385

0

هنا .. لنا ماض .. وحاضر .. ومستقبل

 

 

بقلم : جلال محمد حسين نشوان

 

الأرض لنا، والقدس لنا،  وفلسطين من بحرها إلى نهرها لنا، وعلى المحتلين الغزاة الصهاينة الرحيل والعودة من حيث أتوا، لم يكتفِ المحتل الصهيوني الارهابي النازي الفاشي  من الممارسات غير الأخلاقية تجاه الأرض والشعب الفلسطيني بل يتمادى علناً ضد البشر والحجر والشجر  فلسطين، حيث تشهد فلسطين كل يوم  جرائم يندى لها جبين الإنسانية و تزايداً في عدد الشهداء المعتقلين  وما يتعرضون له من العديد من أساليب التعذيب والقمع في سجون الموت الصهيونية، وما أن يحل المساء  يسدل الليل ستاره، وتغيب  العيون ، و تتوسد الناس  نومها، تشن قوات الاحتلال  حملات  اعتقالات واسعة تطال الشباب في أنحاء مختلفة من محافظات الوطن

ودائما وفي  محافظة القدس تشن قوات الاحتلال حملات مسعورة  لضمان حماية قطعان المستوطنين واقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، الشارع الفلسطيني يشهد أساليب عدوانية متعددة تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد كل أبناء شعبنا وخاصة الأطفال ، واتخذت هذه الأساليب أشكالاً مختلفة كالقتل المتعمد والحرمان من التعليم بإغلاق المدارس لمدد طويلة، واتخاذ المدارس والمؤسسات التعليمية كثكنات عسكرية ومحو صفتها كمدرسة، إلى جانب ترويع الأطفال باستخدام صفارات الخطر بشكل مستمر وحرمانهم من الراحة النفسية والنوم بسلام. وما يزيد من المعاناة النفسية لهؤلاء الأبرياء هو ضرب عناصر الاحتلال لآبائهم وأمهاتهم أمام أعينهم، وضرب الأطفال أقرانهم بعنف، الشيء الذي أدى في أغلب الأحيان إلى حالات من الخرس وفقدان الوعي. كما أن سياسة الضرب المبرح التي يتعرض لها الأطفال وكذلك الاعتقال والقتل ومداهمة المنازل ليلاً ساهمت بشكل كبير في تنامي عنصر التمرد لدى الأطفال، حيث تتولد لديهم ردة فعل عنيفة وتندثر فيهم براءة الطفولة. وهنا  نستذكر مقولة العجوز الشمطاء غولدا مائير رئيسة الحكومة الصهيونية الأسبق التوالد الفلسطيني  (ان اكثر ما يؤرقني هو عندما تلد امرأة فلسطينية مولوداً جديداً فأشعر أن جزءاً من الحلم الصهيوني ينهار مع ازدياد التوالد الفلسطيني) الشيء الذي أدى إلى تركيز الصهاينة على قتل الأطفال وإجهاض النساء الفلسطينيات. كل هذه الظروف انعكست سلباً على سلوك ونفسية الطفل الفلسطيني تمثلت في تولد مشاعر مختلفة منها التوتر الصراخ والبكاء وفقدان الشهية والكوابيس أثناء النوم مع قلة وصعوبة النوم اضافة إلى الخوف من الظلام ومن الأصوات العالية، هؤلاء الأطفال أصابتهم عدوى الغضب والحزن وعدم الشعور بالأمان وتفجرت لديهم الرغبة في الانتقام، فلم يجد هؤلاء الأطفال غير الحجارة سلاحاً تستطيع اكفهم الصغيرة حمله ومواجهة دبابات العدو الصهيوني وبنادقه وآلياته الحربية، فالطفل الفلسطيني الذي اتخذ من الحجارة سلاحاً له، نذر نفسه بأن يكون مشروع شهيد، فأصبحت قائمة شهداء الانتفاضة من أطفال فلسطين تتطاول وتتزاحم فيها الأسماء. هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين تؤكد دائما أن مجمل عدد الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال قرابة 700 طفل خلال سنة 2014 منهم 45 طفلاً معتقلاً في سجن «عوفر» الواقع قرب رام الله بالضفة المحتلة، والباقي يتوزعون على سجني عتصيون وهشارون. أما فيما يتعلق بلوائح الاتهام التي قدمت في العام 2013، تشير المعطيات أنه تم توجيهها لـ 49 طفلاً فقط (طفل واحد منهم عمره بين 12-13 عاماً)، أي ما نسبته 28.3% فقط من مجمل الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال. أما عن العدوان الهمجي لقطعان المستوطنين الإرهابيين النازيين المدججين بالسلاح ففي كل يوم يقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس، بتأمين وحماية شرطة الاحتلال الصهيوني، ويتخلله اعتقال الفتيات والشبان  من باحات المسجد الأقصى المبارك

