421
0
وغدر الغادرون

بقلم: جلال محمد حسين نشوان
غدر الغادرون الأشرار الجبناء الصهاينة أعداء الله وأعداء الدين والإنسانية، غدر الغادرون واغتالوا أبناء شعبنا وهم نيام، لا غرابة في ذلك، فالارهاب ديدنهم، والقتل فُطٌروا عليه، والمجازر من سماتهم، أنهم حثالات البشر المتعطشون للدماء ... على وقع مجزرة بشعة ، أفاقت محافظات غزة فجر اليوم على جريمة اغتيال الاحتلال الصهيوني الارهابي النازي على اغتيال أبنائنا وهم نيام ، وقد طالت المجزرة الأطفال والنساء، وإصابة العشرات بجروح خطيرة، وذلك بعد قصف الطائرات الصهيونية الأمريكية الصنع البيوت الآمنة، وتأتي هذه المجزرة في اطار المخطط الاجرامي الذي وضعه الكيان الصهيوني ورئيس وزرائه أيقونة الإرهاب نتنياهو لاستغلال الظروف الراهنة، وانشغال العالم بالازمات الدولية والأوضاع الساخنة التي يمر بها ، لتصدير ازماته، و ما هو مؤسف ويندى له الجبين ذلك الصمت الدولي والإسلامي والعربي، وذلك التخاذل غير المستغرب في تجاهل ما يمارسه جيش الاحتلال الصهيوني وآلة الحرب والاجرام الصهيونية من انتهاكات واسعة ضد الاعراف والقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية، إن تصاعد وتيرة الأعمال الوحشية ضد أبناء شعبنا في غزة والضفة والقدس واقتحامات المسجد الأقصى المبارك هى جرائم حرب تستوجب محاكمة مجرمي الحرب أمام العدالة الدولية، وعلى وقع هذه الجريمة اليشعة فجر هذا اليوم ، تصاعد الغضب في جميع أنحاء فلسطين الأمر الذي يتطلب رد فعل انتقامي لكبح جماح عصابات الصهاينة النازيين ، الذين واصلوا الترويج والتلويح لمواجهة عسكرية للهروب من أزمتهم الداخلية حيث تواجه فيه حكومة الفاشيين أزمة سياسية غير مسبوقة تتمثل بالاحتجاجات الواسعة ضد خطة الإصلاح القضائي التي تسعى حكومة بنيامين نتنياهو من خلالها إلى إضعاف جهاز القضاء. أيقونة الإرهاب نتنياهو ومعه الإرهابيين رئيسا حزبي اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اتفقوا على عدوان غادر ضد شعبنا الفلسطيني في غزة و الضفة، وتشديد سيطرة الاحتلال على المسجد الأقصى، وتشديد قبضة قوات الأمن ضد أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة وتوسيع المشروع الاستيطاني ... لقد آن الأوان للمجتمع الدولي معاقبة القتلة الإرهابيين الصهاينة كما عاقب، المجتمع الدولي النازيين على جرائمهم فلا يجوز أبداً أن يسكت ويصمت على جرائم الإرهابيين الصهاينة ولا يعاقبهم على جرائمهم تجاه شعبنا الفلسطيني. والمطلوب من المجتمع الدولي والعربي إجبار دولة الإحتلال الغاصب على تحمل مسؤوليتها عن مجزرة غزة التي ارتكبها الارهابي نتنياهو وعصابته فجر اليوم، ومحاكمة قادة العدو كمجرمي حرب أسوة بالنازيين. أن شعبنا الفلسطيني يواجه تحديات جديدة لم يعهدها من قبل. فإدارة الصراع تتغير ، وشعبنا يواجه الفاشيين والنازيين الذين يستهدفون وجودنا ومقدساتنا وقادم الأيام لا يعلمه إلا الله.
