1023
0
منارة القلوب في خطر ... المسجد الأقصى المبارك

بقلم: جلال محمد حسين نشوان
يبيت المسجد الأقصى المبارك ومحيطه على صفيح ساخن منذ بداية شهر رمضان المبارك ، بعد جولات من الكر والفر بين شرطة الاحتلال والمصلين، في ظل تقاطع الشهر الفضيل مع اقتحامات المستوطنين في ما يسمى عيد الفصح العبري، والذي لا يرى الفلسطينيون سبيلا لمواجهتها سوى بالاعتكاف داخل المسجد الأقصى، وتواصل عصابات الهيكل المتطرفة، استعداداتها لذبح قرابين
تجريبية في الحائط الجنوبي خلف المسجد الأقصى، تمهيداً للذبح النهائي اليوم الأربعاء داخل باحات المسجد المبارك. مصادر مقدسية أعلنت إن عصابات الهيكل تعمل على تصعيد الأمور بشكل غير مسبوق في إطار حربها الدينية، وذلك عبر ذبح القرابين داخل الأقصى.
السادة الأفاضل:
المنظمات الإرهابية النازية وعصاباتها ومنها( حركة الهيكل المزعوم ) و(حركة نعود للجبل) ، رصدت مكافآت للمستوطنين الذين يحاولون ذبح قربان في المسجد الأقصى، خلال عيد الفصح، مشيرة إلى أنها ستقدم لمن يتمكن من ذبح "القربان" داخل المسجد الأقصى 25 ألف شيقل، و2500 شيقل في حال تم اعتقال نشطائها داخل المسجد الأقصى وبحوزتهم القربان.
وأطلقت العصابات الاستيطانية دعوات لأنصارها لتنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى خلال عيد الفصح العبري، تزامنا مع ما أعلنه جيش الاحتلال بفرض إغلاق على الضفة الغربية وقطاع غزة، وإغلاق الحواجز كافة خلال فترة العيد.
وفي الحقيقة:
أطلقت العصابات الاستيطانية دعوات لأنصارها لتنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى خلال عيد الفصح العبري، تزامنا مع ما أعلنه جيش الاحتلال بفرض إغلاق على الضفة الغربية وقطاع غزة، وإغلاق الحواجز كافة خلال فترة العيد. وكان 15 حاخاماً بعثوا رسالة إلى رئيس حكومة المستوطنين الفاشية وأيقونة الإرهاب بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه الارهابي،النازي المتطرف ( إيتمار بن غفير) طالبوا فيها بالسماح للمستوطنين بذبح قرابين عيد الفصح لهذا العام في المسجد الأقصى.
قوى وهيئات وشخصيات فلسطينية قرعت ناقوس الخطر ودعت الى مواجهة مخططات المستوطنين ، حيث أن هؤلاء الإرهابيين يعدون العدة لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة وذبح القرابين في باحاته، وحذروا من انفجار الأوضاع إذا ما نفذت تلك المخططات.
السادة الأفاضل:
المقدسيون الأبطال استشعروا الخطر
قبيل أسابيع من شهر رمضان ، فأطلقت مؤسسات أهلية وهيئات دينية فلسطينية نداءات لفتح باب الاعتكاف في المسجد الأقصى منذ بداية الشهر، أي إبقاء المسجد مفتوحاً بعد منتصف الليل لقيام المصلين ومبيتهم للتصدي للعدوان الصهيوني الارهابي.... إصرار صهيوني على العدوان وذبح القرابين ، لذا تواصل المنظمات الصهيونية الإرهابية النازية الفاشية وبدعم من جيش الاحتلال
الصهيوني عدوانها المستمر على المسجد الأقصى المبارك ، فلم يكتفوا باقتحامات المستوطنين المتطرفين اليومية ، بل أعلنت جماعات الهيكل عن عقد محاكاة كاملة لـ (قربان الفصح) ، في منطقة القصور الأموية في القدس المحتلة، وذلك في إطار تجهيزاتها لعيد الفصح اليهودي وتنوي الجماعات ذبح القربان فعلياً في باحات المسجد الأقصى المبارك وهو ما قد يُفجِّر شرارة الأوضاع فيالقدس.
يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت فيه مصادر ، أن الطقوس الدينية اليهودية، وذبح القرابين داخل المسجد الأقصى هو تجاوز للخطوط الحمراء، وإعلان حرب وسيؤدي إلى تفجير الأوضاع، .ويتبادر إلى أذهاننا السؤال التالي:
وربما يسأل سائل : ماذا يمثل ذبح قربان الفصح داخل الأقصى؟
يمثل ذبح القربان لليهود يا سادة ياكرام عملية إحياء معنوي لهيكل معبدهم المزعوم، وهو الطقس الأهم على الإطلاق من ضمن طقوسهم التوراتية ، انطلاقا من الأفكار والمعتقدات التي يؤمن اليهود بها، فعليهم القيام بعدة طقوس داخل الأقصى، من بينها الانبطاح الملحمي على الأرض، وصولاً إلى ذبح القربان، وفي الحقيقة:
سار اليهود في مسألة تهويد الأقصى في مرحلتين، الأولى التقسيم الزماني أما الثانية التقسيم المكاني والذي فشلوا فيه، وذلك يتمثل في فشلهم في إقامة كنيس داخل باب الرحمة؛ لأداء صلواتهم التلمودية. ومع إعادة افتتاح مصلى باب الرحمة، تلاشت أحلامهم في التقسيم المكاني. وهو ما دفعهم إلى فكرة الإحياء المعنوي للهيكل، والذي يقوم على أساس أن المعالم الموجودة داخل الأقصى هي معالم إسلامية، لكن بممارسة طقوسهم داخله وكأنها معبدهم، ومنها تقديم القربان سيمنح الاعتراف به كمعبد.
وعن فرصة تحقق عملية ذبح القربان، فإن جماعات المعبد جادة جدا في تنفيذ خطتها، واستعداداتها على مستويات عالية بدليل تنفيذها القربان عدة مرات خارج المسجد الأقصى، كما أن طبقة السنهدرين جاهزة وتم تدريبها، حيث عقدت قمة حاخامية داخل المسجد في بداية رمضان، والتي جرى فيها النقاش حول مكان تقديم القربان على مدار الساعة يحرض كبار الحاخامات المتطرفين و كل ذلك يحدث برعاية الشرطة الصهيونية التي تقدم لهم الخدمات والتسهيلات في اقتحام المسجد الأقصى، وأداء الطقوس التوراتية التي تستفز مشاعر المسلمين.
شعبنا الفلسطيني لن ينسى بطولة المقدسيين أبناء العاصمة الأبدية الذين سطروا أروع صفحات الشرف ولهم في ميدان الشرف تجارب ناجحة في صد محاولات الاحتلال، ومنها (هبة باب الأسباط ) ، لإزالة البوابات الإلكترونية، وافتتاح باب الرحمة رغما عن الاحتلال، وكذلك هبة( يوم 28 رمضان في العام الماضي) ، للتصدي لمحاولة تنفيذ اقتحام جماعي للأقصى.
وهنا يجب توحيد الصفوف وضرورة تكثيف المقاومة الشعبية في القدس، وكافة مناطق الضفة وغزة والداخل الفلسطيني المحتل، لإحباط مخططات الاحتلال والمستوطنين العنصرية، يجب تكثيف الرباط في الأقصى لإحباط نية حكومة الاحتلال بالسماح بذبح القرابين، وإقامة الخزعبلات
التلمودية في باحات المسجد الأقصى المبارك، ومما يثلج القلوب ويبعث على الفخر أن نشطاء فلسطينيون أطلقوا( حملة برباطك تحميه وذلك لتكثيف الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، حتى ظهر غداً الأربعاء، لإفشال مخططات المستوطنين، ونيتهم تدنيس المسجد وذبح القرابين فيه. يا أقصانا الحبيب، نفتديك بأرواحنا، وبكل مانملك من قوة، ستظل شامخاً عزيزاً ، رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين من الصهاينة النازيين الإرهابيين، فلا حياة الا بك ياقدس، ولا حياة الا بك يا أقصى.
