395
0
قاهر السجان وفارس الكلمة والميدان ... الأسير القائد مروان البرغوثي

بقلم: جلال محمد حسين نشوان
أبطالنا، الأسيرات والأسرى، عمالقة الصبر، وتيجان رؤوسنا، ملأوا الدنيا وشغلوا العالم، وكل منهم يتميز بشخصيته وأقواله وأفعاله، ثاروا على المحتلين الصهاينة الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار، تحركوا في فضاءات أوطانهم، وظهروا على المسرح العالمي، وكلهم أثاروا الإعجاب و اتسموا. بالشجاعة، تمسكوا بالأخلاق في العمل النضالي والسياسي، لقاؤنا اليوم مع الأسد في عرينه ، مع القائد الكبير الأسير مروان البرغوثي، حمل الأسير القائد مروان البرغوثي هموم شعبه الفلسطيني وكانت تهتز مشاعره وأحاسيسه لدى رؤية ما يلحق بشعبه من دمار وتنكيل وظلم وجور على يد العصابات الصهيونية المحتلة لوطنه فلسطين. في 1959 استقبلت الدنيا مروان، في بلدة كوبر في شمال غرب محافظة رام الله والبيرة، وتعرض للاعتقال لأول مرة عام 1976، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله للمرة الثانية عام 1978، وللمرة الثالثة عام 1983. كان شبلاً صغيراً ، وكانت مميزات القيادة ظاهرة على شخصيته الشجاعة حيث كان يقارع المحتل في كل الأماكن في محافظات الضفة، وتمضي الأيام ، والتحق مروان بحركة الشبيبة الفتحاوية وكان لها نشاطه السياسي والفكري والرياضي والذي تشجع من خلالها لحضور جلسات الثوار الأبطال ، حتى غدا شاباً مناضلاً له حضوره بين الثوار ، حيث تتلذذ على يد الثوار و منهم من لا يزال في داخل السجون الصهيونية ومنهم من استشهد، ولأن الشاب مروان البرغوثي كان يمتاز بالجرأة العالية والحس الوطني العميق والأخلاق الرفيعة، حيث كان يتربص لجنود الإحتلال وآلياتهم لرشقهم بالحجارة. اعتقل مروان وهو في ريعان شبابه، وبعد الإفراج عنه عام 1983 التحق بجامعة بيرزيت، وانتخب رئيسا لمجلس الطلبة لمدة ثلاث سنوات متتالية، وعمل على تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية، إلى أن أعاد الاحتلال اعتقاله مجددا عام 1984 لفترة قصيرة، وتلاها اعتقال عام 1985، استمر لمدة 50 يوما، تعرض خلالها لتحقيق قاسٍ، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية واعتقل إداريا في العام ذاته. وفي عام 1986، بدأ الاحتلال بمطاردته، اعتقل وأبعد، وعمل في هذه المرحلة مع الشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد، انتخب عضوا في المجلس الثوري لحركة "فتح" في المؤتمر العام الخامس 1989، ثم عاد إلى الوطن في نيسان/ أبريل عام 1994، وانتخب نائبا للشهيد القائد فيصل الحسيني، وأمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، كما انتخب عام 1996 عضوا في المجلس التشريعي عن حركة فتح، وكان أصغرهم سناً، وفاز بعضوية اللجنة المركزية في المؤتمرين الأخيرين لحركة فتح ( السادس والسابع ). كما وجدد انتخابه؛ وهو داخل السجن، عضوا في المجلس التشريعي عام2006، ويُعتبر اول واقدم النواب المعتقلين في سجون الاحتلال، ويقبع الان في القسم الجديد وبظروف صعبة، كان وما زال صخرة من التحدي صامدة قوية ترفض التنازل أو التخاذل وبمعنويات محلقة في السماء يقضي هذا القائد الثائر محكوميته بالمؤبد خلف قضبان الصهاينة راعياً لفكر الثورة والثوار ومحاضراً بارعاً فيه ومعلما وملقنا