لقد اندفع الفاشيون الارهابيون إلى وضع خطط شيطانية ، ومنها تشكيل عصابات ارهابية ومنها مليشيات حرس الحدود، التي يترأسها الارهابي المتطرف إيتمار بن غفير، والذي يسعى إلى ضم ميليشيات المستوطنين إلى هذه الوحدات، لتصبح تحت إمرته ميليشيا مسلحة تمارس مهامها الإرهابية ضد شعبنا و بموازاة قوات جيش الإرهاب الصهيوني. وما يحدث على الأرض من الاتفاق على شرعنة كل البؤر الاستيطانية وضخ السلاح الهائل وتوزيعه على المستوطنين خطير جداً ...والهدف واضح وجلي وهو إجبار أبناء شعبنا على الرحيل عن أرضهم، كل ذلك يجعلنا نتوقف طويلاً للإستعداد لمجابهة تلك التحديات والمخاطر الكبيرة، فالأمر جد خطير ، وعلى الكل الفلسطيني الالتفاف حول برنامج وطني للدفاع عن شعبنا، الأخطار تحدق بنا من كل حدب وصوب وعلى الجميع وضع خطة وطنية لإنهاء الانقسام فوراً والتفرغ للأعاصير السوداء وقبل فوات الأوان، بإذن الله شعبنا سيتصدى للارهابيين والنازيين الجدد وسينتصر على المرتزقة الغرباء الصهاينة الذين جاؤوا من وراء البحار .
المجد للشهداء الذين غادروا شامخين أعزاء إلى الرفيق الأعلى
الأسير وليد دقة... اكتب لكم بحبر الغيبوبة والكيماوي
بقلم: عيسى قراقع
يا شعبي العظيم: اكتب لكم من مستشفى برزلاي الإسرائيلي، ومن غرفة الإنعاش حيث أجريت لي عملية جراحية لاستئصال اورام السرطان التي اصابتني خلال وجودي بالسجن منذ اكثر من 37 عاما، وقد بدأوا بإعطائي العلاج الكيماوي، استيقظت من غيبوبة طويلة، وها أنا اكتب لكم بحبر الغيبوبة والكيماوي، لأدرب الشبابيك على اصطياد الطيور التي تغني لطفلتي ميلاد وتحرك أوراق الشجر، اكتب لكي يلتحم زمن السجن الموازي مع الزمن الطبيعي ويجعل من المكان مكانا لا يهذبه الحديد والجرافة ونظام صهر الاسرى وطحنهم في محرقة السجن، اكتب بيدي وقلبي لا بمعاول التوراة الصهيونية العنيفة التي تحفر قبري. اكتب لكم بحبر الغيبوبة والكيماوي، لأصنع كمنجة وعودا موسيقيا على بوابات الفضاء حتى تحتفل النجوم والغيوم والكواكب البعيدة، رأيت الملائكة ترقص في اكبر حفلة كونية تشهدها السماء، ورأيت ثقوبا اخرجتني من سطوة الجدار، ورأيت كل أجهزة دولة الاحتلال الإسرائيلي تلاحقني في مشاعري وعواطفي، يطاردون كتاباتي في النص وفي الكتاب، وفي القاعات ومدارس الأولاد. وصلت الى القدس وباب العامود والشيخ جراح، وصلت الى جنين ونابلس وغزة واللد، وبعد 75 عاما على النكبة شاهدت جيلا يكتب بصموده وحجارته على الأرض وليس على الورق، انها ثقافة الحق في الحياة، ثقافة حق تقرير المصير، ثقافة المظاهرة والقفز عن السياج، ثقافة النار المقدسة في ساحات المسجد الأقصى واشتعال الصلاة، الكنائس تقرع الاجراس، والجوامع تصدح بالآذان، قوافل الشهداء تستقبلني، يسقطون مرة تلو المرة ولكنهم لا يسقطون، كل شيء يقول لي: انهض يا وليد، افق يا وليد، لم يعد هناك متسع لغياب آخر، انقشعت الغيبوبة ولأول مرة تزورني الشمس. اكتب لكم بحبر الغيبوبة والكيماوي، ما ألذ طعم الكيماوي، وما اسخف هذه الأجهزة المربوطة بشراييني، اكتب بدمي لأتنفس وأحيا، فمن يشعر بالألم يحيا، اكتب على البياض المطلق المديد، وقد وقعت إدارة سجون الاحتلال في ورطة، فجهاز تصوير الاشعة في مستشفى برزلاي لم يكشف عن حالتي المرضية، بل ارسل رسالة من جسدي لطفلتي ميلاد، باقة ورد خرجت من جسدي الى زوجتي الحبيبة سناء، فكتب الأطباء: هذا الأسير بعد ان شعر أنه سيفقد الدنيا هنا وجد له دنيا أخرى هناك.
