123
0
مصطفى أجاوت... "ورثة النور" في معرض يُنير الذاكرة ويُحيي الحرف

بقلم: براهنة أنيسة
في احتفاءٍ بهيّ بالجمال والحرف والهوية، يستعد الفنان والخطاط الجزائري مصطفى أجاوت لافتتاح معرضه الفني الجديد الموسوم "ورثة النور | Héritiers de la lumière"، يوم غد الاثنين، ابتداءً من الساعة الرابعة والنصف مساءً، بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة، بدعوة من وزارة الثقافة والفنون.
المعرض، الذي يأتي تزامنًا مع صدور الكتاب الفني الفاخر الذي يحمل العنوان ذاته، يُمثّل محطة بصرية ووجدانية متميزة، تُقدّم للزائر فسحة من التأمل في المعاني المتجذّرة في الحرف العربي، وتجليات النور في الفن الإسلامي، عبر رؤية فنية عصرية تُلامس الروح.
"ورثة النور" ليس مجرد عنوان، بل دعوة إلى الغوص في الضوء الكامن داخل الحروف
إنه سفر في عوالم الشكل والمعنى، حيث تتداخل الزخارف الدقيقة مع رمزية الحرف، وتتماوج الألوان بروحانية تفيض سكونًا ودهشة. فمصطفى أجاوت لا يرسم بالحبر فقط، بل يكتب بالنور، ويجعل من الخط العربي مرآةً لروحٍ تتوق إلى الجمال والسمو.
الكتاب، الذي صدر عن قصر الثقافة مفدي زكرياء وبدعم من وزارة الثقافة والفنون، يُعد شهادة فنية على مسار طويل من الإبداع والتجريب، ويُقدّم بلُغتين (العربية والفرنسية) خلاصة فلسفة فنية عميقة، تُكرّس للخط العربي كفن راقٍ ومتجدد، قادر على احتضان الحداثة دون أن يفقد جذوره.
مصطفى أجاوت... "ورثة النور" في معرض يُنير الذاكرة ويُحيي الحرف
ويُعرف مصطفى أجاوت بكونه أحد أبرز الخطاطين الجزائريين المجدّدين، ممن نقلوا الحرف العربي من فضاء التكرار إلى فضاء التجريب الجمالي، واستثمروا في الحرف روحًا ومعنى، فكانت أعماله نوافذ نورانية على تراثنا، وإشراقات جمالية على عالمٍ يُرهقه الصخب.
وابتداءً من مساء الاثنين، سيفتح المعرض أبوابه لعشاق الفن والإبداع، ليكون فضاءً مفتوحًا للتأمل، وللاحتفاء بحرفٍ لم يخفت نوره، وبفنانٍ يُصرّ على أن الجمال لا يزال ممكنًا، وأن "ورثة النور" باقون، ما بقي الحرف مضيئًا.
في زمنٍ يطغى فيه الضجيج على التفاصيل، يجيء "ورثة النور" كهمسة ضوء، تذكّرنا بأن في الحرف روحًا، وفي الفن رسالة، وفي الجمال خلاص. إن معرض مصطفى أجاوت ليس مجرد حدث ثقافي عابر، بل وقفة تأمل ضرورية في عالم يحتاج إلى من يُعيد للمعاني بهاءها، وللأصالة مكانتها، وللنور مجده. هو موعد مع النقاء، ومع فنٍ يصمت فيه الكلام، ليبدأ الحديث بالحرف.