أشرف وزير الصناعة الصيدلانية، وسيم قويدري، اليوم، على لقاء للتقيم الذاتي للنظام المعمول به في مجال الأدوية واللقاحات،بمقر الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية، رفقة ممثل المنظمة العالمية للصحة  في الجزائر، فانويل هابيمانا.

نسرين بوزيان

 

ويأتي هذا اللقاء في سياق تفعيل مشاريع الشراكة بين وزارة الصناعة الصيدلانية ومنظمة العالمية للصحة.

 

وفي كلمته الافتتاحية، أكد الوزير قويدري أن عملية تقييم النظام التنظيمي تُعد مبادرة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرات الجزائر في مجال تنظيم الصناعة الصيدلانية، وترسيخ الشفافية والفعالية في الإجراءات، بما يضمن توفير أدوية آمنة وفعالة وعالية الجودة للمواطنين.
وأضاف أن هذا المشروع يحظى بأولوية قصوى، ويهدف إلى إرساء دعائم نظام تنظيمي معترف به دوليًا، من شأنه أن يعزز الإنتاج المحلي المبتكر، ويُمكّن الجزائر من تصدير منتجات صيدلانية تنافسية تفي بالمعايير الدولية، في إطار تجسيد السياسة الرشيدة والتوجيهات السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى تحقيق إقلاع اقتصادي صيدلاني.
وثمّن الوزير الإنجازات المحققة في القطاع، معبّرًا عن دعم وزارته المتواصل لمواصلة العمل وفق منهجية ترتكز على التنسيق المستمر، والتطوير المتواصل، وتبادل الخبرات، بهدف تحديد مكامن القوة ومعالجة جوانب النقص، واقتراح حلول عملية لبلوغ “المستوى الثالث من النضج التنظيمي” في شهر سبتمبر المقبل، وفق ما تم تسطيره من قبل السلطات العليا للبلاد.

من جهته ، أكد ممثل المنظمة العالمية للصحة ،فانويل هابيمانا، أن التميز التنظيمي هو مفتاح الثقة بالنسبة للمريض والأسواق الصيدلانية، سواء في الجزائر أو إفريقيا أو على المستوى الدولي. وأشار إلى أن المنتجات الجزائرية مصنفة وفقًا للمعايير المعتمدة لدى المنظمة و المؤسسات الصحية الأخرى.
وأوضح هابيمانا أن المستوى الذي بلغته الصناعة الدوائية الجزائرية يعزّز الثقة الدولية ويفتح آفاقًا جديدة للتصدير، خاصة وأن الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية تعمل بشكل مُرضٍ وتتماشى مع القائمة المؤقتة المعترف بها من طرف المنظمة.

وكشف أن الجزائر تُعد من أبرز المنتجين  للأدوية في إفريقيا، حيث يوجد بها 200 مصنع من أصل 600 مصنع في القارة، وأن الجزائر تنتج حوالي 30% من احتياجاتها المحلية من الأدوية،كما أنه من بين 4500 دواء مسجّل في الجزائر، يُنتج 330  منها محليًا، أي تغطي بنسبة 75% من احتياجات السوق.

وأكد أن المنظمة العالمية  للصحة على استعداد دائم لمرافقة الجزائر في تطوير نظامها الإنتاجي، من خلال تقديم الدعم المالي والتقني، وتعزيز القدرات التسويقية.

 

 

بدوره أكد المدير العام  للوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية، شريف دليح، أن مشروع تقييم المنتجات الصيدلانية واللقاحات يهدف إلى بلوغ المستوى الثالث من النضج التنظيمي، معتبرًا أن هذا اللقاء يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز التعاون مع المنظمة  العالمية للصحة، وتكريس الجهود الرامية إلى ضمان السلامة  و الفعالية والجودة.
وأكد دليح أن الهدف هو التقييم الذاتي الشامل للنظام التنظيمي المعتمد، من أجل تحديد نقاط القوة والمجالات التي تحتاج إلى تطوير، بما يتماشى مع المعايير العالمية، مشددًا على أهمية هذا المشروع الوطني واستراتيجية الشراكة لتحقيق نتائج ملموسة في أقرب الآجال.

 

وفي تصريح صحفي على هامش اللقاء، أكد وزير الصناعة الصيدلانية ، وسيم قويدري أن الجزائر بصدد تقييم شامل للنظام الوطني لمراقبة الأدوية واللقاحات بالتعاون مع المنظمة العالمية للصحة، تحضيرًا لجولة تقييم جديدة في شهر سبتمبر المقبل، تهدف إلى بلوغ المستوى الثالث من النضج التنظيمي.

وأوضح أن ذلك سيعزز فرص تسجيل الأدوية الجزائرية في الأسواق الدولية، ويؤكد جودتها العالية وفعاليتها وفقًا معايير السلامة العالمية .

من جانبه، قال ممثل منظمة العالمية للصحة بالجزائر، فانويل هابيمانا، أن  الهدف من هذا اللقاء هو وضع خارطة طريق واضحة لتحقيق هذا التقدم النوعي، والوصول بالنظام التنظيمي للأدوية إلى مستوى النضج الثالث في المستقبل القريب.

كما قام  الوزير و الوفد المرافق له بزيارة المخبر المركزي للوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية ، و تلقى شروحات حول نشاط المخبر و مختلف الأعمال التي يقوم بها اعوان المخبر .