372
0
مع الخِضر هل نُطيق صبرا

بقلم الأسيرة المحررة: دعاء الجيوسي.
لطالما إحتل الخبز حيزاً مركزياً ومُقدساً في مكونات العقل البشري عبر التاريخ ففي السياسة كان ولا زال من يمتلكه قادراً على قيادة غيره والتحكم بمصائرهم وكثيرة هي الثورات التي رفعته شعاراً مطلبياً ونضالياً و في علم الإجتماع والعمران اكان مُحركاً لمعظم الهجرات وحركات النزوح البشري أما في المثيولوجيات عموماً فقد جاء مقدساً يُقدم قرابيناً للمعبودات أو يُنظر إليه بأنه لحم رُسل السماء الذي يُبرء تناوله من الآثام والخطايا وعلى محورية الخبز في الحياة المادية والروحية بُنيت أهمية صُنَّاعه ومُنتجي مكوناته التي بلغت حد التقديس وأياً كان مستوى قداسة كل هؤلاء فهو لا يداني قداسة صانع خُبزنا ذاك النابت قمحاً من جراحنا وأرواحنا.....والممتد على طول سهل جنين...خضر عدنان إبن بلدة عرابة الذي صنع الخبز في تنوره القديم فأطعم البلاد خبزاً قمحه ظل السماء، وروحها.....ثم صنع لأهلها خبزاً من لحمه أطعمهم ومضى يلوي الجوع أمعائه وككل القديسين والفاديين يرقُب خضر عدنان الناس وجسده خبزٌ بين أيديهم منتظراً غداً قد لا يأتي إلا وهو في عداد الشهداء. فأي القديسين فاز بهذا السمو والمأثرة وأي القرابين أجل من قربانك وأي جوع أقرب للتنسك من جوعك يا أبا عبد الرحمن. رفيق القيد يا خضرنا إن سألك الناس عن سر الموت الذي هزمت وخبيئة الجدار الذي هدمت وعن سفينة مخادعة ثقبتها فحنانيك على من لا يُطيق معك صبراً لا تكشف الأسرار فهي لن تُفهم إلا من الذين جاعوا جوعك وهم قلة. أيا أخانا الصالح وأنت في جوعك المديد وجسدك الشهيد أكتب قبل صعودك للشمس أن في شعبنا و منذ ألفي عام قديسون يصنعون أجسادهم خبزاً ثم يعرجون للسماء على أثار عيسى بن مريم ، وقُل للباحثين عن الإثارة والغارقين في علوم اللاهوت إن الخضر لا زال حياً ولن يقضي إلا بأمر ربه عند قيام الساعة. أبا عبد الرحمن وأنت تلج شهرك الثالث تطوي الجوع و الضنك لا تبحث عن حجر تربطه على بطنك ففرسان الخندق قاتلوا وإنتصروا ثم رحلوا إلى ربهم ومعهم حجارتهم وتركوك....ولا تنتظر مبارزة يخوضها معك عمرو إبن ود على تخوم مدينة النبي قبل أن تقتله فعدونا وعدوك ليس فارس ياليل ولا يأتي الفُرسان من وجوهها. يا إبن عرابة وأنت في معركتك تقاتل الأحزاب والأعراب خذ حذرك فوحشي أتاك من مكة موتوراً وأمثاله لا يَقْتُلُونَ إلا غيلة ونحن نضن بك....إمضي يا خضر في معركتك ونحن معك نُجاهد لنطيق معك صبراً تحمل إلحاحنا وكثرة أسئلتنا فما مضينا معك إلا لِتُعَلِمنا مما عُلِّمت رشدا.
