26

0

وردة في زمن الحرب (الجزء الثاني)

بقلم: آسيا أحمد علي

 

انتهت الحرب… لكن داخلها ما زالت المعركة قائمة.

الناس عادوا إلى بيوتهم، رمموا ما تبقى من جدرانهم، أما هي… فما زالت تحاول ترميم قلبها.

مرت الشهور، وهدأت السماء، ولم تعد تسمع أصوات القصف، لكن الصمت صار أقسى من الانفجار… لأن حبيبها لم يعد.

ذلك الرجل الذي علمها معنى الإخلاص، الرجل الذي كان يكتب لها وسط النار:

"لا تبكي، كوني قوية، وساعدي الناس."

كلماته لا تزال تهمس في قلبها كل فجر، كأنها وعد لم يكتمل بعد.

كانت تقول لنفسها كل يوم:

"سيعود… ربما غدًا… أو بعد غد… أو حين يزهر الربيع القادم."

لكن الأيام تمضي، ولا رسالة تصل، ولا أثر له سوى في ذاكرة الصور التي لم تحترق.

ورغم ذلك، لم تفقد ما زرعه فيها.

صارت أقوى، صارت أكثر عطاءً. كلما ساعدت جريحًا أو أطعمت طفلًا، كانت تشعر أن روحه ترافقها، تبتسم لها من بعيد.

كانت تقول:

"علّني حين أزرع الأمل، أقترب منه أكثر."

هو لم يمت في قلبها، ولم يغب عن دعائها.

فهي تؤمن أن الحُب الحقيقي لا يرحل، بل يتحوّل إلى ضوءٍ يهدي الخطى.

 

هي الآن “وردة في زمن ما بعد الحرب”...

وردة صمدت رغم الرماد، نمت من وجعها حياة، وحملت راية الوفاء، تنتظر…

ليس ضعفًا، بل إيمانًا بأن الذين أحبّوا بصدقٍ، لا يضيعون في دروب القدر.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services