102
0
المنيعة/ المدارس تتحول إلى منصات لاكتشاف المواهب
برعايه والي الولاية واشراف تربوي ورياضي مشترك


في صباح مشرق من أيام المنيعة، تحوّل باحة ابتدائية الشهيد بن بيتور علال إلى منصة وطنية لانطلاقة الموسم الرياضي المدرسي 2025-2026، حيث لم تكن الصفارة الأولى إيذاناً بمنافسة محلية فحسب، بل إعلاناً عن عهد جديد تُستعاد فيه الروح الرياضية كجزء من مشروع وطني متكامل لبناء الإنسان قبل الإنجاز.
لحسن الهوصاوي

الوالي بن مالك مختار قاد الانطلاقة بنفسه، في حضور اللجنة الأمنية والإطارات التنفيذية، في مشهد يجسد تلاحم الإرادة الإدارية مع الرؤية التربوية والرياضية، ترجمةً لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى جعل المدرسة مصنعًا للأبطال ومنصةً لترسيخ القيم الوطنية عبر الرياضة.

المدرسة: من قاعة الدرس إلى مصنع الأبطال
مدير التربية لولاية المنيعة، خضير أولاد قويدر، قدّم رؤية تتجاوز النمط التقليدي للتربية البدنية، مؤكداً أن “المدرسة هي الخزان الحقيقي للأبطال”، وأن هذا البعث الجديد لا يقتصر على المنافسة، بل يهدف إلى بناء جيل متوازن بدنياً ونفسياً، قادر على مواجهة أمراض العصر كالخمول والسمنة والسكري.
رياضة تُعالج وتبني
الرياضة المدرسية، وفق التصور الجديد، لم تعد ترفاً أو نشاطاً موسمياً، بل جزء من المنظومة الوقائية التي تدمج البعد الصحي بالتنموي. فالنشاط البدني، كما وصفه أولاد قويدر، “دواء قبل أن يكون هواية”، وهو ما يجعل من المدرسة فضاءً يربط بين الصحة والتفوق.
بنية تحتية تؤسس لجيل محترف
القطاع التربوي في المنيعة يشهد تحولاً نوعياً مدروساً، يتضمن تأطير متخصص و تعميم مادة التربية البدنية في الطور الابتدائي بإشراف أساتذة مختصين لاكتشاف المواهب مبكراً.
تجهيز الملاعب: تهيئة الساحات الرياضية وتغطيتها بالعشب الاصطناعي بنسبة بلغت 35% من المؤسسات، في انتظار تعميم العملية خلال الموسم القادم.
هذا التكامل بين مديريتي التربية والشباب والرياضة يُترجم إرادة مؤسساتية جادة لإعادة الاعتبار للرياضة المدرسية كقاطرة للتنمية البشرية، ولبنة أساسية في بناء مجتمع متوازن ومبدع.

المدرسة تصنع المستقبل
ختاماً، من المنيعة تنطلق رسالة وطنية مفادها أن الاستثمار في الرياضة المدرسية هو استثمار في الإنسان ذاته. فحين تلتقي الإرادة السياسية بالرؤية التربوية، تُصبح المدارس مناجم مواهب، والمواسم الرياضية محطات لصناعة الفخر الوطني.
المنيعة اليوم لا تُدرّس الرياضة فحسب، بل تدرّب على الحلم والانتصار.