ياسر بالساعات! رسالة الى شقيقي الأسير ياسر أبوبكر
بقلم : بكر ابو بكر
هكذا كان حين تخرجه من جامعة النجاح. وهكذا أصبح بعد 22 عاما في الأسر، ومازال بالأسر. أخي وشقيقي البطل المقدام ياسر أبوبكر. سماه أبانا ياسر تيمنا بياسر والد عمار الصحابي الجليل. وتيمنًا بالخالد فينا ياسر عرفات. (وله/لنا أخ اسمه عمار أيضًا استشهد. في ذات العام مدافعًا عن فلسطين من ثغر جنين الباسلة وكان كعادته وأسلافه في مقدمة الركب). ياسر مازال يقبغ في غياهب السجون الصهيونية. كان للفرح أقرب، ثم أصبح منه على مسافة بعيدة، كان للعناق مبادرًا فأصبح لا يطيقه! لأنه سرعان ما سيفقده ويتحول لذكرى أليمة... قد لاتتكرر الا بعد سنوات. كان للنور أقرب في بريق عينيه وسواد شعره ومضاء عقله والمستقبل الذي يجمله بهيًا زكيًا نديًا بين جوانحه. بعدد 22 عامًا في المعتقل. سقط الكثير، وتهاوت أحلام كثيرة. ومرّ عمر طويل بين انتظار زوجته الصابرة المجاهدة.
وغضانة قلب ابنه الوحيد عاهد الذي لم يشهد ولادته، وقد شب عن الطوق اليوم.، بعد 22 عاما في الاعتقال لم يبقَ من الشعر الا القليل وانقرض الكثير، وحال سواد ما تبقى منه الى البياض. ورثنا الصلع الجميل والجليل عن أبينا الفدائي العظيم محمود أبو بكر.، لكن في ياسر بعيدًا هناك تغضن فيه الوجه، وغارت فيه العيون البراقة، وربما يحتمل الأمراض في جسده، وقطف السجان زهرة عمره. انها 22 عامًا، فليست رقما عاديًا أبدًا، إنها بحساب الساعات192,848 ساعة؟! ساعات من النضال ضد السجان، وساعات من التفكير والغضب والحيرة والقلق والتماسك والتهاوي ثم التماسك. ساعات من الحزن والدموع ومن الفرح المكتوم حين تمر أطياف جميلة من الذكرى، او بلقاء عيون الأخوة في الزنازين، ساعات من التفجع والألم واستبدالها بالتأمل وقراءة القرآن، وبالصلاة والدعاء المستجاب قريبًا باذن الله، إنها ساعات من الراحة المقتطفة ما كان اليها سبيلًا من بطون الكتب الكثيرة والكتابة، أنها ساعات من الرجاء أيضًا والحب لله سبحانه ولفلسطين القضية، ولحب الآخر والناس تستمطر فوق رأسه وكل أخوته بالمعتقلات شآبيب الرحمة والراحة. هل تخيلتم ما تفعله الجدران السوداء! هل تخيلتم ما يفعله المحتل الغازي والسجان المستفز؟ياسر رغم كل الألم الفظيع، ياسر رغم جبروت الفجيعة ظل نموذجًا للقائد، وظل نموذجًا للبطل، ونموذجًا للصمود حتى تزلزلت الأرض من تحت أقدام الصهاينة. ها هو يشمخ كما هو دومًا وهو على أعتاب أن يتحصل قريبًا على درجة الدكتوراة. الشاب الذي دخل المعتقل بعنفوان الشبيبة الطلابية التي قادها سنوات مازال يملك ذات العنفوان رغم التغيرات الجسدية، عقل متقد وقلب مرهف، وقامة مستقيمة، وعمل لا ينضب. وامل بالله سبحانه وتعالى وثقة بفلسطين لا يرهبها ظلام السجن أبدًا. هل يكون لنا من العمر القادم أن نلتقيك بيننا حرًا أبيَا؟ كل دعوات أمك الثمانينية الصابرة المتجلدة، ودعوات أخوانك واخواتك وزوجتك وابنك. بل وكل أصدقائك الكثر. وكل الشعب العربي الفلسطيني تقول ما شيء على الله ببعيد. وإن النصر لقريب. وأنتم للحرية أقرب. وإنا لمنتصرون
الوالدة خديجة غوادرة.. بين وجع اعتقال ابنها لمدى الحياة واعتقال الآخر في أول رمضان
تقرير: علي سمودي-جنين-القدس