للشباب المعتقلين في السجون، محطات مسيرته، إلى ان "مروان" وحول ظروف اعتقاله، ذكرت هيئة شؤون الأسرى : انه وفي تاريخ 15 نيسان/ أبريل عام 2002، وبعد مطاردة طويلة وشاقة اعتقلته قوات الاحتلال من حي الارسال في رام الله، وتم الحكم عليه بأحكام ظالمة، القائد مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي، و اليوم يكمل عامه الـ(21) في سجون الاحتلال الصهيوني الارهابي النازي الفاشي، ويبدأ غدا في العام 22، وقالت الهيئة أنه وبالرغم من هذه السنوات الطويلة التي قضاها الأسير القائد مروان البرغوثي خلف القضبان، إلا انه لا زال وسيبقى صلبا ثابتاً متحدياً السجان، مؤمناً أن الحرية قادمة لا محالة، وأن الاحتلال الى زوال و لن يدوم طويلاً، وأن الشعب الفلسطيني سيحقق أمنياته بالحرية والاستقلال في قادم الايام. وأضافت الهيئة الى أن الأسير القائد مروان البرغوثي يكمل نضاله من داخل أسره، رغم القيود والقمع واجراءات السجن المشددة، فحوّل السجون إلى جامعات ومعاهد حقيقية تخرج أفواج الأسرى الأبطال المتحدين للبعد القسري والحرمان، ويشرف على العملية التعليمية والاكاديمية ويتابع طلابه الأسرى المناضلين، بكل ما يملك من قوة وعزيمة واصرار، مسجلاً نجاحات عديدة، فك الله قيده، وقيد كل أسيراتنا، وأسرانا
الفرحة قادمة بإذن الله وإن أجلتها الأيام
ذكرى أول شهداء الحركة الأسيرة، الشهيد عبد القادر أبو الفحم
(بدون الشهداء والأسرى... الرواية منقوصة)
11-5-1970م
بقلم الأسير: ياسر أبو بكر
وشعر الأسير: وائل أبو شخدم الحسيني
في العام 1969 أنشأت حكومة الاحتلال سجن عسقلان ليكون مكاناً يتمّ فيه تأديب أسرى المقاومة الفلسطينية -على حدّ تعبيرهم- وانتهجت من أجل ذلك سياسة القمع والإرهاب والضرب بالهراوات وإجبار الأسرى على إجراءات غاية في الإذلال، ضيّقت عليهم بشكل جعل حياتهم في السجن قاسية ومريرة. وفي 5 أيار عام 1970 انفجرت الإرادة الإنسانية الثائرة في هذا السجن لتعلن انتفاضة الأسرى على قرارات حكومة الاحتلال وإدارة سجونها، رفضاً لسياسات التنكيل والتعذيب بحقهم. قاد هذه الانتفاضة روّاد الحركة الوطنية الأسيرة الأوائل الأسير الشهيد البطل عبد القادر أبو الفحم، والأسير المحرر الشهيد البطل أبو علي شاهين، والأسير الشهيد البطل عمر القاسم، وقد قرروا خوض معركة الأمعاء الخاوية وتحطيم عنجهية وقرارات الاحتلال الظالم، وليبدأ أول إضراب جماعي عن الطعام للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال. وبرغم وضعه الصحي السيئ وإصابته بعدة رصاصات في إحدى عملياته العسكرية، رفض المناضل الأسير عبد القادر أبو الفحم إعفاؤه من المشاركة في الإضراب عن الطعام، وأصرّ على المشاركة رغم جراحه، وتقدّم الصفوف بإرادة صلبة. لجأت إدارة السجون وقتها إلى ممارسة أبشع أساليب القمع والتنكيل بهدف إنهاء إضراب الأسرى، والتأثير على عزيمة وصمود الأسرى التي كانت الطرف الأقوى في هذه المعركة. في 11-5-1970 تفاقم وضع أبو الفحم الصحي وقد تآمرت عليه عيادة السجن ومنعت عنه أي نوع من العلاج، وارتقى البطل أبو الفحم شهيداً، فاتحاً برحيله الشجاع باب التقدّم لجوع الأسرى الذين حملوا عهد الدم والوفاء للشهداء في قلوبهم نبراساً أضاء مسيرة النضال والكفاح والمقاومة لأجيال قادمة على درب تحرير الوطن.
