55

0

مدونة لهجات

 

بقلم: د. محمد مراح

 

كتب أحد الصحفيين في صحيفة عربية مهاجرة، مقالا نستفيد منه؛ فالحكمة ضالة المؤمن والعاقل؛ ورد فيه :" كشف مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أن المرحلة الأولى من مشروع «مدونة أصوات» ستوثق 52 لهجة محلية من مختلف مناطق السعودية".

وأضاف "ستحافظ المدونة على اللهجات السعودية، ويمتد أثر المشروع إلى إمكانية دمج البيانات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل التعرّف على الصوت والترجمة الآنية، ما يسهل التواصل ويعزز فهم اللهجات المستعملة في الحياة اليومية".

"المدونة تسعى  إلى رفع الوعي الشعبي بالتنوع اللهجي وتعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بلهجاتها المحلية إلى جانب العربية الفصحى" أ.ه

الفكرة تستحق اقتباسها ، وتأملها، ثم تبنيها عندنا؛ فتنوعنا اللهجي داخل اللغة الواحدة كثير ، ومتنوع، وثري بصوتياته، ونغماته، ومدلولاته، ومعانيه، وإبداعاته، وكذا أمثاله، وحِكَمَه، وجمالياته،  ونظمه، وروابطه، وأخلاقه ، وتقييماته، وأحكامه وعواطفه ، ومشاعره، وبطولاته  وجذوره الغائصة أربعة عشر قرنا في طبقات إسلامه.

وزارة الثقافة أمامها مشروع حضاري، تاريخي، تحفظ به، شخصية وطنية، للأجيال  وتفتح آفاقا للبحث اللساني والأنتربولوجي .

فتصادر مطرقةَ هدم صرح،  وإزميل نحت رموز شاخصة ومعنوية هجينة بين الحقيقة و التزوير .فآلاف الأبحاث اللهجية و الأنتربولوجية  واللغوية، تصدر هنا و هناك؛ على  رأسها فرنسا وكندا، على ضوء رؤية وتوجيه "لا تاريخيين"، تمضى داخل الحي ، ومضارب المراصد العالمية المعروفة، تنتج آلاف الأبحاث والمعاجم ، على ضوء إشعاعات مشروع "أوديد إينون "الذي أنجرزه في 1982المسؤول عن شعبة التخطيط للدراسات الإسرائيلية  للتخطيط بعيد المدى، وقدمه لشارون جزار صبرة وشاتيلا، تتضمن الرؤية تفكيك الدول العربية إلى كيانات طائفية وعرقية صغيرة بهدف ضمان تفوق إسرائيل الإقليمي، وركزت بشكل خاص على سوريا، مشيرة إلى ضرورة تقسيمها إلى دويلات.

 كما ذكر عالم المستقبليات البروفيسور وليد عبد الحي عن نصيحة " يغائيل يادين" نائب رئيس وزراء الكيان سابق،  في أطروحة دكتوراه عن الدولة العباسية؛ أننا يجب أن نطبق السبب الأعمق لسقوط الدولة العباسية، وهو الشعوبية؛{العنصرية العرقية } في البلاد العربية، وهي التي تصدى لها الجاحظ بشجاعة علمية  ولغوية بارعة .

هذا المشروع يرفع الأمور إلى العلم والحضارة والإبداع، والرضى المجتمعي، والسكون النفسي، بانسياب عودة الشعور الطبيعي لشعبنا الذي عاشه مذ طَرَقَ الإسلام دياره، وتآلفت أعراقه  في تحاضنهم الرحيم العطوف السمح الودود، في كتلة موزاييك أخَاذة .

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services