وسط دموعها وحزنها، باستقبال شهر رمضان المبارك، بغياب نجلها الأسير شادي محمد غوادرة (36 عاماً)، المحكوم بالسجن مدى الحياة، نغص الاحتلال فرحة عائلته بالشهر الفضيل، وأضاف جرحاً ومعاناة جديدة لها، باعتقال نجلها الثاني الطالب الجامعي بدر (21 عاماً)، في اليوم الأول من رمضان. وتقول والدته الخمسينية خديجة غوادرة لـ"القدس" دوت كوم: "استقبل ابني شادي 20 رمضان في سجون الاحتلال الذي حرمنا منه، وغيبه عن حياتنا ومناسباتنا وموائدنا، وسرق فرحة كل محطات حياتنا، والعمر يمضي وما زال في السجون يقضي حكمه بالسجن المؤبد".وتضيف: "طوال السنوات الماضية، لم نعرف فرحة وطعم نكهة رمضان سوى بشعائره الدينية، والشهر في هذا العام كان أصعب، بعدما انتزع الاحتلال ابني الثاني، وحوله من طالب علم لأسير، وأصبحنا نفتقد على موائدنا اثنين من أبنائنا، فأي شريعة أو قانون يجيز هذا الظلم الإسرائيلي؟".يعتبر الأسير بدر، أخر العنقود في عائلته المكونة من 11 فرد، ولد وتربى وعاش في قرية بئر الباشا جنوب جنين، وتذوق مع أسرته فصول الألم والوجع منذ صغره، خلال رحلة مطاردة واعتقال شقيقه شادي، وتقول والدته أم شادي: "لم يكن يهتم بدر سوى بدراسته والتخطيط لمستقبله، وبعد نجاحه في الثانوية العامة، انتسب لجامعة القدس المفتوح ، ولكن الاحتلال قطع عليه الطريق خلال دراسته في العام الجامعي الثاني".وتضيف: "فجر تاريخ 23/ 3/2023، حاصرت قوات الاحتلال منزلنا، واقتحمته بطريقة همجية ووحشية حيث كان اليوم الأول في الشهر الفضيل، احتجزوا وعزلوا أفراد الأسرة، حتى انتهت حملة العبث والتفتيش وتخريب كافة محتويات المنزل، بصورة انتقامية وشرسة، بهدف عقابنا".وتكمل: "خلال ذلك، احتجزوا ابننا بدر في إحدى غرف المنزل، أخضعوه للتحقيق الميداني، ثم كبلوه وعصبوا عينيه واعتقلوه دون السماح لنا بوداعه، لكن صدمتنا كانت كبيرة، وأعادت لنا صور المعاناة الرهيبة التي لم تنتهي في حياتنا منذ اعتقال ابني شادي الذي ما زال خلف القضبان، وكذلك ابننا سامي الذي قضى 9 سنوات حتى تحرر".انتظرت أم شادي التي تعاني عدة أمراض مزمنة، عودة بدر وتحرره، وتمنت أن يكون خطأ في قضية اعتقاله، لكنها تأثرت كثيراً، بعدما رفض الاحتلال الإفراج عنه، وقالت: "ابني ملتزم بجامعته والعمل، لا يتدخل بالسياسة وليس لها نشاط، كل اهتماماته بأسرته وجامعته وعمله بعد فترة الدوام الجامعي، وقد اقتادوه لأقبية التحقيق، وعندما فشلوا في إدانته بأي تهمة أو قضية، حولوه للاعتقال الإداري".وتضيف: "حتى اليوم لم يتمكن من التواصل معنا، ولم يسمح للمحامي بزيارته، ووصلتنا عبر الأسرى أخبار تفيد أنه بعد انتهاء التحقيق معه دون إدانته بأي تهمة، حولوه للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، بذريعة الملف السري، مما يؤكد أن اعتقاله تعسفي وباطل".وتكمل: "الاعتقال الاداري صعب ومؤلم وقاسي جداً، فلا يوجد له نهاية، وسنبقى نعيش على أعصابنا، لأن المخابرات تتحكم بمصيره وحياته".تعبر الوالدة أم شادي، عن اعتزازها بصمود أبنائها، رغم وجعها اليومي على غيابهم، وتقول: "يأتي اعتقال بدر، ونحن ما زلنا ننتقل بين السجون منذ 20 عاماً، لزيارة ابني الجريح والمريض شادي الذي يعاني أثر إصابته برصاص الاحتلال ومضاعفات أثرت على الكلى والنظر، ويعتبر من حالات الإهمال الطبي في السجون".