وُلد الشهيد عبد القادر أبو الفحم في قرية بربر في فلسطين سنة 1929، وهاجر مع أسرته سنة 1948 إثر النكبة والتشريد، ليقيم لاجئاً في مخيم جباليا في قطاع غزة، تزوّج وأنجب فتحية وحاتم. في عام 1953 التحق بالقوات المصرية وحصل على عدّة دورات عسكرية، ولمّا بدأ تكوين جيش التحرير الفلسطيني كان "أبو حاتم" الضابط المسؤول عن مركز تدريب خانيونس، وخاض حربي 1956 و1967، حيث كان ضمن كتيبة الصاعقة التي قاتلت بشراسة، وفي إحدى معاركه سنة 1969 أُصيب وتم اعتقاله وحكمت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسجن المؤبّد. ويعتبر الشهيد الأسير عبد القادر أبو الفحم أوّل أسير فسلطيني يستشهد خلال الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال. تأتي هذه الذكرى لتُعيد تذكيرنا بأنّ الحساب مع الاحتلال لم يُغلق بعد، وأنّه يزداد كل يوم مع كل شهيد وأسير وجريح. إنّ معاناة الأسرى لم تتوقف عند مجرد تركهم في السجون سنين طويلة وصلت حدّ أنّ هناك في سجون الاحتلال يقبع أكثر من (400) أسير تجاوزت سنين اعتقالهم العشرين عاماً؟! فقد استشهد في هذه السجون ومنذ العام 1967 وحتى الآن (236) أسيراً، وهو الرقم القابل للارتفاع في كل لحظة، فالأسرى المرضى بأمراض مزمنة قاتلة وفتّاكة إنْ لم يتم علاجها بالشكل الصحيح وهو طبعاً ما يحصل في سجون الاحتلال بحجّة الإهمال الطبي، تجاوز عددهم الـ (600) أسيراً، ناهينك عن الجريمة التي تقشعرّ لها الأبدان وهي جريمة احتجاز جثامين الأسرى الشهداء واستمرار حبسهم في السجن خلف القضبان وهم جثث بلا حياة، وصل عددهم إلى (13) حتى اللحظة، زملاؤنا في الأسر حتى بعد أن فارقونا روحاً وبقوا في قلوبنا وعقولنا وما زالوا تحت القيد جسداً، وهم الشهداء الأسرى الأبطال:
1- أنيس دولة محتجز جثمانه منذ عام 1980
2 - كمال أبو وعر محتجز جثمانه منذ عام 2020
3 - عزيز عويسات محتجز جثمانه منذ عام 2018
4 - فارس بارود محتجز جثمانه منذ عام 2019
5-نصار طقاطقة محتجز جثمانه منذ عام 2019
6- بسام السايح محتجز جثمانه منذ عام 2019
7 - سعدي الغرابلي محتجز جثمانه منذ عام 2020
8 - سامي العمور محتجز جثمانه منذ عام 2021
9 - داود الزبيدي محتجز جثمانه منذ عام 2022
10- محمد ماهر تركمان محتجز جثمانه منذ عام 2022
11 - ناصر أبو حميد محتجز جثمانه منذ عام 2022
12 - وديع أبو رموز محتجز جثمانه منذ كانون الثاني 2023
13 - خضر عدنانمحتجز جثمانه منذ أيار 2023
أرسل لسجّاني حكاية عزّتي
حتّى السلام إذا بدأته آسفاً
لا تحسبنّ القيد كان مكبّلي
فالقيد سلسلة تزيّن معصمي
وإذا تظنّن السياط تذلّني
اجلد فبالأرواح لست تُنكّل
وإذا تسيل دماؤنا بسياطك
بحروف مجد والسلام بدايتي
إنّ السلام بديننا وبشيمتي
لا تحسبنّ السجن أوهن قوّتي
والسجن مدرسة تزيد مهابتي
فالضعف فيك وبالصمود إرادتي
فالروح لا تتكبّلن وثورتي
إنّ الدماء لتمنعنّ مذلّتي