السجانون والأطباء أصيبوا بالهوس والارباك، مندهشون من عبوري من سيادة الموت الى سيادة الحياة، واظن ان السجانين كانوا يحتضرون، رئتي تتنفس ورئتهم تختنق، انهكهم عقلي وجسدي وقلمي، فليرحلوا من غرفة الإنعاش ويأخذوا معهم سمومهم، لست في النهايات كما اعتقدوا، فمن عرف الابتداء لا يهمه الانتهاء، فأهلا بالأبدية، لقد وجدت حبيبة وأما لابنتي، ووجدت نفسي في المدى الفسيح بعيدا عن توالي الازمان والامكنة، الحمد لله، قلبي لم يهرم كما هرم السجن على سجانيه، احلق واطير واسير الى الامام، اسمع طفلتي ميلاد تنادي: بابا، واسمع القدس تنادي: حي على الصلاة. في غيبوبتي رأيت ما لم يره الأعداء، رأيت شعبي الفلسطيني يزلزل الأرض حتى تتدفق الينابيع من الاغوار المجهولة، يمزق العقود ويصنع الأمل يحطم أسوار العبودية، شعب يتسلق الجبال نحو الذرى، ورأيت الأعداء يتناحرون ويتصدعون وتضيق بهم الدائرة، الفاشية والعنصرية تقتل أصحابها حتى لو ملكوا الأرض طولا وعرضا، تسليحا وقتلا وعربدة، مصيرهم الهاوية، لست مريضا، انهم المرضى الذين يعيشون في غرفة طوارئ دائمة، نفوسهم فاسدة اراها متشظية قلقة. اكتب بحبر الغيبوبة والكيماوي، تأويل الأحلام هي مقدرتي الفريدة في السيطرة على المصير، أحلامي هي الصلة الوحيدة بين الذاتي والخارجي، هنا تجتمع حكمة المعرفة بين الإخفاء والاظهار، يتبدد الوهم، قالت لي ذلك أم الرومي تلك الزيتونة العتيقة، تحقيق الأماني الدفينة وصول الطفل جود إلى بوابة السجن والمدن المنكوبة، التخلص من عقدة الخط الأخضر وثقافة الهزيمة، قادتني احلامي الى بيتي في باقة الغربية، اختفى السور الواقي والحواجز الكثيرة. اكتب لكم بحبر الغيبوبة والكيماوي، لغتي عربية واضحة واضحة، لا تسلك الطرق الملتوية، فلنتسامى في المعاني ولا نغرق في القوالب النمطية، وفي كل لغة بطل حفر على الأرض اسمه، اسألوا الصخور العنيدة، فمن ينقذ اللغة من التطبيع والالسنة المتعثرة؟ من يحرر البطل من داخله دون خوف او وجل؟ للتضحية معنى وبلاغة تسيل حبرا او دما، تنطقها الحنجرة، تحركها يد ويسمعها الحضور رغم الغياب، اللغة لا تذوب ولا تنصهر، اللغة عندما تستخدم فقط للحوار والمفاوضات والشعارات والعلاقات العامة، تصبح هي الضحية المتحولة. انا لا كتب عن السجن، اكتب عن اليوم الآتي، فمن يعش في السجن يدرك أن هذا السجن يمتد من الوريد الى الوريد، ابعد من مجرد احتجاز وعقاب وتعذيب وحرمان وقهر، اصعب أنواع السجن هو القابع في النفس والذهن والعقل، الوصول الى حالة اللاوعي والرضوخ، قهر شعب ومجتمع وعائلات واجيال واهداف واحلام، تشذيب السلوك والشعور الشديد بالعجز، طعن الذات في قيمتها وكبريائها، السجن يعني انك لم تعد انسانا، انك الة مربوطة بآلاف الأسلاك، لهذا اكتب عن مستقبل شعبي، هذا المستقبل الذي صار اكبر سجين في العالم، فمن يحرر المستقبل؟ يهدم كل هذه الجدران الفكرية والسياسية والاجتماعية، يسترد المناعة ويحطم هذه القدرية. أنا لا اكتب عن السجن، اكتب عن ذلك الذي يتمرد على النوم حسب توقيت السجان، عن الذي لا يزور نفسه بتصريح ويتعرى في وسط النهار، اكتب عن الذي يتجاوز الحاجز العسكري ولا يدخل بين اسنان الآلات اللولبية، اكتب للذي يدرك تماما ان السلام الإسرائيلي المخادع ليس اكثر من شوارع التفافية، ازاحة الحقائق الموضوعية، تعديل الجغرافيا والثقافة وطمس الهوية، اكتب للذي يدرك تماما ان السلام الإسرائيلي المزعوم ليس بديلا عن التحرر والحرية. اكتب لكم بحبر الغيبوبة والكيماوي، أنا المحروم من كل شيء، ولكن الحياة ليست رفاهية وخبزا ومشاريعا اقتصادية، هذه ليست السعادة المأمولة، كيف اهنأ والقيد يحز معدتي؟ لا أرى سوى المي، لا وساطة بيني وبين حقوقي السياسية، لا وكالات ولا رجال كابو ولا بنوكا دولية، لا اريد ان أعيش في جنة وهمية، اريد ان أعيش في قريتي باقة الغربية، قريبا قريبا من روحي وعاداتي، قريبا من رائحة الطابون وأمي وصوت البحر الذي يحرس حدود نومي من غزوات القراصنة. بعد اكثر من 37 عاما قضيتها خلف قضبان سجون الاحتلال، العفونة والرطوبة والاستلاب الإنساني، أقول لكم: الحياة الحرة لم تزل تفتح ابوابها لكبار النفوس، فكونوا كبارا بنفوسكم المحررة من كل قيد ومطاوعة، يكفيني شرف أني عشت كل حياتي مع رفاق واخوة في السلاح، هذا يكفيني ويملأني، لا اريد العيش مع المصابين بسل الروح، فإنهم لا يكادون يولدون للحياة حتى يبدأ موتهم، عيشوا كما انتم بشرف وانتماء في الخط المستقيم دون مراوغة، فمن يكتب آياته بدمه لا يريد ان تتلى تلك الآيات تلاوة، بل يريد ان تنفجر في الكون بشارة وثقافة ومقاومة. في أيام الغيبوبة كتبت عن هذا النوم الصاخب، حفرت الكلمات على جذع زيتونة اطلت علي من خلف ساحل البحر المتوسط كأنها من حيفا، وفي الغيبوبة جاءني ملاك فك قيدي وهربني من زمن السجن لأشارك طفلتي ميلاد عيد ميلادها الثاني، واذا برعشة تهزني فاهتزت جدران السجن، انظر حولي فلا أرى سجنا ولا سجانا ولا مضخة الموت المعلقة فوق رأسي، اين ذهبوا؟ لقد أصيبوا بخيبة المراهنة على دوام الأمر الواقع وتباطؤ وقت الحسم، هناك نبض يدق تحت طوابيرهم العسكرية. في أيام الغيبوبة امتلأت بالوقت القادم، تراءت لي إشارات وعلامات، مفتاح بيوتنا، ظلال قرانا المهجرة والمدمرة، شجرات صبار تقاوم العطش وتمتص الهواء من الجثث المدفونة لتظل خضراء خضراء، كل شيء يقول لي: لا زلنا رغم التهويد والشطب والمحو احياء احياء، فلماذا لا تأتي يا وليد ومعك سر السيف لنعود معا الى حيث تعرفنا الخرائط والخرائب والاعشاب والانفاس والمعابد والكنائس، الخبز الأسمر والعسل الأحمر، الاعراس والمواقد في