وتعدي قوات الاحتلال  على المصلين المتواجدين في باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس، علمًا أن المعتكفين كانوا يتواجدون داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى، لصدّ أي استفزازات واعتداءات مرتقبة للمستوطنين، على خلفية محاولات منظمات الهيكل المزعوم، إدخال قرابين الفصح  لباحات المسجد وتنوي منظمات الهيكل تنظيم اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى في الأيام القادمة في عيد الفصح  العبري والأعياد الأخرى، وفي سياق دعم خطوة الاقتحامات، نشرت منظمة عائدون لجبل الهيكل  إعلانًا عن جائزة مالية لمن ينجح بإدخال قرابين  إلى المسجد الأقصى، وبحسب الإعلان، ستمنح المنظمات 20 ألف شيكل ( عملة صهيونية ) لمن يتمكن من إدخال خروف كقربان،  إنّ  ما جرى في حوارة بمحافظة نابلس امتداداً  لسلسلة الإجرام الصهيوني في محافظات: نابلس، وجنين، والقدس، وأريحا. فالمستوطنون أداة تنفيذية لجرائم الاحتلال بحماية قوات الاحتلال .

 

السادة الأفاضل:

 

لا نصدق للوهلة الأولى أن مايحدث من جرائم  وكأننا نعيش وحشية الغاب ،  لكن الأمر كذلك، هي صور تعكس الواقع اليومي الأليم الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني، العالم كله عاش الحادثة التي وقعت قبل نحو شهرين قرب الخليل، حيث وجه الجنود كلبهم لمهاجمة الفتى مستقوين بالصراخ عليه  وكأنه يشاهد فيلماً ممتعاً. وإمعاناً في إظهار العنصرية الصهيونية يتباهى الناشط اليميني المتطرف ميخائيل بن آري  معلقاً على ماحدث  (لقد علّم جنود الجيش  هذا المخرب الصغير درساً)  انشروا الفيلم ليتعلم كل مخرب أنه إذا خطط للمساس بجنودنا سيدفع الثمن !!!!! ضابط في الجيش الصهيوني دافع عن استخدام الكلاب بعذر أقبح من ذنب، حيث قال : إن اعتبارات استخدام الجنود للكلاب صائبة، لأنهم إذا لم يستخدموا الكلاب فربما يستخدمون الرصاص المطاطي. هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها جنود الاحتلال الكلاب للاعتداء على مواطنين من أبناء شعبنا،  أن تلك الجرائم ما كان لها أن تستمر على هذا النحو المروع لولا غياب المساءلة الدولية للجناة وشعورهم بالإفلات من العقاب. فلسطين لنا، ولنا فيها ماض، وحاضر، ومستقبل، وعلى المحتلين الغزاة الصهاينة الرحيل.