وتضيف: "كل يوم أبكي على شادي المحكوم مدى الحياة، وأنتظر حريته وعودته لأحضاني، لكن اليوم أصبحت حزينة لحرماني منه ومن بدر، لكن ليس أمامنا سوى الصبر والصمود، والإيمان والدعاء لرب العالمين، وسنبقى كشعب فلسطيني نفتخر بأبطالنا ونعشق هذا الوطن حتى إذا اعتقلنا الاحتلال جميعاً، ودعواتي لله أن نحتفل بحريتهما وكافة الأسرى، ونستقبلهم بعرس وطني في العيد القادم".
مركز فلسطين: 53 أسيرا انضموا لقائمة عمداء الاسرى خلال العام الجاري
أكد مركز فلسطين لدراسات الاسرى ان (53) اسيراً فلسطينيا انضموا الى قائمة عمداء الاسرى خلال العام الجاري بعد ان انهوا عامهم العشرين على التوالي في سجون الاحتلال. وأوضح مركز فلسطين إن قائمة عمداء الاسرى ترتفع تباعاً بين الحين والأخر نظراً لوجود المئات من الاسرى الفلسطينيين مضى على اعتقالهم سنوات طويلة وهم المعتقلين منذ السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى، ومحكومين بالسجن المؤبد مدى الحياة او عشرات السنين. الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز كشف أن عدد عمداء الاسرى وصل مؤخراً الى (396) أسيراً بعد انضمام (53) اسيراً جديداً الى القائمة منذ بداية العام الجاري من بينهم الأسير "عبد الله غالب البرغوثي" من رام الله وهو صاحب أعلى حكم في العالم بالسجن المؤبد لمدة 67 مرة، وهو معتقل منذ الخامس من مارس 2003، و أتم عامه العشرين في الأسر. وبين الأشقر أن ثلاثة من عمداء الاسرى كانوا استشهدوا خلال الأعوام الأربعة الماضية نتيجة الإهمال الطبي والأمراض التي أصيبوا بها خلال سنوات اعتقالهم الطويلة ولا يزال الاحتلال يحتجز جثامينهم حتى الان، وهم الشهيد " فارس أحمد بارود" (56 عاماً) من قطاع غزة، كان اعتقل عام 1991، وحكم عليه بالسجن المؤبد، واستشهد في فبراير 2019 بعد أن أمضى 28 عاماً خلف القضبان. والشهيد "سعدى خليل الغرابلي" (75عاماً) من قطاع غزة، اعتقل عام 1994، وحكم عليه بالسجن المؤبد، واستشهد في يونيو 2020، بعد أن أمضي 26 عاماً في الاسر، والشهيد ناصر ابوحميد (51 عامًا) من رام الله اعتقل عام 2002، وحكم عليه بالسجن المؤبد، واستشهد في ديسمبر 2022 نتيجة معاناته من مرض السرطان، بعد أن أمضي 20 عاماً في سجون الاحتلال.
وأشار "الأشقر" الى أن (19) أسيراً مضى على اعتقالهم ما يزيد عن الثلاثين عاماً اقدمهم وأقدم الاسرى جميعاً الأسير "محمد أحمد الطوس" من الخليل وهو معتقل منذ أكتوبر 1985، بينما (41) اسيراً تجاوزت فترة اعتقالهم ما يزيد عن ربع قرن (25 عاماً).
وأشار "الأشقر" الى أن من بين عمداء الأسرى، (23) أسيراً معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو الذي وقعته السلطة مع الاحتلال عام 1994، من يطلق عليهم "الأسرى القدامى" وهم من تبقى من الأسرى الذين اعتقلوا خلال سنوات الانتفاضة الأولى 1987 وما قبلها، وكان من المفترض إطلاق سراحهم جميعاً، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة إحياء المفاوضات بين السلطة والاحتلال، أواخر عام 2013 إلا أن الاحتلال رفض الافراج عنهم. واعتبر الأشقر استمرار اعتقال مئات الأسرى لعشرات السنين هو وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، وهي سابقة لم تحدث في التاريخ الحديث، وخاصة ان هؤلاء الأسرى يعانون من ظروف صحية قاهرة وتغزو أجسادهم الأمراض نتيجة السنوات الطويلة التي أمضوها في ظل ظروف قاسية داخل السجون والإهمال الطبي المتعمد بحقهم.
