9

0

كواش لبركة نيوز : فاجعة وادي الحراش تؤكد ضرورة فرض رقابة تقنية صارمة على الحافلات بشكل يومي

يعد حادث سقوط حافلة نقل المسافرين في وادي الحراش بالعاصمة، الذي أودى بحياة عدد كبير من الأبرياء، نتيجة مباشرة لنظام نقل حضري سائقوه يفتقرون إلى التكوين والمراقبة.


نسرين بوزيان 

مما يجعل من الضروري أن آن الأوان لإعادة النظر في منظومة النقل العمومي ، وإعادة بنائها على أسس حديثة تضمن السلامة، من خلال قوانين صارمة تطبق فعليا لحماية أرواح المواطنين قبل فوات الأوان.

       

 

 

 

 

إرهاب مروري

في هذا السياق، وصف الخبير الدولي في السلامة المرورية، امحمد كواش، حادثة وادي الحراش بأنها واحدة من أبشع حوادث المرور التي شهدتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، نظرا لحجم الخسائر البشرية، وطبيعة الحادث المأساوية.

وأوضح  في حديثه ل " بركة نيوز " أن مثل هذه الكوارث تصنف من أخطر أنواع الحوادث المرورية، خصوصا عندما تسقط المركبات في أودية أو مسطحات مائية، ما يؤدي غالبا إلى ارتفاع عدد الضحايا وصعوبة عمليات الإنقاذ.
وأشار إلى أن هذه الحوادث ترقى إلى مستوى ما سماه "الإرهاب المروري"، حين تتحول الطرقات إلى مصادر خطر دائم تهدد حياة الأبرياء، وتحول منازل إلى مآتم جماعية، وتدمر بيوتا كاملة، نتيجة الإهمال واللامبالاة وغياب أدنى معايير السلامة.
ورغم أن التحقيق الرسمي في أسباب الحادث لا يزال جاريا، فقد تحدث الخبير عن عدد من العوامل التقنية والبشرية التي يرجح أن تكون وراء هذه الكارثة.

تقادم المركبة

أوضح كواش أن عمر الحافلة التشغيلي التي سقطت في الوادي يتجاوز 20 سنة، وهي مدة تشغيلية طويلة تجعل المركبة غير صالحة للنقل الحضري، نظرا لتهالك أنظمتها التقنية وافتقارها إلى الحد الأدنى من شروط السلامة. 
وأضاف أن أعطالا ميكانيكية محتملة مثل تعطل المكابح أو انفجار العجلات أثناء السير، قد تكون ساهمت بشكل مباشر في وقوع الحادث.
كما نبه إلى انتشار ظاهرة استعمال قطع غيار مقلدة أو مستعملة بدل الأصلية، ما يزيد من احتمال وقوع أعطال كارثية.

الحمولة الزائدة

أكد الخبير أن الحافلة كانت مخصصة لنقل 27 راكبًا فقط، لكنها كانت تقل 43 راكبًا، أغلبهم في وضعية وقوف.
وهذا يتسبب في اختلال توازن المركبة ويؤثر سلبًا على قدرتها على المناورة، خاصة على الطرقات المتدهورة أو المنحدرة، مثل الطريق الذي وقع فيه الحادث.

غياب التكوين المهني

كشف الخبير أن الشخص الذي كان يقود الحافلة ليس سائقا محترفا، بل عامل نظافة كان ينوب عن السائق الرسمي خلال العطل. 
وأكد أن هذا يعد خرقا خطيرا لإجراءات السلامة، لأن قيادة الحافلات تتطلب تكوينا خاصا وكفاءة مهنية ومعرفة تقنية بكيفية التعامل مع حالات الطوارئ.
ووفقًا لتصريحاته بعد الحادث، اعترف السائق بأنه يعمل في النظافة ويقود الحافلة فقط أيام العطل لـتنويع مصادر دخله، وهو ما يجعله غير مؤهل تماما لهذا النوع من المهام، ويضعه تحت طائلة المساءلة القانونية.
وأشار الخبير إلى أن هذا النوع من القيادة العشوائية يعكس فوضى كبيرة في تسيير قطاع النقل، ويفتح الباب أمام كوارث مشابهة ما لم يتم وضع حد لها.

غياب الرقابة المؤسسية

وتساءل كواش عن غياب الرقابة على مستوى مؤسسات النقل، لا سيما دور مسؤول الحظيرة، الذي يفترض أن يكون مشرفا مباشرا على من يقود الحافلات،
 وما إذا كانت المركبات قد خضعت للصيانة الدورية والمراقبة التقنية، مثلما هو معمول به في الدول الأخرى.

وفي هذا الصدد، دعا إلى تعيين مسؤول تقني مختص في كل حظيرة نقل، يكون مكلفًا بالمراقبة اليومية للحالة الميكانيكية لكل مركبة، وفحص الجوانب المتعلقة بالسلامة، كما هو معمول به في الدول المتقدمة.

التكوين المتخصص

واختتم كواش حديثه بالتأكيد على ضرورة إحداث إصلاح جذري في منظومة التكوين المهني للسائقين، لا سيما العاملين في النقل العمومي. 
وشدد على أن كل نوع من وسائل النقل له خصائصه ومتطلباته الخاصة، سواء تعلق الأمر بـ نقل الطلبة والتلاميذ ، نقل  المسافرين ، سيارات الإسعاف والطوارئ، نقل البضائع أو حتى نقل الحيوانات.
ولذلك، ينبغي أن يخضع كل سائق لتكوين متخصص يتلاءم مع نوعية المهام الموكلة إليه، وأن يمنح رخصة القيادة فقط بعد اجتياز اختبارات الكفاءة المهنية والتقنية، بما يضمن سلامته وسلامة الركاب.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services