 

 

 


 

العيد في حياة عائلة الزبيدي .. عنوان للألم والأمل

 

تقرير: علي سمودي-جنين-القدس

 

بين القبور وسجون الاحتلال، تقضي عائلة الزبيدي في مخيم جنين، أيام عيد الفطر السعيد في ظل استهداف الاحتلال لكوكبة من أبنائها، الذين لم يسلموا من الملاحقة على مدار الساعة. وربما يكون عيد الفطر الحالي الأصعب والأقسى والأكثر ألماً، كما يصفه المحرر جمال الزبيدي، الذي أشار إلى أن هذا العيد الأول بعد اغتيال داود محمد الزبيدي، واستشهاد نعيم جمال الزبيدي، واعتقال الشقيقين يحيى وجبريل الزبيدي، يضاف إليهم سلسلة من الشهداء من أفراد العائلة وبني العمومة. طوال أيام رمضان، تكررت صور الألم في حياة العائلة على موائد الافطار والسحور في غياب الأحبة، ولن تختلف الصور كما يقول المحرر جمال "في العيد تتفتح جراحنا التي لن تندمل، فمنذ بداية الاحتلال، لم يسلم أحد من عائلتنا من الاستهداف والقمع"، مشيرًا إلى أنه تعرض هو الآخر للاعتقال مرات عديدة، وقضى خلف القضبان أربعة سنوات، عاش خلالها ظروف السجون الصعبة وأثارها على الأسير وأسرته. ويقول: "شقيقي محمد كان من أوائل المناضلين والمعتقلين وضحايا الإهمال الطبي، فاستشهد بعد تحرره بسبب المرض، ومرت السنوات، وأصبح أبناءه مناضلين، عاشوا تجربة المطاردة والإصابة والأسر، وهم عبدالرحمن، ويحيى، وزكريا،  وداود، وجبريل الذين تحرروا بعد رحلة معاناة وصمود"، مشيرًا إلى أن عائلته قدمت العديد من الشهداء.

 

أسيراً ومطاردًا وشهيداً ..

 

يعتبر نعيم، الثالث في أسرة المحرر جمال الزبيدي المكونة من 7 أفراد، وقد أنجبته والدته خلال اعتقال والده في سجن جنيد، ويقول الزبيدي: "نغص الاحتلال علينا فرحتنا بولادة نعيم، حيث كنت رهن الاعتقال الإداري، وعندما اعتقل نعيم بعدما كبر وتزوج كانت زوجته حامل في الشهر الثالث، وكوالدها أبصرت طفلته إيلياء النور وهو في سجون الاحتلال، وتبلغ حالياً من العمر 8 أشهر ولم يراها والدها خلال أسره".ويشير الزبيدي إلى أن نجله نعيم عاش تجربة الأسر عدة مرات، بدأت عام 2015 وقضى خلالها ثلاثة أشهر، وتكررت اعتقالاته خلال أعوام 2018، و2019، ويقول: "قضى 4 شهور وتحرر واستعاد حياته الطبيعية، وتزوج وأسس أسرة خلال شهر آذار عام 2020، لكن الاحتلال كان له بالمرصاد، اقتحم منزله فجر في العشرين من تموز 2020، وبعد تحطيم محتوياته وتدمير الأثاث اعتدى الجنود بالضرب عليه وعلى شقيقه أنطون، واعتقلوهما ونقلوهما لحاجز الجلمة وبعد ساعة أفرج عن انطون الذي نقل بسيارة اسعاف للمشفى من أثار الضرب، ونقلوا نعيم لأقبية التحقيق ونغصوا فرحة زوجته الحامل بجنينه الأول، ولم يهنأ بزفافه وحرمه الاحتلال هذه الفرحة التي لم تكمل لدى العائلة جميعها".يوضح المحرر الزبيدي، أن نعيم عانى في اعتقاله الكثير بسبب التحقيق والتعذيب ثم الحكم، وبعد تحرره في 10-6-2022، عاد لحياته الطبيعية، حتى استهدفه الاحتلال مرة أخرى، واستشهد فجر 1-12-2022، خلال اشتباك مسلح مع الوحدات الخاصة على مشارف المخيم، كما استشهد رفيقه محمد السعدي في نفس العملية العسكرية، وبتاريخ 28-2-2023 أنجبت زوجة نعيم طفلتهما الثانية، والتي حملت اسم والدته سناء بعد وصيته.

