في إنجاز تاريخي طال انتظاره، تمكن نادي مستقبل الرويسات من خطف بطاقة الصعود إلى بطولة الرابطة الأولى المحترفة "موبيليس"، لأول مرة في تاريخه، بعد أن أنهى موسمه في بطولة الرابطة الثانية هواة – مجموعة وسط-شرق متصدرًا جدول الترتيب، بفضل فوزه المثير على اتحاد الشاوية بنتيجة 4-2، اليوم السبت، ضمن فعاليات الجولة الـ30 والأخيرة من عمر المنافسة.

محمد الحسان رمون

حيث شهد ملعب اللقاء أجواءً استثنائية، أين دخل لاعبو مستقبل الرويسات المباراة بعزيمة لا تلين من أجل إنهاء المهمة بنجاح، دون ترك المجال للمفاجآت.

وقد فرض الفريق نسقه منذ الدقائق الأولى، مظهرًا تفوقًا فنّيًا وبدنيًا واضحًا، تُوّج بتسجيل رباعية جميلة أسعدت الجماهير الغفيرة التي حجّت من مختلف أنحاء الولاية وخارجها.

ورغم محاولات اتحاد الشاوية تقليص الفارق، إلا أن النتيجة حُسمت لصالح أبناء الرويسات الذين قدموا واحدة من أفضل مبارياتهم هذا الموسم، تحت قيادة طاقم فني أعدّ الفريق بشكل مثالي لهذا الموعد المصيري.

ما ميز هذا اللقاء التاريخي، هو الحضور الجماهيري الكبير الذي لم يقتصر على سكان مدينة ورقلة، بل امتد ليشمل محبي الفريق الذين قدموا من ولايات مجاورة على غرار توقرت، الوادي، المغير، الجلفة وغيرها.

اصطفّت القوافل منذ الصباح الباكر، وتوشحت المدرجات بألوان المستقبل، في مشهد أكد مدى تعلق الجماهير الصحراوية بهذا الفريق الطموح.

وقد شكل الجمهور اللاعب رقم 12، إذ لم يتوقف عن التشجيع طوال أطوار اللقاء، ما منح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة لتقديم كل ما لديهم وتحقيق الهدف المنشود.

وعقب صافرة النهاية، تحولت مدينة ورقلة إلى مسرح كبير للفرح، حيث انطلقت الهتافات والأهازيج من مختلف الأحياء والشوارع، وخرج المئات إلى الساحات العامة في مواكب احتفالية عفوية، شارك فيها الكبار والصغار، الرجال والنساء، في صورة نادرة توحّد فيها المجتمع الورقلي بمختلف أطيافه خلف ناديه الحبيب.

ورُفعت الرايات، وصدحت الأغاني الرياضية، وارتسمت البهجة على وجوه الأنصار الذين عبروا عن فخرهم الكبير بهذا الإنجاز الذي طالما حلموا به.

وفي حديثه عقب المباراة، صرح (بن ساسي - ف) أحد المناصرين الأوفياء ، قائلا "اليوم نعيش لحظة تاريخية، صعودنا إلى الرابطة الأولى لم يأت من فراغ، بل كان ثمرة عمل جماعي، وتضحيات من اللاعبين، الطاقم الفني، والإدارة، بدعم جماهيري منقطع النظير."

أما مدرب الفريق فأكد: "دخلنا الموسم بعقلية الصعود، وواجهنا صعوبات كثيرة، لكن روح المجموعة والإصرار على النجاح أوصلانا إلى الحلم."

من جهتهم، عبّر اللاعبون عن سعادتهم الكبيرة، مشيرين إلى أن هذا الصعود هو هدية بسيطة للجماهير التي لم تتخلف يوماً عن دعم الفريق.

ومع تحقيق هذا الصعود، برزت دعوات واسعة من قبل الجماهير والناشطين المحليين بضرورة دعم النادي ماليًا وتنظيميًا، من قبل السلطات المحلية ورجال الأعمال، لضمان تمثيل مشرّف للولاية في دوري الأضواء، وتعزيز حضور الجنوب في الخارطة الكروية الوطنية.

بهذا الإنجاز، ينضم مستقبل الرويسات رسميًا إلى كوكبة أندية النخبة، ليكون ممثلاً جديدًا لولاية ورقلة والجنوب الجزائري في أعلى مستوى كروي.

صعود تاريخي، يُحسب للجهود الجماعية والعمل القاعدي المتواصل، ويفتح آفاقًا جديدة لرياضة المنطقة ويُلهم أجيالًا من الشباب الطموح.

المرحلة القادمة ستكون أصعب، لكن الإرادة الجماعية التي صنعت هذا المجد قادرة على كتابة المزيد من صفحات التألق في سجل الكرة الجزائرية.