احتفالات المطر والقمح في دفء الشتاء. في أيام الغيبوبة جاء صوت يقول: السجن يكبر ويتضخم ليصير عمره اكبر من اعمارنا، دولة إسرائيل تنمو وتشيخ خلاياها في السجن ويصير عقلها سوطا وبارودة، لا تفهم انها تقضي اجازتها القصيرة، هناك صوت من عكا والنقب والناصرة، هناك صوت من المخيمات والبؤساء والفقراء والمشردين في الدنيا والآخرة، هناك صوت، الضحية تمشي على قدميها، الحقيقة لا تفنى، الحقيقة نسبية ان نظرنا بعمق الى معاني الخلود والبقاء، وكشفنا عن اظافر العصور الغابرة، " وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا منكم ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين" صدق الله العظيم. اكتب لكم بحبر الغيبوبة والكيماوي، لقد زارني الحب، جمال النساء والورد والقبلات العميقات وعناق الأرض للسماء، اشرق وجهي، نهضت من سريري واحتفلت ورقصت ومشيت في البساتين والشوارع، وجاء الرفاق والأصدقاء، وجاءت زوجتي سناء، لم يصدق آباء التوارة وفقهاء الصهيونية الاستعمارية ان مريضا اسيرا مصابا بالسرطان يتعافى ويتحرر روحيا ويلبس معطف البلاد، يكتب عن عشقه المقدس ورحلته الأسطورية في زمن السجن والوباء. اني أرى الحب والحياة والقدس، لا أرى حواجزا ولا سجونا ولا مستوطنات، انا مع سناء التي اعادت ما فقد من نفسي في تلك الأرض المنسية، اعارتني انتباهها وجناحيها واقلعت بي الى بلدي، قلبي يدق هنا وهناك، نبضان في جسد واحد، لم يكتشف الأطباء مسارب الهواء التي تنعش صدري، هواء الجليل وهواء الكرمل، هواء ليس كالهواء، انها سناء. أيها الناس اكتبوا قصتكم بالكيماوي، اقتلوا الخلايا السرطانية في اجسامكم وافكاركم حتى تستردوا يقظتكم الذهنية، المخاطرة بالحياة من اجل قيمة عليا ومثل جماعية، وما يقلقني ان منظومة الاحتلال لم تعد سجونا وقمعا عسكريا فقط، انها تتغلغل في الكيانية الإنسانية، اختزال شعبنا وتجريده من حقوقه التاريخية، انه الهدر الوجودي، فعندما تصبح مجرد شيء يمارس عليك كل شيء، اقتلوا بالكيماوي ثقافة الخوف والاستسلام، اقتلوا بالكيماوي هذه المفاهيم التي حولت الوطن والمواطن الى رقم حساب، اقتلوا بالكيماوي كل الخلايا المرضية التي اصابت وحدتنا الوطنية، نسيجنا الاجتماعي، اقتلوا الولاءات والتبعيات والعصبيات القبلية والطائفية والنفعية، اعطوني حياة أخرى حافلة، لا احب التراخي والصمت، فإن كنت خلف القضبان سجينا فلا اقبل ان يصبح كل من خارج السجن سجناء طواعية. اكتبوا بالكيماوي سرديتكم، إسرائيل تحرض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على عدم حضور مؤتمر احياء الذكرى ال 75 للنكبة الفلسطينية، وهو المؤتمر الاول من نوعه الذي سيعقد في مقر الأمم المتحدة، وتدعي إسرائيل ان الفلسطينيين يحاولون أعادة صياغة التاريخ، انها دولة تخاف من