1341

0

ولاية الجلفة تحتفي  باليوم العالمي للشغل

لوحةٌ وطنية تجسّد عراقة العمل وقيم التضامن

 في الأول من مايو 2025، ارتدت ولاية الجلفة ثوبَ الفرح والاحتفاء، لتُعلن للعالم أن العمل ليس مجردَ روتينٍ يومي، بل هو قصة كفاحٍ وإرثٌ من التضحيات تُخلّده الأجيال.

بن معمر الحاج عيسى

تحت شمس الصباح الدافئة، تجمّعت القيادات الرسمية والعسكرية والأمنية، ورموز المجتمع المدني، وعمّالٌ من كل قطاع، في مشهدٍ يعكس تلاحمَ الإرادة بين الحاكم والمحكوم، بين من يخططون ومن ينفذون.

فاليوم العالمي للشغل هنا ليس مناسبةً عابرة، بل هو محطةٌ للتأمل في مسيرة بناء الوطن، الذي تقف على أكتاف أبنائه.  

انطلق الاحتفال بسباقٍ رمزي لسعاة البريد، حملَ في طياته رسالةً مفادها أن التواصل والجهد الجماعي هما أساسُ التقدم.

فكما يجوب الساعي الأحياءَ حاملاً الرسائل، يجوب العاملُ أرجاءَ الوطن حاملاً همَّ الإنجاز. ثم توالت الفقراتُ بسلاسةٍ تعكس تنظيمًا دقيقًا، بدءًا بكلمة الأمين الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي استحضرَ تاريخ النضالات النقابية، وذكّرَ بأن كل حقٍ مُكتسبٍ اليوم كان يومًا ما حلمًا يبدو مستحيلًا. لم يغفل عن تشخيص التحديات الراهنة، لكنه شدّد على أن روحَ العمال الجزائريين، التي هزمت الاستعمار، قادرةٌ على تجاوز أي عقبةٍ بإرادة القيادة والعمال معًا.  

أما كلمة  الوالي جهيد موس فكانت بمثابة الوعد الرسمي بأن العاملَ سيظلُّ في صدارة الأولويات. بإلقاءٍ مفعمٍ بالحماسة، هنّأ كلَّ يدٍ تبنى وكلَّ عقلٍ يبتكر، وربطَ بين "الجزائر الجديدة" التي يتحدث عنها الرئيس وبين الإصلاحات الملموسة على الأرض: تحسين ظروف العمل، توسيع الحماية الاجتماعية، ومحاربة البطالة عبر مشاريع استثمارية ضخمة.

وصفَ العمالَ بأنهم "الجنود المجهولون" في معركة التنمية، ودعا إلى تعزيز الثقة بين النقابات والحكومة، لأن الخصمَ الحقيقيَّ هو الفقر والتخلف، لا بعضنا البعض.  

 

لكن الاحتفالَ لم يكن خطاباتٍ فقط، بل كان فنًّا يلامس الروح. فرقة **براعم** الإنشادية قدّمت لوحةً غنائيةً أبكت الحاضرين، مزجت بين الأغاني الوطنية التراثية وأناشيد العمال العالمية، كأنها تُذكّر العالم أن النضالَ من أجل الكرامة هو لغةٌ واحدةٌ رغم اختلاف الحدود.

وفي لمسةٍ إنسانية، جرى تكريمُ عمالٍ ممن قضوا عقودًا بين المصانع والمكاتب، فسلّموا الرايةَ للأجيال الشابة بأمانة. كما نُكست الأعلامُ حدادًا على أرواح النقابيين الراحلين، أولئك الذين صنعوا مجدَ الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وأثبتوا أن الموتَ لا يقتلُ الأثرَ إذا كان العملُ خالصًا للوطن.  

وفي مفارقةٍ جميلة، حوّل الاحتفالُ التنافسَ الرياضي بين مؤسسات الدولة إلى رسالةٍ عن أهمية العمل الجماعي. ففوزُ فريقَيْ الجماعات المحلية والحماية المدنية بكأس الدورة الرياضية لم يكن مجردَ تسلية، بل تأكيدًا أن الفريقَ الواحدَ ينتصرُ بالتعاون، مثلما تنتصرُ الأمةُ عندما يتكاتفُ العقلُ والقلبُ واليد.  

هكذا، ختمت الجلفة احتفالها بتأكيدٍ أن اليوم العالمي للشغل في الجزائر ليس مجردَ تقليدٍ سنوي، بل هو تجديدٌ للعهد بين الدولة والعامل: عهدٌ بأن الكرامةَ حقٌ غير قابلٍ للمساومة، وأن العملَ شرفٌ لا يُباع، وأن المستقبلَ سيبقى مشرقًا ما دامت أيادٍ عاملةٌ تُمسكُ بيد القيادة لترسم خريطةَ الجزائر القادمة. هنا، حيث يُبنى المجدُ بلبنات الإرادة، يُعلّمنا عمالُ سطيف أن الأحلامَ الكبيرة لا تحتاج إلى مواردَ فحسب، بل إلى أرواحٍ مؤمنةٍ بأن الوطنَ يستحقُّ الجهدَ حتى آخر نفس.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services