660
0
مع تواصل حرب الإبادة: مسيحيو غزة يحيون أحد الشعانين على وقع قصف مستشفى المعمداني

أحيا مسيحيون في مدينة غزة، اليوم الأحد، أحد الشعانين الذي يسبق عيد الفصح، في كنيسة برفيريوس للأرثوذكس، وذلك بعد ساعات قليلة من قصف الاحتلال مبنى الاستقبال والطوارئ في مستشفى المعمداني القريب منها.
وقد غابت ملامح الفرح عن وجوه المحتفلين، رغم أنها مناسبة سعيدة ينتظرها المسيحيون من عام لآخر، خاصة الأطفال حيث يعمد الأهالي إلى إلباس أطفالهم حلة عيد، وحمل الشموع الطويلة وسط أجواء من البهجة.
وكنيسة القديس برفيريوس هي أرثوذكسية شرقية في حي الزيتون بمدينة غزة والأقدم في المدينة، سميت نسبة إلى القديس برفيريوس الذي دفن فيها، وقبره موجود في الزاوية الشمالية الشرقية لها. أما مستشفى المعمداني فيتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، وهي من تديره وتوجد كنيسة بجواره تعرضت لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي.
ويقع "المعمداني" في أحد المربعات السكنية في حي الزيتون بقطاع غزة، وعلى مقربة منه غربا كنيسة "القديس فيليبس الإنجيلي" ويفصل بينهما شارع أم الليمون الواصل بين ميدان فلسطين شمالا وميدان عسقولة جنوبا، والذي ينتهي إلى الشارع الرئيسي عمر المختار، وعلى بعد نحو 230 مترا جنوبا من المستشفى تقع كنيسة برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية التي بنيت في القرن الخامس الميلادي.
كما يقع المستشفى ضمن منطقة الشمعة، التي تضم كنيسة دير اللاتين ومعبدا خاصا للراهبات المسيحيات، يُطلق عليه اسم "الراهبات الوردية" و"دار السلام".وفجر اليوم، قصفت طائرات الاحتلال المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير أحد مبانيه، وتضرر واشتعال النيران بعدد من أقسامه، ليخرج عن الخدمة.
يأتي ذلك في ظل المأساة المستمرة التي يعيشها القطاع، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب الإبادة الجماعية بحق شعبنا في القطاع منذ 18 شهرا. و"أحد الشعانين" هو الأحد السابع من الصوم الكبير، والأخير الذي يسبق "الجمعة العظيمة"، التي تليها ذكرى "أحد قيامة المسيح".
بطاركة ورؤساء كنائس القدس: قصف مستشفى المعمداني في أحد الشعانين يُعدّ إهانة لجميع المسيحيين
قال السكرتير الثاني لمجلس بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، وأحد رعاة كاتدرائية القديس جورج الأنجليكانية القس الكنن دون بندر، إن قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في مدينة غزة وتدميره وإخراجه بالكامل عن الخدمة في أحد الشعانين يُعدّ إهانة لجميع المسيحيين وانتهاكًا لجميع قواعد السلوك الانساني.
وأضاف في منشور له على موقع فيسبوك: "في الساعات الأولى من صباح أحد الشعانين، دمّرت غارة صاروخية مزدوجة من طائرات إف-16 إسرائيلية قسم العناية المركزة الطارئة والصيدلية في مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) التابع للكنيسة الأنجليكانية في غزة".
وتابع: "على الرغم من صدور أوامر الإخلاء قبيل الهجوم، توفي طفل في الثالثة عشرة من عمره متأثرًا بجروح سابقة في الرأس أثناء عملية الإخلاء المستعجلة".ولفت إلى أن مجلس الكنائس في القدس ينتظر المزيد من التقارير حول الأضرار الإضافية التي لحقت بالمستشفى، وكيف سيؤثر ذلك على قدرة الطاقم على مواصلة خدماتهم لمئات الجرحى والمصابين الذين يدخلون أبوابه يوميًا. وأوضح أن المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) ليس أقدم مستشفى في غزة فحسب، إذ يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، بل هو أيضًا المستشفى المسيحي الوحيد في قطاع غزة.
الكنائس المسيحية في بيت لحم تحيي أحد الشعانين
أحيت الكنائس المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي والغربي والآرمني في بيت لحم، اليوم الأحد، أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح عليه السلام إلى القدس والبدء بأسبوع الآلام. واختفت كل مظاهر البهجة والفرح في مدن بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور، واقتصرت الاحتفالات على الشعائر الدينية. وترأس في كنيسة المهد الوكيل البطريركي للروم الأرثوذكس فينذكتوس القداس، فيما الكنائس الأخرى في بيت جالا وبيت جالا، ترأسها رعاة الكنائس بمشاركة أبناء الرعية. وبعد الانتهاء من القداديس، أقيمت الدورة التقليدية للشعانين داخل الكنيسة دون استعراضات كشفية خارج الكنائس، ثم تبادل التهاني.
الخارجية الفلسطينية : تدمير الاحتلال مستشفى المعمداني من أبشع أشكال الإبادة والتهجير في ظل تقاعس دولي مريب
قالت وزارة الخارجية والمغتربين "إن قصف الاحتلال الوحشي للمستشفى المعمداني في مدينة غزة وتدميره وإخراجه بالكامل عن الخدمة بما رافقه من تشريد للمرضى والجرحى والقائهم في الشارع، ما كان له أن يحدث لولا تواطؤ المجتمع الدولي، وتقاعسه عن تحمل مسؤولياته".
واستدركت الوزارة، في بيان، قائلة: خاصة وأن الاحتلال سبق ودمّر عمدًا 34 مستشفى في القطاع وأخرجها عن الخدمة، بشكل يترافق مع استمرار سياسة تجويع وتعطيش وحرمان المواطنين من الأدوية.
واعتبرت استهداف المستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الطبية من أبشع مظاهر الإبادة، واستهتار صارخ بالمجتمع الدولي والمبادئ والقوانين الإنسانية، ويندرج في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة، لاستكمال تدمير جميع مقومات الحياة في القطاع وتحويله إلى أرض غير صالحة للحياة البشرية، تمهيداً لإجبار المواطنين على الهجرة بالقوة العسكرية.
وأكدت الوزارة أن مجلس الأمن الدولي يتحمل كامل المسؤولية عن فشله في حماية المدنيين، وفرض الوقف الفوري للإبادة، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات بشكل مستدام، والبدء بتنفيذ جميع أشكال الإغاثة والإعمار.