من ذكريات الأسر فى رمضان
بقلم: د. رافت حمدونة
إذا كان السجن خلوة الأسير الروحانية على مدار العام ، فشهر رمضان زاد الصبر للأسرى واكتساب المزيد من طاقة تحمل الألم والمعاناة ، والصمود والتحدى للسجان وسياساته وانتهاكاته ، فى رمضان تتضاعف العزيمة والإرادة رغم أنف السجان، فى هذا الشهر الفضيل يتسامح الأسرى ويتصالح ، وتكثر فيه المنافسة فى مجال التعليم والثقافة والمطالعة والمسابقات الدينية والعلمية .
فى رمضان تتحول الزنازين إلى مساجد رغم عدم وجود مصلى عام أو تراويح جماعية ، يتدارس فيها الاسرى التفاسير ويهتموا بالقرآن الكريم وتلاوته ، وشرح الأحاديث والسنن النبوية ، ومطالعة كتب التفاسير للعلماء والصالحين ، وتكثر التسابيح وتتحول الأقسام إلى زوايا وتكايا للعبادة وحلق الذكر والمنافسة فى الحفظ والتلاوة والتثبيت . فى رمضان أتذكر سحور رمضان المتواضع
والمتكرر مرة سحور بالفول وثانية بالبيض وبعض الملاعق من اللبنة ، ولكن بلا " قمر دين أو حلاوة بالمكسرات " سُفرة الطعام القليلة بكمها ونوعها ، ومن الأسرى من يفطر على وجبات من أيدى الأسرى الجنائيين الذين لا يتوانون أحياناً بوضع الأوساخ عمداً فى الطعام ، وإن حافظوا فطريقة الطهى مختلفة وغير محبذة ، بلا شوربة خضروات أو حبات تمر أو حلويات كالقطايف والسهر بلافواكه أو مكسرات . وفي رمضان رغم المحاولات بتدمير بنية الأسير فيهتم الأسرى بصحتهم البدنية ، ويهتم الأسرى بالأنشطة الرياضة اليومية فى الساحات والغرف ، ويستعلي الأسرى على جراحهم وإظهار السعادة على محياهم واخفاء مظاهر الألم والحزن
رغم عوائق السجان ومنغصاته.
الأشقر: ارتفاع اعداد سفراء الحرية الى (111) طفلاً
أكد الباحث "رياض الأشقر" مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن عدد "سفراء الحرية" وهم أبناء الأسرى الذين انُجبوا عبرعمليات تحرير النطف خارج السجون، ارتفع الى (111) طفلاً، بعد أن رزق الأسير فهمي مشاهرة " بتوأم للمرة الثالثة. وقال الأشقر أن صراع البقاء لا يزال مستمراً داخل السجون، وكل حين يسجل الاسرى انتصارات جديدة على السجان ويبدعون في إيجاد
السبل الكفيلة بخلق سفراء جدد للحرية من قبور الزنازين رغم إجراءات الاحتلال الأمنية الذي تحاول منعهم، وكان آخر من أبصر النور توأم ذكر وأنثى (آية وأحمد) ابناء الأسير فهمي عيد رمضان مشاهرة من سكان القدس.
وأوضح الأشقرأن هذه ليست المرة الأولى التي يرزق فيها الأسير مشاهرة بأبناء عبر النطف المحررة حيث كان من أوائل الاسرى الذين خاضوا تحدي الانجاب من خلف القضبان وهو أول اسير مقدسي يخوض تلك التجربة حيث أنجب في ديسمبر عام 2013 طفلة أطلق عليها اسم "عزيزة" وعاد مرة أخرى فى أكتوبر عام 2018 وأنجب طفل أطلق عليه اسم ""عيد " وقبل يومين للمرة الثالثة رزق بتوأم ذكر وأنثى ليصبح مجموع أبنائه من النطف المحررة 4 أبناء.
وأشار الأشقر الى أن الأسير مشاهرة، أحد عمداء الاسرى في سجون الاحتلال ومعتقل
منذ 4/9/2002 ويقضى حكماً بالسجن المؤبد المضاعف 20 مرة، بتهمة المسؤولية عن تنفيذ وتوجيه عمليات عسكرية ضد أهداف للاحتلال، وحين اعتقاله كانت زوجته حاملاً في شهرها الثامن، حيث أنجب طفل بعد اعتقاله بشهر أطلق عليه اسم عبيدة، وله شقيق آخر وهو"رمضان" محكوم بالسجن المؤبد المتراكم واعتقل قبل "فهمى" بشهرين .