 

الشهيد داود الزبيدي

 

قبل استشهاد نعيم، ارتقى ابن عمه المقاوم داوود الزبيدي مؤسس وقائد لواء الشهداء في كتائب شهداء الأقصى بتاريخ 15-5-2022، في أحد المستشفيات الاسرائيلية بعد يومين من اصابته برصاص الاحتلال خلال عدوانه على مخيم جنين، وهو أسير محرر قضى 12 عاماً باعتقالات مختلفة، كما أنه زوج شقيقته (الشهيد نعيم)، والذي شكل اغتياله خلال علاجه في المشافي الاسرائيلية صدمة كبيرة لعائلته التي اتهمت الاحتلال بتصفيته واعدامه بشكل متعمد، خاصة في ظل احتجاز جثمانه حتى اليوم. وسرد الزبيدي العديد من حالات الاعتقال التي طالت أبنائه خاصة بالاعتقال الإداري، مشيرًا إلى خوضهم معركة الأمعاء الخاوية سابقًا. ويقول والده "لطالما تمنينا كعائلة أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي واجتماع شملنا جميعاً دون منغصات الاحتلال، فلا تكاد تمر فترة أو سنة، دون استهداف واعتقال، وفي بعض السنوات غيب الاحتلال ثلاثة من أبنائي في سجونه الظالمة".

 

 


 

19 أسيراً عربياً في سجون الاحتلال

 

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم السبت، إن نحو  (19) أسيراً عربياً لا يزال يقبع في سجون الاحتلال، وأن جميع هؤلاء هم أردنيون، بعضهم يحمل الجنسية الأردنية، والبعض الآخر من أصول فلسطينية ولديهم أرقاما وطنية أردنية. وأوضحت الهيئة في بيان لها، بأن من بين الأسرى الأردنيين (9) أسرى يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد (مدى الحياة) لمرة واحدة أو لعدة مرات، و(5) أسرى يقضون أحكامًا تتراوح ما بين 20-36 عامًا، و(3) أسرى آخرين يقضون أحكاما تتراوح ما بين 10 وأقل من  20سنة، إضافة إلى أسير آخر يقضي حكما بالسجن لمدة 5 سنوات، بالإضافة إلى معتقل إداري، وأن من بين هؤلاء الأسرى من هم معتقلين منذ أكثر من 20عاماً على التوالي. وبينت أن هؤلاء الأسرى الأردنيين، يتوزعون على عدة سجون للاحتلال الإسرائيلي، وهي: "ريمون" و"نفحة"، و"ايشل"، و"جلبوع"، و"النقب"، و"ايشل"، و"عوفر" و"مجدو".وذكرت الهيئة أنهم يتلقون ذات المعاملة القاسية ويتعرضون لذات الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، وان إدارة السجون لم تميز يوماً في تعاملها وقمعها بين أسير فلسطيني وآخر عربي، ولربما معاناة الأسرى العرب تفوق معاناة الأسرى الفلسطينيين بسبب حرمان الغالبية العظمى منهم من الزيارات العائلية.

ودعت الهيئة كافة المؤسسات المعنية ووسائل الاعلام المختلفة الى منحهم مزيدا من الاهتمام وتسليط الضوء على قضيتهم ومعاناتهم المتفاقمة، والسعي الدائم لضمان حريتهم وحرية كافة الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

 

 


 

الأسير عدنان يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ77

 

يواصل الأسير خضر عدنان (44 عامًا) من بلدة عرابة جنوب جنين، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ77على التوالي، رفضا لاعتقاله. وحذر نادي الأسير من استشهاد الأسير عدنان، المحتجز في "عيادة سجن الرملة" ويواجه وضعا صحيا بالغ الخطورة.