الحكاية والعبارة، تكره ابن خلدون ومحمد الادريسي وادوارد سعيد وعارف العارف ومحمود درويش وغسان كنفاني وتوفيق زياد، دولة تعتقل الماضي لتثبت شرعيتها في الحاضر وتبني المستعمرة، فاكتبوا التاريخ واجيدوا الصياغة، فمن يملك الماضي يملك الحاضر والمستقبل، حرروا التاريخ من قبضة الرواة المستعمرين، فالصراع يشتد على الشرعية التاريخية والرواية. اكتبوا بالكيماوي سرديتكم، وتذكروا انه كانت في ايديكم قيودا من حديد وتحولت الى قيود من قفازات ناعمة، وهي اخطر أنواع القيود، تقليص الصراع، تقليص الطموحات والحيزات والامكنة، كسر الأمواج، تفتيت التضامن الجماعي، اليأس والإحباط واللايقين، الاحتلال يستوطن النفس والعقل ويكيفهما ويدجنهما حتى يصبح مقبولا ويتوارى الألم من الدماغ والسؤال. اكتب لكم بحبر الغيبوبة والكيماوي، كل شيء صار الى الوراء، وانا أتقدم الآن الى الامام، كأن الذي كان لم يكن، ذهب السجن ورائحته المعطوبة، ذهب المحتلون وتركوا خلفهم جروحا عميقة، دم ورصاص وحرائق وقتلى، لكنهم ذهبوا واختفوا، لم يتركوا للإنسانية فكرا وثقافة وحضارة، تركوا عارا وخرابا ودمارا، فما اجمل الفرح والحرية عندما تنتصر الإرادة على الطغيان والفاشية، صدقوني نستطيع ان ننسف دبابة المحتلين بالحب والقصيدة.
نادي الأسير يحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى القادة سعدات وغلمي وحناتشة
نادي الأسير: حمّل نادي الأسير الفلسطينيّ، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، والقائد الأسير عاهد ابو غلمي، والقائد الأسير وليد حناتشة. وأكّد نادي الأسير، أنّه وحتّى اللحظة لم تعرف الجهة التي جرى نقلهم إليها، مشيرًا إلى أنّ الأسرى نفّذوا خطوات احتجاجية أوليه تمثلت بتأخير إجراء (الفحص الأمني، والعدد)، حتى يتم الكشف عن الوجهة التي نُقلوا إليها. ودعا نادي الأسير، إلى عدم تداول رواية مخابرات الاحتلال حول الإدعاءات التي قامت بنشرها اليوم، مطالبًا بانتظار نتائج جهود المحامين وكذلك الأسرى من أجل السماح بزيارتهم والإطمئنان عليهم ونقل روايتهم. يذكر أن القائد سعدات معتقل منذ عام 2006، وهو محكوم بالسّجن لمدة 30 عامًا، والأسير ابو غلمي معتقل منذ عام 2006، وهو محكوم بالسّجن المؤبد وخمس سنوات، والأسير حناتشة معتقل منذ عام 2019، وما يزال موقوفًا، علمًا أنه أسير سابق أمضى سنوات قبل اعتقاله الحالي، وكان قد تعرض للتعذيب الشديد بعد اعتقاله عام 2019. من الجدير ذكره أنّ قوات القمع اقتحمت صباح اليوم قسمي (5،7) في سجن (ريمون)، ونقلت القادة الثلاثة من السّجن، رافق ذلك عمليات تفتيش واسعة.
وليد دقه والنداء ماقبل الأخير ..
بقلم الأستاذة وسام أبو سلطان
نائب مدير عام الإدارة العامة للشؤون القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين .
أسرانا شهود على ظلم المجتمع الدولي الذي يحيى بصمت مميت. عندما نقول أسير فلسطيني نحن نتحدث هنا عن حقوق مسلوبة ومن أهمها الحق في الحياة الذي يمثل جوهر الحقوق الإنسانية و المنصوص عليها في الفقرة الأولى من المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، هذا الحق يعتبر الأهم الذي لا يجوز المساس به. ولا ينبغي التعدي عليه بسياسة الإهمال الطبي المقصود والمتعمد من قبل أدارة مصلحة السجون الصهيونية المؤتمرة من الوسط السياسي لتنفيذ حكم الإعدام المبطن بحق الأسرى المرضى . سياسة الإهمال الطبي الممنهجة والمتعمدة وعدم التزام دولة الاحتلال بالقوانين والأنظمة الحامية والحافظة لحقوق الإنسان. هو جريمة مكتملة الأركان ومشرعنه من قبل الكنيست الاحتلالى . والشاهد على ذلك الأسير القائد والمفكر وليد دقه الذي يصارع المرض والموت لماذا لان المؤسسات الأممية الرسمية لم يرتقى فعلها لإجبار دولة الاحتلال بتنفيذ الاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها ، هناك غياب دائم لأي إجراءات عقابية، رغم كل النداءات المستمرة للخروج من هذا الصمت القاتل. الذي يدفع ثمنه أسرانا بأرواحهم. كما حصل مع الشهيد القائد ناصر أبو حميد ومؤخرا مع الأسير الشهيد المضرب عن الطعام بسبب اعتقاله تعسفيا خضر عدنان ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 237 شهيدا، نحذر أن هناك خبايا خطة محكمة تنفذها منظومة الاحتلال الصهيوني لقتل فرادى و جماعي ضد أسرانا وأسيراتنا وبتشجيع من اليمين المتطرف في كيان الاحتلال.. لذا على الجهات المسؤولة عن اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة واتفاقية مناهضة التعذيب ان ترتقي بمسؤولياتها لمستوى هذه الجريمة جريمة الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين من قبل دولة الفصل العنصري ونخص هنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع مؤسسات الأمم المتحدة بداية من مجلس الأمن ، و الجمعية العامة بصفتها الجهاز الرئيسي للأمم المتحدة التي تتبنى المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، ودعوة المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان للقيام بمهامه ومسؤولياته واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق كل الجرائم اليومية التي ترتكبها السلطة القائمة بالاحتلال . المطلوب الآن وبشكل جدي فتح أبواب السجون على مصراعيها للنظر بمدى توفر وملائمة الشروط الصحية المعيشية حسب المعاهدات والاتفاقيات الدولية للوصول لنتيجة و معرفة الأسباب الحقيقية فى الزيادة الملحوظة الأخيرة بأعداد الشهداء الأسرى والأسرى المرضى المصابين بإمراض خطيرة وخاصة السرطان والتليف النخاعي والقلب والأورام والشلل النصفي وغيرها. وكيف وصل بأقل من عام عدد المصابين بالسرطان من الأسرى الى 24 أسيراً جلهم من القدامى وآخرهم الأسير وليد دقة الذي دخل العام الـ 38مؤخرا .. خضر عدنان لن يكون الأخير ولكن نخشي الا يكون هناك رقم 238 .
