156
0
معاناة مستمرة على خط قطار توقرت- الجزائر العاصمة... مواطنون يطالبون بتحسين الخدمات و فتح خطوط جديدة

لا تزال معاناة المسافرين على خط السكة الحديدية الرابط بين مدينة توقرت والعاصمة الجزائرية تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل ما وصفه المواطنون بتدني مستوى الخدمات المقدمة على هذا الخط الحيوي، الذي يعد شرياناً هاماً للتنقل بين الجنوب الشرقي والوسط.
محمد الحسان رمون
أين عبر المواطنين عن استيائهم الشديد من الوضع الحالي للقطارات، مشيرين إلى جملة من النقائص التي باتت تؤرق المسافرين وتؤثر سلباً على حياتهم اليومية.
أين أصبحت التأخيرات المتكررة وغير المبررة سمة يومية، حيث يتأخر القطار لساعات دون إعلام أو توضيح، مما يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في التزامات المسافرين، سواء المهنية أو العائلية، ناهيك عن الحالة المتدهورة للعربات، من حيث النظافة والصيانة، إضافة إلى وضعية المقاعد ونقص وسائل الراحة داخل القطارات، خاصة في ظل غياب التكييف وتهالك مرافق الدرجة الأولى، وهو ما يزيد من صعوبة الرحلات، لا سيما في فصل الصيف وإرتفاع درجات الحرارة خاصة في الجنوب والتي تفوق 60 درجة.
كما أشار المواطنين إلى الغياب الكلي لبعض الخدمات الأساسية التي من المفترض أن تكون متوفرة في قطار طويل المسافة، على غرار منافذ شحن الهواتف وخدمة الإطعام المناسبة.
وأمام هذا الواقع، طالبوا بضرورة تدخل وزارة النقل بشكل عاجل، من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات العملية، أبرزها تحديث الأسطول، تحسين ظروف النظافة، رفع عدد العربات، وتوفير خدمات عصرية تتماشى مع احتياجات المسافرين وتضمن كرامتهم وراحتهم ، كما شددوا على ضرورة إرساء ثقافة الانضباط في مواعيد الرحلات والحجوزات، باعتبارها عنصرًا أساسيًا في استعادة ثقة المواطن في خدمات القطار، وتعزيز صورة المؤسسة كمرفق عمومي يعتمد عليه
وتبقى هذه المطالب، التي تعكس صوت شريحة واسعة من المواطنين، بمثابة دعوة صريحة للسلطات المعنية، من أجل إعادة الاعتبار لوسيلة نقل أساسية، تربط الجنوب بعاصمة البلاد.
ويأمل المواطنون أن لا تقتصر الحلول على ترقيع الوضع الحالي لخط توقرت - الجزائر فحسب، بل أن تمتد إلى فتح خطوط جديدة من شأنها تعزيز الربط بين الجنوب والشرق، على غرار مشروع خط توقرت - قسنطينة، الذي يعتبر مطلبًا استراتيجيًا بالنظر إلى الكثافة السكانية والتنقلات المتزايدة نحو شرق البلاد.
إن تحسين خدمات النقل بالسكة الحديدية في توقرت لم يعد مجرد ترف، بل ضرورة تنموية عاجلة تفرض نفسها اليوم في ظل التحولات التي يعرفها الجنوب، وتزايد الحاجة إلى وسائل نقل آمنة، مريحة، ومنتظمة، تواكب تطلعات السكان وتخدم مصلحة المنطقة على المدى البعيد.