر في تنظيم القمة الإفريقية للتجارة البينية، التي شكلت منبرا قاريا مهما، ورسخت مكانة الجزائر كشريك اقتصادي فعال في إفريقيا، وأسست لمرحلة جديدة من التعاون المتوازن في القارة.
ومن جانبه، أكد عصام بديسي، الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أن ذكرى مرور 69 عاما على انطلاق الكفاح النقابي تعد محطة تاريخية ملهمة تستمد منها الأجيال روح العزيمة والإصرار لمواصلة المعركة الراهنة، التي وصفها بأنها "معركة البناء الاقتصادي".
وقال بديسي، إن "الجزائر التي انتصرت بالأمس في ميدان الشرف بفضل تضحيات الشهداء والمجاهدين، تخوض اليوم معركة من نوع آخر، تتطلب الصدق والعطاء والعزيمة التي لا تلين من أبنائها وبناتها"، مشيرا إلى أن التحديات الاقتصادية الراهنة لا تقل أهمية عن معركة نوفمبر المجيدة.
وأضاف أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أكد مرارا أن هذه المرحلة هي مرحلة اقتصادية بامتياز، ما يشكل بحسب بديسي "رسالة واضحة بأن الجزائر تدخل دورا جديدا من تاريخها، يستدعي وعي جماعي وجهد منسق وإرادة صلبة".
وفي هذا السياق، شدد بديسي على التزام الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين برسالته التاريخية، مؤكداً وقوفه في الصفوف الأولى دعماً لرؤية الدولة الإصلاحية، ومساهمة في تعزيز موقع الجزائر كقوة اقتصادية صاعدة، وفاعل أساسي في التنمية القارية، لاسيما على الصعيد الإفريقي.
وأوضح أن الجزائر التي ساندت بالأمس نضال الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار، تواصل اليوم دعمها الثابت للقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الصحراوية والقضية الفلسطينية، التي وصفها بـ"القضية المقدسة".