وطالب مركز فلسطين المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية التدخل بشكل حقيقي والضغط على الاحتلال للإفراج عن الاسرى القدامى، ومن أمضوا عشرات السنين خلف القضبان، وفى مقدمتهم الاسرى الذين يعانون من أوضاع صحية صعبة.
الأسير ياسر أبو بكر يدخل عامه الـ22 في سجون الاحتلال
نادي الأسير: دخل الأسير ياسر ابو بكر (55 عامًا) من قرية رمانة/ جنين، عامه الـ22 في سجون الاحتلال وذلك منذ اعتقاله في نيسان عام 2002، تعرض ابو بكر للمطاردة، وعقب اعتقاله واجه تحقيقًا قاسيًا وطويلًا استمر لمدة 90 يومًا، وفي عام 2004 صدر بحقّه حكمًا بالسجن المؤبد ثلاث مرات و40 عامًا، حينما اعتقل كان ابنه الوحيد عاهد، يبلغ من العمر خمسة شهور، الأسير ابو بكر من قادة الحركة الأسيرة، وهو نجل الشّهيد محمود علي ابو بكر، وشقيق الشّهيد عمار ابو بكر، قبل اعتقاله حصل الأسير ابو بكر على شهادة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية، وخلال سنوات اعتقاله حصل على الماجستير في الدراسات الإسرائيلية، يقبع الأسير ابو بكر في سجن(ريمون)
مؤسسة الضمير: بناءً على زيارة المحامي اليوم للأسير الشيخ خضر عدنان الذي يواصل إضرابه لليوم الـ 66 على التوالي
يواصل الأسير خضر عدنان إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 66 على التوالي في ظروف صحية صعبة للغاية، وحسب ما أفاد المحامي الذي تمكن من زيارته اليوم الثلاثاء 11 نيسان 2023 في عيادة سجن الرملة، إن عدنان يعاني من إغماءات متكررة وضعف في البصر والسمع، إضافةً إلى اخضرار وضغط شديد بالصدر وتشنجات في أنحاء جسمه، واستفراغ عصارة حامضية مع هزلان وضعف شديد ورغم حالته الصحية الخطيرة للغاية ترفض إدارة السجون نقله إلى المستشفى وتحتجزه في عيادة سجن الرملة في ظروف صعبة للغاية ،ويتعمد السجانون ازعاجه وحرمانه من النوم باقتحام زنزانته كل نصف ساعة وابقاء الاضاءة مشتعلة. ورغم حالته الصحية، يرفض عدنان أخذ المدعمات والفيتامينات وإجراء الفحوصات الطبية ولا يتناول إلا الماء، مطالبا بحريته وانهاء اعتقاله التعسفي، ويرفض الاحتلال أيضًا ان يتلقى عدنان زيارة عائلية بحجة انه معاقب، كان عدنان قد أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام منذ لحظة اعتقاله بتاريخ 05/02/2023 بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منزله في بلدة عرابة قضاء جنين وعاثت فيه خرابًا قبل أن تعتقله، يذكر أن عدنان أسير محرر أمضى نحو 8 سنوات في اعتقالاته التي تجاوزت الـ 12 اعتقالًا خاض فيها عدّة إضرابات عن الطعام رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه، وهو أب لتسعة أطفال والمعيل الوحيد لهم.
قرابين نيسانية
بقلم الفدائي الأسير: ناصر الشاويش
نيسان ليس شهرا عاديا في حياتنا كفلسطينيين انما هو شهر نسكب فيه أحمرنا القاني على اخضرار الربيع لتتلون السهول والجبال بشقائق النعمان . ففي العشرين من نيسان 1936 هب الشعب الفلسطيني في ثورته الفلسطينية الاولى ضد الانتداب البريطاني وكانت ثورة مفصلية في تكوين وعي الفلسطيني بهويته الوطنية . وفي الثامن من نيسان عام 1948 واجه الفلسطينيون ببسالة قوات الغزو الصهيوني بقيادة الشهيد القائد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل في القدس ،ثم قامن القوات الصهيونية في اليوم التالي أي التاسع من نيسان 1948 بعد معركة القسطل بارتكاب مجزرة دير ياسين التي اعدم فيها النساء والاطفال والشيوخ في الشوارع . وفي العاشر من نيسان 1973 اغتالت اجهزة الامن الصهيوني القادة الثلاث كمال ناصر ،كمال عدوان، ابو يوسف النجار . وفي السادس عشر من نيسان 1988 تسللت القوات الصهيونية الى العمق التونسي واغتالت الشهيد القائد خليل الوزير قائد ومهندس الانتفاضة الاولى .