وقال، في بيانٍ له، إنّ الأسير عدنان وصل إلى مرحلة في غاية الخطورة، وهو معرض للاستشهاد في أي لحظة، خاصة أن سلطات الاحتلال، وحتى اليوم، ترفض التعاطي مع مطلبه، وهو يرفض أخذ المدعمات، وإجراء الفحوص الطبيّة. وكان الأسير عدنان قد أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام منذ لحظة اعتقاله في الخامس من شهر شباط/فبراير الماضي، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منزله في عرابة، وعاثت فيه خرابا قبل أن تعتقله.

 

 

 


 

في حضرة يوم الأسير العربي 22نيسان

 

 *بقلم : عبد الناصر عوني فروانة

 

لم تكن القضية الفلسطينية في يومٍ من الأيام، قضية تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية العرب وشعوبها الحية، لذا شارك العرب ذكورا واناثا ومن مختلف الجنسيات العربية إخوانهم الفلسطينيين في مقاومة المحتل الإسرائيلي، ولأجلها ودفاعاً عنها قدّم العرب آلاف الشهداء والأسرى، إذ لم تخلُ دولة عربية من المشاركة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فيما السجون الإسرائيلية كانت تضم دوما أسرى عرب، فكان هناك أسرى مصريون ولبنانيون وأردنيون وسوريون وعراقيون ومغربيون وسودانيون وجزائريون وتونسيون وسعوديون وليبيون وغيرهم. كما وأن قائمة شهداء الحركة الأسيرة لم تخلُ هي الأخرى من الأسرى العرب.

ولعل ما لا يعرفه الكثيرون أن ثمة (أسرى عرباً) ما زالوا هناك خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي ويبلغ عددهم اليوم نحو (19) أسيراً عربياً، وأن جميع هؤلاء هم أردنيون، بعضهم يحمل الجنسية الأردنية، والبعض الآخر من أصول فلسطينية ولديهم أرقاما وطنية أردنية. وأن من بينهم (9) أسرى يقضون أحكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة) لمرة واحدة أو لعدة مرات، وأنهم يتلقون ذات المعاملة القاسية ويتعرضون لذات الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، وان إدارة السجون لم تميز يوماً في تعاملها وقمعها بين أسير فلسطيني وآخر عربي، ولربما معاناة الأسرى العرب تفوق معاناة الأسرى الفلسطينيين بسبب حرمان الغالبية العظمى منهم من رؤية عائلاتهم على مدار سنوات طويلة من سجنهم، ومنهم من حرم من رؤية أفراد عائلته طوال سنوات اعتقاله الطويلة. الأمر الذي دفع أمهات فلسطينيات إلى ابتداع ما يُعرف بـ "ظاهرة التبني" للتخفيف من معاناتهم وتقليل آثار الحرمان، وهذا ما أدى إلى توطيد العلاقة وأواصر المحبة بين الأسرى العرب والعائلات الفلسطينية.

لقد أبدى الشعب الفلسطيني تعاطفه الكبير مع الأسرى العرب، وأولى لهم تقديراً عالياً لنضالاتهم وفخراً بتضحياتهم، وتعامل معهم باعتبارهم جزءا أصيلاً لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة وتاريخها، وأصبح يحيي سنوياً يوماً خاصاً بهم هو (يوم الأسير العربي) الذي يصادف الثاني والعشرين من نيسان/أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي اعتمدته الحركة الأسيرة، أواخر ثمانينات القرن الماضي، بالتوافق فيما بين الأسرى الفلسطينيين والعرب آنذاك، تكريماً لهم ووفاء لتضحياتهم، وهو اليوم الذي اعتقل فيه الأسير العربي اللبناني سمير القنطار عام 1979، وكان حينها هو الأقدم من بين الأسرى العرب.

ويُعتبر "القنطار" الأكثر قضاء للسنوات في السجون الإسرائيلية بشكل متواصل من بين الأسرى العرب، حيث أمضى ما يزيد عن 29 سنة قبل أن يتحرر في صفقة التبادل عام 2008، ويستشهد في غارة اسرائيلية استهدفت العمارة السكنية التي كان متواجد فيها في "جرمانا" القريبة من العاصمة السورية "دمشق"، وذلك في مساء التاسع عشر من كانون أول/ديسمبر 2015. فيما يُعتبر الأسير العربي السوري صدقي المقت، من هضبة الجولان السورية المحتلة، الأكثر قضاء للسنوات في سجون الاحتلال على فترتين، حيث أمضى ما مجموعه 32 سنة، قبل أن يتحرر من الاعتقال الثاني في يناير 2020.

