401

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر ...الحلقة "14"

بقلم اسماعين تماووست
في بداية مهمتي، كان دوري تقريبا هو الوصول الى معلومات عن الأفراد الذين قد يكون مشبوهين، وفق الأماكن والسلوكيات واللباس، وأحيانا قمنا باعتقالات غير متوقعه،ذلك أن ضابط الشرطه  ليكون قويا يحتاج أن يقوم بذكاء  بجمع مصادر معلوماته لتولي مسؤوليه جميع العناصر.
لان التواصل الجيد هومفتاح النجاح المهني أود أن اقول عندما يتعلق الأمر بالمصلحه العليا للبلاد وأمنها  فمن الضروري التحقيق في مواقف معينه واستخدام حيل شيطانية  تكون أحيانا قادره على تجاوزعقبات القانون، هذه الطريقه التي يمكننا بها التعامل بفعاليه مع المفاجآت المحتمله و التي لا يمكن التنبؤ بها لأننا نتعامل مع أفراد يعتبرون أعداء وبالتالي يشكلون خطرا على أمن وسلامه الدوله.
ومع ذلك أود أن أضيف ان هؤلاء الخونه المجرمون الذين يعتقدون أنهم يقوضون السلطه مخطئون إلى حد كبير على العكس من ذلك فليعلم الجميع ان للبلاد رجال أقوياء لا يقارن ذكائهم ودهائهم ولا شجاعتهم، ونخوتهم ، بهؤلاء الجبناء، فهم  كالصقوروالأسود جاهزين لإحباط  أي مناورات أومحاولات من تسول له  نفسه أن يقوض سيادة بلدنا.
 
بعد يومين ،  توصلت إلى حصد و جمع معلومات أخرى جد  قيّمة عن الإرهابين، الذين كانوا وراء الهجوم على أكاديمية الشرطة، وأوضح المصدر أن عددهم  بلغ نحو العشرين شخصاً،  تفككوا و إنقسموا إلى عدة مجموعات صغيرة بعد  فعلهم الإجرامي ، فالأولى انضمت إلى "دوار الشرايفية"،  والثانية لجأت إلى حوش الكحلة  بين سيدي موسى والأربعاء، أما الثالثة  وجدت ملجأ في "باب الواد الجزائر" و الباقين، وقائدهم المجرم الهارب من العدالة، لم  نتمكن آنذاك من معرفة  وجهتهم ومخبئهم. 
في نفس اليوم حوالي الساعة 11 مساءًا ، برفقة زميل ضابط شرطة  ، كنا قد وصلنا إلى مركز شرطة بوفاريك حيث أبلغت مديري  رئيس أمن دائرة بوفاريك  كتابيا  دون إضاعة أي وقت، والذي  بدوره  أيضا ذهب للقاء رئيس أمن ولاية البليدة لإخباره بالمعلومات والمعطيات  الجديدة.
قبل إبلاغ رئيسي كنت رفقة ضباط الشرطة، وقد اغتيل أحدهم عام 1994 قرب  مسكنه  في بوفاريك من قبل الإرهابيين  و طلب الآخر ليحول بعد سنوات قليلة الى  ولاية  تمنراست جنوب البلاد .
 ذهبنا نحن الثلاثة ضباط، إلى المكان المشبوه  للعثور على أدلة ،  كبقايا الطعام ، آثار أقدام ، أماكن محروقة ، عشب مدوس ، فروع مكسرة ، وأعواد كبريت ، إلخ. ...
كان المكان  مهجورًا ، مرعبا و مريعا  حيث لم يعد هناك مارة ، ساد  السكون  فيه  وخيم  عليه  الصمت  المخيف  ، وكان الليل قد بداء يخيم ، وكان احتمال وقوع الكمين وارد.
 كان مصدر معلوماتي  موثوق  أنهم  كانوا هناك  يتسترون ويختبؤون،لكوني المسؤول الأول على سلامة وأمن الجميع، لذا فكرت في الإنسحاب الفوري من المكان  تخوفا من حدوث مأساة أخرى، لأنه حتى لو وجدنا ما كنا نبحث عنه ، فإن قوانا  لم تكن متوازنة ، عددهم كبير وكنا قلة، وكانو أيضا مدججين بالسلاح  ، لذلك من الواضح أنها كانت عملية انتحارية....
 
يتبع...
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services