وأشار الأشقرالى أن الأسير عمار الزبن يُعتبر هو أول من خاض غمار تلك التجربة عام 2012 ورزق بأول مولود عبر النطف في أغسطس من نفس العام، أطلق عليه اسم "مهند"، وقد شكّل هذا النجاح دافعا للأسرى الآخرين لخوض ذات التّجربة في سبيل استمرار الحياة، مما فتح الباب أمام العشرات من الأسرى ليحذو حذوه، وتصاعد العدد تدريجياً إلى أن وصل الى (74) اسيراً، أنجبوا (111) طفلاً، بينهم 24 حالة توائم وبعضهم كرر التجربة أكثر من مرة.
واعتبر الأشقر أن عمليات تهريب النطف إلى الخارج شكلت تحدياً حقيقياً للاحتلال الذي يحاول قتل كل معاني الحياة وروح الأمل في نفوس الاسرى الذين بدورهم اعتبرها انتصاراً معنوياً كبيراً، وتعبيراً عن إرادة فولاذية يتمتعون بها وأمل في الحياة لا ينقطع أو يتراجع، وتجاوز لكل القضبان والحدود رغم قسوة السجان وظروفه القهرية والسنوات الطويلة التي مضت من أعمارهم محرومين من حريتهم.
( مركز فلسطين لدراسات الأسرى)
للمرة الثالثة.. الأسير المقدسي مشاهرة يرزق بتوأمين
كتب: عبد الناصر فروانة
الأسير المقدسي فهمي عيد مشاهرة (43عاما)، من القدس، يرزق بتوأمين، ذكر وأنثى، "آية وأحمد"، عبر النطف المُهربة من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وهذه المرة الثالثة التي ينجح فيها الأسير مشاهرة في تهريب نطفة، حيث انجبت زوجته ابنته
"عزيزة" عام 2013، وابنه "عيد" عام2018. والاسير فهمي مشاهرة، معتقل منذ 4/9/2002، اي منذ قرابة 21 عاما ويقضي حكما بالسجن المؤبد 20مرة بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء لحركة حماس, و يقبع حالياً في سجن ريمون الصحراوي.
شهر رمضان شهر رحيل أحمد أبو السكر الذي أحب رمضان فكان فيه الوداع والرحيل
بقلم الأستاذ حسن قنيطة
مدير عام هيئة الأسرى والمحررين في المحافظات الجنوبية
وكأن أسرانا دوما على موعد مع حكايات مميزه تشبهه البدايات ولكن قليله هي حالات التناغم بين البدايات والنهايات وان يكون قاسم اللقاء المشترك بين العالمين البداية والنهاية مع من يحب .. كلمات تنطبق على الرجل الفدائي الجسور الذي شهدت له كل البدايات ومراحلها ونهايتها كانت تجسيد وتأكيد على صوابيه الاختيار. وصدق الولاء والانتماء فكان الوداع فى شهر أحبه حبا جما .. أحمد جبارة ابو السكر الاسم الأحب لقوافل الأسرى الذين التقوا بأبو السكر الرجل الذي اختزل سيره الفدائيين الأوائل وصحبه المؤسسين الكبار العظماء .. أبو السكر صاحب عمليه ما يعرف بالثلاجة التى تحتاج لحكايات منفردة .. أحمد أبو السكر الأسير الفلسطيني الشامخ الذي لا يوصف إلا بعملاق الحركة الاسيره فكل من عرفه على مدار 28عام في الجنيد ونفحه وعسقلان والسبع يدرك أن ابو السكر مثل نموذج الأسير المؤمن المحتسب المدرك لقساوة الدرب وصعوبة المسير الذى اختاره .. أبو السكر سيرة ومسيرة مميزه ونوعية أحب شعبه وأحب زملاءه ورفاقه الأسرى والأسرى المحررين .. أحب ياسر عرفات الفدائي الاول فكان نموذج للثبات والصمود والقدوة فى استقبال شهر رمضان حيث لم يكن ابو السكر فى رمضان لغته الا القران ولم يتحدث الا بقراءة القران حتى عرف أنه صاحب الثلاثون ختمه من تلاوه القران كان فى عسقلان يمسك القران ويسير دوران مع قانون السير فى فوره وباحة عسقلان .. ابو السكر الذى كان يضع خطا فاصلا متينناً بين السلوك فى رمضان وما قبل وبعد رمضان أبو السكر الأسير المثقف الصلب المؤمن رحل بشهر رمضان قبل عشر أعوام وهو على عهد الوفاء لإخوانه ورفاقه الأسرى حيث لم يغادر مربع الوفاء والالتزام للحركة الاسيره بكل ملفاتها حتى كان رحيله بحضور الانتظار ليحضر أبو السكر مرة أخرى بمناسبات الأسرى وعوائلهم عشت طيبا ابو السكر ورحلت طيبا خفيف الظل ومحبوب السيرة تهفو إليك النفوس ولا تمل من الاستماع والحديث إليك ..