نحن لا نستذكر الشهداء لنكرّمهم، فقد أكرمهم من كَرَمُهُ لا ينفد، الكريم الجبّار سبحانه في عالي سماه، وجعلهم فرحون بما أوتوه من فضل وهو ذو الفضل العظيم، وإنما نستذكرهم حتى لا ننسى أنّنا لا زلنا تحت احتلال غاشم حقير لا يرحم، احتلال كان ولا زال السبب وراء كلّ آلامنا وعذاباتنا وجروحنا التي لا تندمل، احتلال آن أوان رحيله عنّا، نحن نرفضه مقاومةً وشهداءً وأسرى وجرحى، والأرض ترفضه وتلفظه وتطرده لأنها أرض طاهرة يطهر من دفن فيها من الشهداء، فهذه الأرض تأبى أن يدنسها نجس، وهل هناك أنجس من الاحتلال أو أقذر؟! ثم أيّ قناع يستطيع اليوم أن يخفي خلفه قبح الاحتلال وبشاعة جرائمه ومجازره، ونجاسته؟! إننا نستذكر الشهداء حتى لا ننسى أنّ هذا العالم هو عالم متخاذل لا يُنصف مظلوماً، ولا يحمي ضحيّةً، بل يقف بكل وقاحة ليدعم الظالم على المظلوم والجاني على الضحية، ويجترح الكلمات المنمّقة في أروقة أممه المتحدة يختارها من بين آلاف الكلمات والمعاني من قاموس الدبلوماسية والديمقراطية الكاذبة، ليصدر تصريحاً خجولاً يُطالب فيه الطرفان القاتل والمقتول للعمل معاً لوقف التصعيد والعنف بينهما، وكأنّ مقاومة الضحية لمغتصبها ليست حقاً تكفله الأخلاق والأديان، قبل أيّ قوانين وضعية.ولكن أيّ أخلاق مع الاحتلال؟! الاحتلال لا أخلاق له والاحتلال لا دين له، والاحتلال يأتي في أعلى درجات الإرهاب والإجرام المُنظّم. هذا هو الاحتلال، إرهاب، ولا شيء غير ذلك، وكل من اختار الحياد أو النأي بالنفس عن مقاومته والسعي لإزالته نهائياً، هو بكل تأكيد شريك لهذا الاحتلال وأحد مجرمي حرب جيشه وجيش الساكتين عن الحق. إنّنا اليوم نستذكر شهيداً من آلاف شهداء فلسطين الأبطال، شهيد حلم بالحرية من سجنه فارتقى إلى العلا فيه قبل أن ينال حريته. إنّنا اليوم مُطالَبون أكثر من أي وقت مضى إلى التوقّف عن اعتبار الشهداء مجرد أعداد، لأنّ وراء كل شهيد ومثله الأسير ومثلهما الجريح حكاية ألم ووجع ليس أسرة أو عائلة، وإنما شعب بأكمله يتعرّض كل يوم للقتل والسلب والاضطهاد. ثمّ إنه لا يكفي أن نسرد الحكاية لحظة الاستشهاد ثم نصمت، فالصمت هنا جريمة. ولذلك تأتي هنا أهمية متابعة التحوّل والكارثة التي حلّت بأسرته وأهله، كما وتأتي أهمية استذكار هؤلاء الشهداء ولو كل عام لنعيد تذكيرنا بالكارثة والبطولة في فلسطين. ثم لا يجوز أن نستذكر شهيداً بعينه دون آخر مع كل عام وإحياء ذكراه ومناقبه دون غيره، فكم من شهيد قائد ارتقى معه شهداء آخرون كانوا معه، فيُذكَر هو والشهداء الآخرون يبقون في طيّ النسيان وعلى الهامش أحياءً وأمواتاً، هذا عيب وعار، كل شهداؤنا كباراً كانوا أم صغاراً، قادةً كانوا أم جنوداً هم واحدٌ في عُرفنا، وكلهم سالت دماؤهم لتروي ثرى هذا الوطن. إنّ الرواية الفلسطينية التي ندافع عنها وبدون أن يتوّجها الشهداء والأسرى، هي رواية منقوصة، وقابلة للنقض والدحض، فهؤلاء ودماؤهم وعذاباتهم هم الشاهد الحقيقي على مجازر الاحتلال، ولا إنسانية للاحتلال.
