أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، استعداد الحركة للدخول في جولة مفاوضات جديدة وجادة تهدف إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاتصالات مع الوسطاء الإقليميين والدوليين لا تزال مستمرة بهذا الصدد.

ماريا لعجال 

وجاءت تصريحات الحية خلال كلمة ألقاها بمناسبة عيد الأضحى المبارك، عبّر فيها عن موقف الحركة من المسارات التفاوضية الجارية، مشددًا على أن حماس تتعامل بـ"إيجابية ومرونة" مع كل المبادرات والمقترحات التي طُرحت لإنهاء العدوان المستمر على القطاع.

 حماس لم ترفض مقترح "ويتكوف"

وأوضح الحية أن حركة حماس لم ترفض المقترح الأخير الذي تقدم به المبعوث الأمريكي "ويتكوف"، بل قدمت عليه بعض الملاحظات والتحسينات لضمان إنهاء الحرب بشكل فعلي ومنع تكرار العدوان، مؤكدًا أن الحركة تسعى إلى تحقيق وقف شامل للنزاع، مع ضمانات بعدم عودة الاحتلال للقتل والاجتياح وفرض النزوح، إضافة إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل كريم ومنتظم.

 مرونة في التفاوض وتسليم الحكومة

وأعلن الحية استعداد حماس لتسليم إدارة قطاع غزة لأي جسم فلسطيني وطني مهني يتم التوافق عليه، في خطوة تعكس رغبة الحركة في إنهاء حالة الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني.

كما أشار إلى أن حماس خاضت عدة جولات من المفاوضات المكثفة وقدمت خلال الأشهر الماضية مبادرات مرنة، منها الموافقة على مقترح وسطاء في مارس الماضي يتضمن الإفراج عن خمسة من الأسرى والدخول في المرحلة الثانية من اتفاق 17 يناير، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي رفض ذلك العرض، على حد قوله.

وأضاف أن الحركة طرحت بعد ذلك مبادرة شاملة تقضي بالإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة مقابل وقف الحرب نهائيًا، لكن الاحتلال رفض هذه المبادرة أيضًا.

وفي إطار سعيها لإظهار الجدية والمرونة، أعلنت الحركة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي "عيدان ألكسندر"، كما وافقت قبل أسبوعين على مقترح أمريكي جديد، غير أن إسرائيل رفضته أيضًا وتراجع الوسيط الأمريكي عن طرحه.

 انتقادات للمجتمع الدولي

وانتقد الحية ما وصفه بـ"صمت المجتمع الدولي"، قائلاً إن الاكتفاء بـ"البيانات والتصريحات" لم يعد كافيًا ولا يُجدي نفعًا أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال. ووجّه انتقادات مباشرة إلى الولايات المتحدة بسبب استخدامها حق النقض (الفيتو) مؤخرًا في مجلس الأمن ضد قرار يهدف إلى كسر الحصار عن غزة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة.

وأضاف: "الاحتلال ما كان ليستمر في مجازره لولا استمرار الدعم العسكري والسياسي الذي يتلقاه من قوى دولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى المجازر الأخيرة التي وقعت بحق المدنيين في مدينة رفح.

إشادة بداعمي غزة

وفي ختام كلمته، وجّه الحية تحية لكل من ساند غزة في معركتها، مشيدًا على وجه الخصوص بالمقاتلين الحوثيين في اليمن الذين "لا يزالون يوجّهون صواريخهم ضد الاحتلال رغم الاستهداف الإسرائيلي المتواصل لهم"، بحسب وصفه.