والدة الأسير الجريح باجس كايد: نتمنى أن نفرح بحريته وعودته لنا في العيد القادم
تقرير: علي سمودي-جنين-القدس
تنهمر بغزارة، دموع الوالدة الستينية أمنة الكايد، على كل مائدة إفطار وسحور، لحزنها وتأثرها لغياب نجلها الأسير الجريح باجس محمود الكايد، فتحضن كريمته "جنين"، التي أبصرت النور بعد أيام من اعتقال الاحتلال لوالدها، وتقضي وقتها بالتضرع لرب العالمين، ليعيده لمنزله في جنين، وتفرح بحريته، ويعيش فرحة كل والد برؤية وعناق طفلته الأولى التي حرمته سجون الاحتلال منها.
وتقول: "بوجوده بيننا، كان لرمضان نكهة وفرحة كبيرة، يرعانا ويهتم بأسرته، ويحرص على إضفاء أجواء الفرحة والسعادة ويغمرنا بالمحبة والحنان، ويتولى تزيين المنزل بإضاءات رمضان التي غابت خلال العام الحالي".وتضيف: "منذ اليوم الأول للشهر الفضيل، نعيش لحظات مؤلمة ومريرة، لا تجف دموعنا على موائد الإفطار، كلما شاهدنا مكانه فارغاً، وافتقدنا ابتسامته الجميلة وأحاديثه الطيبة وحضوره الذي جعل رمضان بلا نكهة أو طعم".
وتكمل: "نسأل رب العالمين أن يصبرنا في مواجهة هذه اللحظات العصيبة، ولا نملك سوى الثبات والدعاء في هذه الأيام المباركة، بالفرج القريب لابني ولجميع الأسيرات والأسرى من سجون الاحتلال الظالم".
يعتبر الأسير باجس، الثاني في عائلته المكونة من 10 أفراد، أبصر النور قبل 28 عاماً، في البلدة القديمة من مدينة جنين، التي نشأ وتربى وعاش بين أهلها الذين قدموا التضحيات وكل صور النضال، وبحسب والدته أم حسين، تعلم في مدارسها حتى أنهى المرحلة الإعدادية، ثم قرر تحمل المسؤولية مع والده لرعاية أسرتنا الكبيرة، عمل في عدة مهن حتى انتسب لصفوف الأجهزة الأمنية في السلطة الوطنية، وعندما اعتقل، كان ما زال على رأس عمله. منذ بداية حياته، تمتع باجس بروح نضالية ووطنية، ورغم صغر سنه، عندما اندلعت انتفاضة الأقصى الثانية، شارك بفعالياتها، وانتسب لصفوف حركة "فتح"، وتحدثت والدته بفخر واعتزاز عن بطولاته في التصدي
للاحتلال بشوارع جنين التي أحبها، فأطلق على ابنته اسمها تيمناً بها. وأضافت: "ككل جيله ثار وانتفاض ضد الاحتلال الذي أصابه برصاصه مرتين، ففي المرة الأولى أصيب بعيار ناري إسرائيلي في الفخذ بقدمه اليمنى، وفي المرة الثانية أصابه رصاص الاحتلال الغاشم في القدم اليسرى، مما أثر على العصب الذي تعرض للتلف، وما زال يعاني من مضاعفات الإصابة حتى اليوم".