فسلطين تعشق كل الرجال
فجودوا بأنفسكم يا عظاما
وللمجد عانق بدون الرجوع
وإنّ للجنان تسابق جيل
فصبروا وصبراً سيولد طفل
فكُنْ واحداً أو تعيش القبور
سيكتب عنكم لكلّ الدهور
فما عاد غير الجبان الغرور
فجيلٌ يليه يُشيد القُصور
يدوس بنعلٍ طغاة العصور
الأسرى يعلنون الإضراب عن الطعام وليوم واحد
أعلنت لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، على أنّ يوم الإثنين، سيكون إضراب عن الطعام ليوم واحد كخطوة أولى من خطوات نضالية قادمة، وذلك في سياق نضال الأسرى المستمر. وأكّدت اللجنة في بيانها على أنّ هذه الخطوة الأولية، من أجل للمطالبة بالإفراج الفوري عن الأسير القائد وليد دقة، وإنهاء عزل كافة الأسرى الرفاق القائد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، والرفيقين عاهد أبو غلمي، ووليد حناتشة، وكذلك رفضًا لمجزرة الاعتقال الإداريّ بحق أبناء شعبنا، وللتأكيد على أن معركة الشهيد خضر عدنان جعلت الأسرى أكثر إصرارًا على حماية "سلاح الإضراب عن الطعام. وتابعت في بيانها، "إن جولة القتال الأخيرة التي بدأت انتصارًا للأسير الشهيد المضرب عن الطعام خضر عدنان جعلتنا أكثر إصرارًا على حماية هذا السلاح في مواجهة هذا السجان المتجبر "سلاح الإضراب عن الطعام"، وذلك عبر الإعداد الواسع للإضراب عن الطعام للأسرى الإداريين، للمطالبة بوقف هذا الهدر من أعمار أسرانا دون تهمة ودون محاكمة".وطالبت اللجنة، كافة أحرار العالم "أفرادًا ومؤسسات" باستخدام كافة أدوات الضغط والنضال لتحرير الأسير القائد وليد دقة قبل فوات الأوان، حتى لا يخسره الوطن، كما خسر الشهيد خضر عدنان وكافة شهداء الحركة الأسيرة وشهداء شعبنا. وفي نهاية البيان أكّدت مجددًا على أن انتصار المقاومة للأسرى يعبر عن التفاف شعبنا العظيم حول قضاياه الحية من مسراه إلى أسراه، وهذا يتطلب الاستمرار في العمل الفعال لتحرير الأسرى والمسرى.
"هولوكوست" بن غفير
بقلم : وليد الهودلي
لا فرق بين أن تأتي بالناس إلى أفران الغاز كما فعل بهم هتلر، وبين أن تأتي بالنار وتصبها على رؤوس الناس وتدخلها إلى أعماق بيوتهم الامنة، وهنا استذكر ما قاله ابراهام بن بورغ في كتابه:" لننتصر على هتلر"، حيث يعترف بأن هناك داخل كلّ اسرائيلي هتلر وهذا ما دفعهم لممارسة الظلم والطغيان على الشعب الفلسطيني، لقد تحوّلت الضحيّة إلى جلاد شرس وليتهم مارسوا دور الجلاد وهذا الاجرام اللعين على من فعلها بهم، لقد صبّوا جام أحقادهم والغضب الذي يغلي في صدورهم على الشعب الفلسطيتي الذي لا ناقة له فيها ولا جمل. بن غفير شخصية شديدة التطرف مسكونة بالحقد والهوس والمزايدة على غيره من جمهوره المتطرف وقد نجح في جر بقية العصابة المتطرفة أصلا إلى مربعه الأسود، فكان هذا العدوان الشرس الذي كان أغلب ضحيّته من الأطفال والنساء والناس الذين لا علاقة لهم بما أعلن من أهداف عدوانية، ثم يتبجّح ويعتبر ذلك إنجازا لحكومته، فأيّ صلف هذا وأية غطرسة؟ ولماذا تجدهم دوما يمثّلون دور الضحية ويثيرون ما فعلته بهم النازيّة فيما عرف بالهولوكوست أو المحرقة؟ ماذا يعتبرون ضرب شقّة سكنية بالصواريخ والتي من المعروف مسبقا أنها ستقتل أطفالا وستصيب أناسا في الشقق المجاورة وسترعب منطقة سكنية بأكملها، لماذا يصمت العالم الحرّ على هذا الهولوكوست المتنقّل الذي تفتتحه النيران القاتلة والحارقة في المكان الذي تسقط فيه صواريخهم؟ وهنا قد يسأل سائل وماذا عن صواريخكم؟ لنردّه الى السؤال من الضحية الاحتلال أو من يدافع عن نفسه من جرائم الاحتلال؟ وكيف تضع حدّا لجرائمهم ، هل ينفع ذلك الاسترحام واستدرار العطف العالمي الذي بدوره سيكبح جماحهم ويثنيهم عن ممارسة هذه الجريمة المفتوحة؟ أم هل سنراهن على أخلاق الاحتلال وأنه من الممكن أن يتحوّل في يوم من الأيام الى احتلال محترم؟! لقد جُرّب كل هذا ولم يجد نفعا، لم يستجب لعشرات القرارات التي أصدرها مجلس الامن وهيئة الأمم، ضرب بها بعرض الحائط، أتته فرصة ذهبية: "اتفاقية أوسلو" التي منحته 78% من البلاد وتركت للفلسطينيين البقية، ألا أنه استمرّ في اشباعها استيطانا وعدوانا وبقي موغلا في ممارسة جرائمه بكلّ صنوف الاجرام: قتلا واعتقالا واعتداء على كل تفاصيل الحياة الفلسطينية. لقد حوّل هذه الحياة الى جحيم واستمرّ في العربدة وممارسة غطرسة القوّة، ثمّ ليعتلي سدّة الحكم عندهم بين الحين والأخر من هو أشدّ جنونا وتطرفا مثل هذا البن غفير فيجرّهم الى المربع الأكثر فسادا وجريمة،.. لقد أثبت أن الشعب الذي يدخل في خياراته مثل هذه الشخصيات هو شعب يزداد مع الزمن حقدا وكراهية وقدرة عالية على ممارسة العدوان بكلّ أشكاله. فمشكلتنا ليست مع أفراد تسلّلوا للحكم وإنما مع هذه الزمرة البشرية التي رضيت لنفسها هذا الدرك الأسفل في عالم الجريمة السفلي والأسود. ومع هذا فلم تجر الرياح بما تشتهيه سفنهم ليحكموا شعبا مهزوما مستسلما مسكونا بالخوف والذلّة والمسكنة، بل كان لهم أن هذا الشعب الفلسطيني قد ضربت عليه العزّة والكرامة والشعور العالي بالسيادة ورفض الذلّ والمهانة، فكانت هذه المقاومة الباسلة التي نجحت في صناعة معادلة الرعب والالم المتبادل وصراع الادمغة، ونجحت في هذا بامكانياتها المتواضعة جدا في واقع محاصر. ،، كيف خرج لهم من ينجح في لجم عدوانهم وإدخالهم في حسابات عسيرة أمام أي عدوان يفكّرون به، وإن مارسوه جرّ عليهم وبال جريمته مما يدفعه لاعادة حسابه فورا. لقد اكتشف الشعب الفلسطيني أنه لن ينفعه أحد ولا رأي عام عالمي ولا عواطف الجماهير العربية وأحرار العالم ( رغم أهميّة هذا الامر)،، لن ينفعه سوى أن يشمّر عن ذراعه ويدخل صراع الادمغة بكل ما أوتي من قوّة، وقد نجحت مقاومة الشعب الفلسطيني في هذا أيما نجاح، لقد شكّلت القوّة الرادعة التي يحسب لها الاحتلال ألف حساب، وشكّلت توازنا قويّا مع هذا الاحتلال. وهذا ما نراه مع كلّ حرب يحاول فيه هذا الاحتلال فرض هيمنته وإرادته فيفشل فشلا ذريعا بفضل الله ثم بما نجحت فيه مقاومتنا من قدرة عالية على لجم تطرفه النكد ومنعه من الوصول الى أهدافه.