401

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "12"

بقلم اسماعين تماووست
 
أمرني رئيس أمن ولاية البليدة ونائبه ، بعد تبادل النقاش والحديث والذي تركز بشكل واضح على القضية المعنية ، بتولي المهمة التي ستوجه ضد الإعتداء الإجرامي على أكاديمية الشرطة بالصومعة .
بمجرد أن تلقيت التعليمات المذكورة من رئيسي ، غادرت على أمل العثور على الطبيبين المقيمين في بن طلحة وبراقي ، اللذان  سبق وأن أشرت  إليهما من قبل.  
.
 بعد بضع ساعات فقط إلتقيت بهما ولكن بشكل منفصل في مكان عملهما، كان الطبيبان قد أكدا لي أن الهجوم على أكاديمية شرطة الصومعة قام به أفراد من تشكيلة المجموعة المختبئة في دوار (العبزيز) ، وأن قائدهم هارب في مكان ما في (حمام لوان) ، و أنه كان يعيش في (واد الرومان الجزائر) مما يوضح تماما أنه كان محل البحث ، هنا أتسائل  لماذا وكيف يمكن أن يهرب لسنوات؟ وهذا سؤال سيبقى بلا إجابة.
بعد ظهر نفس اليوم حوالي الساعة الخامسة  مساءً ، ذهبت إلى مقر أمن ولاية البليدة ، هناك  في مكتب الرئيس ، بحضور نائبه ،  إذ أشرت للمذكرة الإعلامية التي قمت بإرسالها  في 8 جوان 1985 من ناحية ، ومن ناحية  أخرى  أكدت لهم أن الأفراد الذين لجأوا إلى دوار العبزيز هم نفسهم  منفذي الإعتداء على مدرسة شرطة الصومعة  والذي كان على رأس المجموعة  هو نفسه المجرم السفاح، قاطع الطريق، الهارب من العدالة  لسنوات، والمنحدر من بلدية واد الرمان الجزائر.   
التزم رئيس أمن الولاية ونائبه  صمتًا طويلًا ، وكأنهما  في جنازة  وعزاء، ثم أمر الرئيس بأن أجهز بجهاز راديو وسلاح  (mat-49)  في حين  أمر نائبه  بتوفير وسيلة النقل واقترح عدة وسائل،إلا أنني اخبرتهم اني أريد استخدام سيارتي (R / 4) والتي كانت في حالة جيدة وذالك حتى أحافظ على سلامتي و على سرية المهمة ،وخيم  الصمت  مرة أخرى و ساد التفكير  حيث لم يسمع أي صوت تقريبًا.
وبعد لحظة ، التفت إلي رئيس أمن  الولاية  وأمرني بتشكيل فريق شرطة على المستوى الأمني ​​لدائرة بوفاريك والحرص على التحقيق بشأن  الهجوم على المدرسة المذكورة. 
في رأيي المتواضع ، و بصرف النظر عن صمتهما المرير ، كان رئيسايا قلقان ونادمان  إلى حد ما بشأن المعلومات التي إحتوتها مذكرتي في 8 جوان 1985 المرسلة  الى مقر أمن الدائرة  و إلى مقر أمن ولاية البليدة، كان من الممكن تفادى المأساة التي  خططت لها المجموعة  المسلحة لو تم أخذ مذكرتي ومراسلتي  بعين  الإعتبار .
  ما جرى  يعد  خطأ  مهنيا  غير عمدي وعن غير  قصد، فمدة  79 يومًا التي فصلت بين التاريخين كانت كفيلة وكافية لتفادي المأساة ،ليكتشفوا بعدها أن المعلومات التي تضمنتها مذكرتي كانت صحيحة ودقيقة من كل الجوانب والنواحي....
يتبع
 
 
 
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services