فجر تاريخ 8-12-2022 انتزعت قوات الاحتلال باجس من منزله، خلال عملية عسكرية كبيرة، قادتها الوحدات الخاصة، التي قتلت بدم بارد ثلاثة مواطنين وسط جنين، في منطقة قريبة من منزل باجس، وبحسب الشهود، تسللت قوات المستعربين المتخفية بالزي المدني للمنطقة، احتلت العمارات والمباني، وقد اغتالت الوحدات الخاصة بالتتالي، الشهيد صدقي صادق زكارنة، وعندما حاول الشاب طارق الدمج الوصول إليه لمحاولة إنقاذه، أصابه رصاص المستعربين، فوقع قرب زكارنة مضرجاً بالدماء، دون أن تتكمل مركبات الإسعاف من الوصول إليهما. وخلال ذلك كانت تمر مجموعة من عمال قباطية من المنطقة في طريقهم لمكان عملهم في الداخل، وعندما شاهد
العامل عطا شلبي زكارنة، صدقي والدمج ممدان على الأرض، ركض نحوهما لإسعافهما، فأطلق المستعربين الرصاص عليه، فانضم إليهم، وفيما بعد ارتقى الثلاثة شهداء، رغم أنهم لم يكونوا مسلحين ومطلوبين. في هذا الوقت، كانت وحدة أخرى من المستعربين مدعومة بالعشرات من جنود الاحتلال، يحاصرون منزل باجس، وتقول والدته: "استيقظنا على صوت تفجير بوابة منزلنا، وما كدت أغادر فراشي حتى اقتحم العشرات من الجنود منزلنا المكون من 3 طوابق، احتجزونا وعزلونا ثم صعدوا فوراً، لمنزل باجس في
الطابق الثالث".
وتضيف: "انتزعوه من فراشه، وأخضعوه للتحقيق الميداني خلال تفتيش منزلنا وتدمير محتوياته بالكامل، كما صادروا خاتمين ذهب لزوجته وثلاثة أجهزة هاتف خلوية".وتكمل: "عندما اعتقلوه حاولت احتضانه، لكنهم منعونا، وقيدوه ونقلوه معهم، شعرت بحزن لعجزي عن حماية ابني وإنقاذه من قبضتهم، وخلال انسحابهم فجروا ودمروا مركبته الخاصة".
تروي الوالدة أم حسين، أن الاحتلال اقتاد باجس لأقبية التحقيق في سجن الجلمة، وعلى مدار أكثر من شهر، عزلوه رهن التعذيب، منعوا المحامي من زيارته وانقطعت أخباره، حتى انتهت فترة التحقيق ونقلوه لسجن مجدو، وجرى عرضه على محكمة سالم العسكرية 5 مرات، وما زال
موقوفاً. عندما اعتقل باجس، ترك زوجته حاملاً في شهرها الأخير، وتقول والدته: "كان يعيش مشاعر الفرح بانتظار إنجاب طفله الأول ، وعندما دخلت زوجته المخاض، كنا في حالة حزن وألم، ومرت بلحظات قاسية وعصيبة، عندما أنجبت طفلها في غيابه وبكت، لأنه لم يحتضنها ويلقنها الآذان، لكن حققنا وصيته وأمنيته، وسميناها لجنين، التي كان يعشقها ويحبها كثيراً".
وتضيف: "فرحت كثيراً عندما وصلت لبوابة السجن لرؤيته والاطمئنان عليه، كتمت أوجاعي وما كابدته في رحلة المعاناة على الحواجز، لأجعله يفرح بولادة جنين".
وتكمل: "لم يسمح الاحتلال للطفلة بزيارة والدها، لكني أحضرت معي صورها، ففرح كثيراً عندما شاهدها ونسي القيد،وشاركه الأسرى وقدموا له التهاني، وحاول إخفاء حقيقة مشاعره المؤلمة لعدم قدرته على رؤيتها وعناقها".وتضيف: "كانت فرحة منقوصة لباجس، بسبب اعتقاله التعسفي، فصبرته ورفعت معنوياته، لكنه كان أقوى مني، بصموده وثباته، فغادرت السجن، وقلبي
يتضرع لرب العالمين ليكرمه بالحرية والعودة لنا ولطفلته، وكلنا أمل أن يكون معنا في العيد القادم".