وفي الثامن عشر من نيسان 1996 ارتكب الجيش الصهيوني مجزرة قانا ،وفي نيسان 2002كانت معركة مخيم جنين بقيادة الشهيد ابو جندل ولم تستطع القوات الصهيونية من اقتحام المخيم الا بعد ارتكابها لمجزرة يندى لها جبين البشرية . وفي السابع عشر من نيسان يُحيي شعبنا العظيم يوم الاسير الفلسطيني وفاءا منه الى اسراه البواسل الذي ضحوا باجمل زهرات شبابهم فداءا لله والوطن. وكأن هنالك صلة قرابة وقيذه ما بين شهر نيسان والشعب الفلسطيني ،ولا أظن أن هنالك غرابة في ذلك ما دام سيد الخلق والمجاهدين ورسول امنتا الأمين محمد عليه صلوات الله قد ولد في هذا الشهر العظيم وجعل من مسراه ومعراجه المقدس في هذه الأرض التي اصطفاها الله وشعبها بالجهاد والرباط للدفاع عن الأقصى والمسرى .ولا عجب أن يصبح لدينا شهر نيسان شهر الجهاد والرباط وان يمثل لنا كفلسطينيين صورة الفلسطيني العنيد والفدائي المجاهد الذي يقدم روحه ودماؤه فداءاً لله والوطن بل ويمثل ذلك الصمود الاسطوري لشعبنا في العديد من المحطات التاريخية والمعارك المصيرية ضد اعداء هذه الأرض المباركة ، ولذلك لابد من رسالة للغرباء الاعداء الذين لا يريدون ان يفهموا باننا سنبقى احراراً على هذه الأرض ولن نرفع الرايه البيضاء حتى تتحرر فلسطين من الماء الى الماء ، ورسالتي ألخصها في قصيدتي بعنوان قرابين نيسانية:
الجرح يا نيسان يتسع المدى
والشعب يقسم
لن يصافح أو يُسالم
والنكبة اتسعت بحجم الكون
والجرح العميق ،
يزيد في نيسان نزفاً دافقاً
والشعب حياً لم يزل
تَعلو به روح الفداء مقاوماً
متحدياً للغزو يمضي
لا يسلم بالوقائع والهزائم
يَغتالُ ،الكمالين ،النجار،في نيسان
ما ارتكبوا بقانا
مثلما ارتكبوا (بدير ياسين)
والمجازر
والجرائم
اغتالو الوزير، ليخمدوا جمر انتفاضتنا
وظل يصرخ في المدى صوت الوزير
مردداً.......
خلوا النشيد وفوهات بنادق الثوار
تقسم بالدّما
أن لا نصافح أو نساوم
ولتكملوا القسطل العربي درب (ابا الأمين)
كل شبر بالبلاد
دافعوا بالنار والبارود
عن طهر التراب (بأور سالم )
هدموا بنيسان المخيم بجنين
ولم يزل أهل المخيم صامدين
وقابضون على الجراح
ولم يزل نبض المخيم في عروق
الارض يهتف لن نساوم
ولم يزل شبل المخيم عازفاً
لحن الفداء وراء (جندلنا)
وما زال المخيم شوكةً في حلوقهم
حراً وقائم
فتحوا البلاد لنا سجوناً
كي نطئطئ للغزاة روؤسنا
وراح يحيى شعبنا يوم الأسير
بكل نيسان ليعلي صوتنا الماسور
في كل العوالم
يا ايها الأعداء لا تتوقعوا استسلامنا
إنا هنا ماضون في درب الكفاح
وطالعون مع الرصاص
مع الصباح لقمة النصر الأكيد
وطالعون من السلاسل والحديد
نردد اللحن المقاوم
لا والذي أسرى بمن أسرى بليل النور
والمعراج والمسرى وطوبوه لنا
أن لا اله سوى الذي إدخر الجهاد
الى الكرام بني الأكارم .
( نيسان 2023 - فلسطين المحتلة)