والدة الأسير خلدون سليمان: بعده عني دوامة وجع قاسية بلا حدود
تقرير: علي سمودي- جنين-القدس
مرة تلو الأخرى، مددت محاكم الاحتلال اعتقال الأسير خلدون عمر إبراهيم سليمان، وما زالت ترفض طلب محاميه بالإفراج عنه، بينما تعيش عائلته وخاصة والدته الخمسينية عائدة "أم إبراهيم"، مشاعر الحزن والألم لمنعها من زيارته، وحرمانها حتى من حضور محاكمه. وتقول: "منذ اعتقاله، لا أعرف طعم النوم والحياة، دموعي لا تجف، لأن اعتقاله تعسفي وظالم، حبيب قلبي ابني، يقضي حياته في العمل، وليس له علاقة سوى بأسرته، فإلى متى هذا الفراق القسري، والعقاب الذي حولني لأسيره مثله".مطلع الشهر الجاري، عقدت المحكمة العسكرية في سالم غرب جنين جلسة جديدة، لخلدون انتهت بتأجيلها حتى 15- 5، وتقول والدته: "عاقبنا الاحتلال بكل الطرق، فلم يكتفي بعزله وتعذيبه ومنع المحامي من زيارته، فحتى جلسات المحاكمة، لا نبلغ بتواريخها، وتعقد دون حضورنا، ليزداد وجعي وحزني، فقد اشتقت لرؤيته، ولم أعد قادرة على تحمل فراقه أكثر" . وتضيف: "في كل جلسة، تخضع المحكمة لطلب النيابة، وتمدد توقيفه، رغم عدم معرفتنا بالتهم المنسوبة إليه، نتمنى نهاية قريبة لهذه المأساة التي غمرت حياتنا بالحزن والدموع".في بلدة عجة، جنوب جنين، ولد الأسير خلدون قبل 31 عاماً، ويعتبر الثالث في عائلته المكونة من 9 أفراد، وتفيد والدته، "أنه عاش دوماً وسط أسرته، وتميز بكل الخصال الجميلة وحب الأسرة والبر بالوالدين، تعلم في مدارس عجة حتى أنهى الثانوية العامة، ثم خرج للحياة العملية لمساعدة والده في إعالة أسرتنا الكبيرة، عمل في عدة مهن كان أخرها البناء حتى اعتقاله".وتضيف: "عاش خلدون حياة طبيعية، ملتزماً بعمله حتى اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا بحثاً عنه، وعندما لم تجده اعتبرته مطلوب وهددتنا بتصفيته".وتكمل: "تكررت حملات الدهم وبعد فشل الاحتلال في اعتقاله، هددنا باعتقال جميع أفراد أسرتنا وفرض عقوبات تعسفية، لنعاني الويلات في ظل قمعه".تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال خلدون في كمين قرب بلدة يعبد، وعلى الفور كما تروي والدته، اقتادوه لأقبية التحقيق في سجن الجلمة، وانقطعت أخباره طوال فترة العزل والتعذيب، ومنع المحامين من زيارته، وبعدما نقل لسجن مجدو، لم يسمح لنا الاحتلال بزيارته. وتضيف: "حتى اليوم، لا أصدق أن ابني الطيب والخلوق والمعطاء والمتفاني من أجل أسرته أسير، فهو لا ينتمي لأي تنظيم، وليس له أي نشاط سياسي، واهتمامه يقتصر على عمله وأسرته، لكن فجأة غير الاحتلال كل حياته ونغص علينا خاصة في العيد ورمضان".تنهمر دموع الوالدة التي تعاني من عدة أمراض مزمنة، وتقول: "وجعي على فراقه، أتمنى أن لا يراه أو يعيش مثله أحد، فقد مرت فترة شهر رمضان، والله أعلم بما حل بنا من ألم ومعاناة، خاصة عندما يجتمع أبنائي وبناتي حولي على موائد الإفطار".وتضيف: "أتمنى أن يفرج الله عنه وعن كافة أسرانا خلف القضبان، فوجعنا كأمهات ألم وحسرة كبيرة، لا أستطيع وصفها، ونحن نفكر بحياتهم في سجن مغلق ومع احتلال ظالم".وتكمل: "حياتي قاسية، وكل لحظة أفكر كيف ينام و يأكل، وما هو طعامه أو علاجه، فطالما هو في السجن، أبقى أفكر وأتذكر ابني في كل اللحظات، وكل جلساتنا وحياتنا اليومية، وأدعو في صلاتي وكلما صحوت من نومي، بأن يفرج عنه وأن أراه قريبا في منزلنا حتى لو كان سجينا ليوم واحد، فبعد الابن عن حضن والدته دوامة ألم ووجع قاسية لا يعلمها إلا الله".