421
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر...الحلقة "9"
بقلم اماعين تماووست
رفقة ضباط الشرطة، والذي اغتيل أحدهم عام 1994 قرب مسكنه في بوفاريك من قبل الإرهابيين ، و طلب الآخر تحويله بعد سنوات قليلة الى ولاية تمنراست جنوب البلاد ، ذهبنا نحن الثلاثة ضباط إلى المكان المشبوه ، للعثور على أدلة ، لبقايا الطعام ، آثار أقدام ، أماكن محروقة ، عشب مدوس ، فروع مكسرة ، وأعواد كبريت ، إلخ. ...
كان المكان مهجورًا ، مرعبا و مريعا حيث لم يعد هناك مارة ، ساد السكون فيه وخيم عليه الصمت المخيف ، وكان الليل قد بداء يخيم ، و وقوع الكمين كان محتملا...
كان مصدر معلوماتي موثوق أنهم كانوا هناك يتسترون ويختبؤون، و لكوني المسؤول الأول على سلامة وأمن المجموعة، قررت الإنسحاب الفوري من المكان خوفا من حدوث مأساة أخرى لأنه حتى لو وجدنا ما كنا نبحث عنه ، فإن قوانا لم تكن متوازنة ، عددهم كبير وكنا قلة، وكانو أيضا مدججين بالسلاح ، لذلك من الواضح أنها كانت مغامرة قاتلة.
حاولت خلق خط وهمي ، يخترق الغابة على بعد أمتار قليلة، كنت قد قدرت أنه إذا تجاوزنا الخط المذكور ، فقد ينشأ خطر قاتل في أي لحظة....
في تلك اللحظة بالذات ، كنت قد رفضت المخاطرة بأدنى حد ، لأننا نحن ضباط الشرطة لم يتم تكويننا لمثل هذه العمليات مقارنة بقوة المجرمين المعززين بالسلاح الذي استحوذوا عليه وسرقوه من الأكاديمية للشرطة بالصومعة لذا، قدرت أن الخطر كان موجودًا في كل مكان ، فقد كان ذلك فقط فيما يتعلق بقوة العدوالذي قمت بتقييمه.
بالإضافة إلى ذلك ، كنت قد توقعت أنه في القريب العاجل سيتم طردهم والقضاء عليهم جميعًا، لذا لما المخاطرة والمغامرة ، لقد رفضت حتى التفكير في أن مصيبة ستصيبنا ، بصراحة إن أغلى شيء في العالم لا تضاهي قطرة دم شرطي جزائري يسفكها مجرم خبيث هارب عن العدالة، أود أن أقول، إن بحثي في هذه الأماكن بالذات، كان شكلاً من أشكال البطولة، زلكن كان من الحكمة الإنسحاب أنا و زملائي فورا من المكان...
في صباح اليوم التالي ، بناءا على معلوماتي، ضباط الشرطة من مختلف الأجهزة الأمنية لولاية البليدة ، تنقلوا إلى المكان المذكور، حيث حددت وجود مجموعة مكونة من عدة مجرمين، ولكن لسوء الحظ بعد عدة ساعات من البحث والتفتيش المحترف، في نهاية اليوم ، عادوا خالين الوفاض...
في فترة ما بعد الظهر من نفس اليوم ، حوالي الساعة الثانية مساءً ، وبعد أن عدت من الجزائر العاصمة من مهمة تقع في سياق الهجوم على أكاديمية الشرطة في الصومعة ، طلبت من رئيسي الذى احظى معه بعلاقة جيدة تمامًا، أن يأذن لي بالذهاب إلى ( دوار الشرايفية بلدية الصومعة) حيث تلقيت تأكيدًا على أن بعض الإرهابين، وجدوا ملاذًا داخل مسكن كانوا قد بنوه مؤخرًا، وافق رئيسي و سمح لي بالقيام بهذه المهمة ، شرط أن يرافقني شرطي آخرا ، وكان مفتش الشرطة القضائية زميلا بل و أكثر من ذالك هو صديقي...
يتبع...
