502
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة الثامنة

بقلم اسماعين تماووست
المسلحين الذين لجأوا إلى العبزيز هم بالفعل من نفذوا الهجوم على أكاديمية شرطة السومعة ، وكان ذلك بتواطؤ من الداخل ومع من كان يزودهم بمعلومات عن المكان المستهدف وأسرار أخرى لتسهيل المهمة الإجرامية المخطط لها ، و هذا ما كشفه التحقيق بعد ذالك.
فرحت كثيرا و كنت سعيدا و فخورا باختياري رجلا للموقف والمهمة، كان دوما حلمي ان أموت وأستشهد في سبيل وطني وبلادي وأسير على خطى شهداء الثورة كما كان أبي وأفراد عائلتي وجدت نفسي مسؤولا عن سلامة أرض وطني وشعبها، كنت اعلم انها مهمة تتطلب الكثير من الشجاعة والتضحية وأنني سأعرض نفسي لخطر الموت لأن من سأطارد وأحارب أعداء لله والوطن...
بعد يومين ، توصلت إلى حصد و جمع معلومات أخرى جد قيّمة عن الإرهابين، الذين كانوا وراء الهجوم على أكاديمية الشرطة، وأوضح المصدر أن عددهم بلغ نحو العشرين شخصاً، تفككوا وإنقسموا إلى عدة مجموعات صغيرة بعد فعلهم الإجرامي ، فالأولى انضمت إلى "دوار الشرايفية" و الثانية لجأت إلى حوش الكحلة بين سيدي موسى وبوڨرة أما الثالثة وجدت ملجأ في "باب الواد الجزائر" و الباقين، وقائدهم المجرم الهارب من العدالة، لم نتمكن آن ذاك من معرفة وجهتهم ومخبإهم.
في نفس اليوم حوالي الساعة 11 مساءً ، برفقة زميل، ضابط شرطة ، كنا قد وصلنا إلى مركز شرطة بوفاريك حيث أبلغت مديري ، رئيس أمن دائرة بوفاريك بكل تلك المستجدات كتابيا ، دون إضاعة أي وقت، والذي بدوره أيضا ذهب للقاء رئيس أمن ولاية البليدة لإخباره بالمعلومات والمعطيات الجديدة.
بكل فخر واعتزاز، أنحني لشهداء ومجاهدي الثورة، الذين أعد فردا من عائلتهم، هؤلاء الأبطال الذين كافحوا وضحوا بالنفس والنفيس من أجل قضية مقدسة، من أجل تحريروطننا الغالي من نيرالاستعمار الوحشي، كان عدوا لدودا وكذالك سيبقى، إلا أن يرث الله الأرض و ما عليها ، وكوني أنحدر من عائلة الشهداء، وكبرت على مبادئ الرجولة و الوفاء للوطن وحبه ، هذا دافعي لأكون شرطيا متمرسا عازما وشجاعا لأواصل مسيرة كفاح عائلتي، مما اضطرني ان اكرس جهدي ووقتي لعملي، وجدت نفسي مرغما على الابتعاد عن عائلتي، وحتى عن أمي التي كانت في عمر متقدم، تلك السيدة والأم العظيمة التي عانت الويلات بعد ان قامت ( DOP)، إحدى أخطر المنظمات الإجرامية في العالم باغتيال زوجها وشقيقيه أي، والدي وأعمامي...
بناءا على تعليمات قادتي، قمت بتشكيل مجموعتين ثم تقليصهما إلى فرقتين، إحداهما ترافقني وتلازمني نهارا والاخرى ليلا، كان كل وقتي للعمل والإجتهاد في كل ما يتعلق بالقضية وكنت حاضرا ومتواجدا في كل مكان، وفي الأماكن التي يتوجب علي التواجد فيها مع فريقي...
في بداية مهمتي، كان دوري تقريبا هو الوصول الى معلومات حول الافراد الذين قد يكون مشبوهين، حسب الاماكن والسلوكات واللباس واحيانا قمنا باعتقالات غير متوقعه، حتى يكون ضابط الشرطه قويا ومختصا يحتاج أن يقوم بذكاء بتنويع مصادرمعلوماته وإطلاع مسؤولييه بكل ماحصل عليه، لأن التواصل الجيد هو مفتاح النجاح المهني،بودي أن أقول عندما يتعلق الأمربالمصلحه العليا للبلاد وأمنها فمن الضروري التحقيق في مواقف معينه واستخدام وسائل شيطانية تكون أحيانا قادره على تجاوز بعض الإجراءات القانونية ...
بهذه الطريقه يمكننا بها التعامل بفعاليه مع المخاطر المحتمله وحتى التي لا يمكن التنبؤ من طرف هؤلاء ممن يعتبرون أعداءأ وبالتالي يشكلون خطرا على أمن وسلامه الدوله، وهنا أؤكد ان هؤلاء الخونه المجرمون الذين يعتقدون انهم يقوضون السلطه مخطئون الى حد كبير على العكس من ذلك، فليعلم الجميع ان للبلاد حماه وهم رجال أقوياء لا يقارن ذكائهم ودهائهم وشجاعتهم بغباء المجرمين وجبنهم، هم كالصقور والأسود جاهزين لإحباط أي مناورات ومحاولات من تسول له نفسه أن يقوض سيادتها....
يتبع...