و"الأسرى العرب" هو المصطلح الذي يُطلق على الأسرى العرب (غير الفلسطينيين) الذين يحملون جنسيات عربية مختلفة، وهنا لابد من التوضيح إلى أن الأسرى العرب وأسرى الدوريات، هما مصطلحان مختلفان، لكنهما متشابكان، إذ ليس كل أسرى الدوريات الذين جاءوا من خارج الوطن هم أسرى عرب، وليس كل الأسرى العرب الذين اعتقلوا قد جاءوا وقاوموا المحتل عبر الدوريات.  ان غالبية أسرى الدوريات هم من فلسطينيي الشتات، وشاركهم في ذلك أسرى عرب، فيما بعض الأسرى العرب قاوموا المحتل بعيدا عن الدوريات، واعتقلوا دون أن يكونوا ضمن الدوريات.

و لعل من فضائل السجن، أنه أتاح لنا فرصة الالتقاء والتعرف على الكثير من الأسرى العرب وعائلاتهم من بلدان وجنسيات عربية مختلفة، ولولا الاعتقال والسجن لما التقيناهم وتعرفنا عليهم، ولما نشأت فيما بيننا علاقات وصداقة نفخر بها ونعتز بوجودها كأسرى محررين.

ان كافة الاسرى العرب، ذكورا واناثا، يشكلون مفخرة للشعب الفلسطيني. فهم الذين سطروا بجانب إخوانهم الفلسطينيين أروع صفحات الوحدة والتلاحم والنضال العربي المشترك في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وهم من سطروا معهم صفحات مضيئة خلف القضبان. لذا ستبقى الذاكرة الفلسطينية تحفظ أسماءهم عن ظهر قلب. وكيف للذاكرة الفلسطينية أن تنساهم، وهم جزء من التاريخ الفلسطيني وجزء أصيل من تاريخ عريق سجلته الحركة الوطنية الأسيرة خلف قضبان سجون المحتل، وخطت حروفه بالألم والمعاناة ودماء الشهداء.

وفي حضرة الوفاء للأسرى العرب، لا يسعني إلا أن أتوجه بخالص تحياتي وجل احترامي وتقديري إلى كافة الأسرى العرب في سجون الاحتلال الإسرائي ولكل الأصدقاء والأشقاء من الأسرى المحررين الذين انخرطوا في النضال من أجل فلسطين ومرّوا بتجربة الاعتقال وذاقوا مرارة السجان الإسرائيلي، على اختلاف جنسياتهم وأينما تواجدوا هذه الأيام. فالتاريخ يحفظ أسماءهم، والشعب الفلسطيني لن ينسى وقفتهم ومشاركتهم ونحن ومعنا كافة الأحرار سنبقى أوفياء لهم ولتضحياتهم، فهم مكون أساسي من مكونات الحركة الأسيرة، وجزء أصيل من مسيرة الكفاح ومقاومة المحتل من أجل فلسطين ومقدساتها.

 

*عبد الناصر فروانة: أسير محرَّر، ومختص بشؤون الأسرى، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، ورئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين، وعضو لجنة إدارة هيئة الأسرى في قطاع غزة.

 

 


 

روحى فتوح يحمل حكومة الاحتلال المسؤولية عن حياة الأسير خضر عدنان

 

حمل رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، حكومة الاحتلال الفاشية و إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير خضر عدنان. وطالب فتوح المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال وإلزامه باحترام القانون الدولي والإفراج عن الأسير عدنان المضرب عن الطعام منذ 77 يوما، والذي يعاني من وضع صحي خطير جدا.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services