37
0
جيلالي: "ظاهرة جنوح الطحالب على الشواطئ ظاهرة طبيعية لابد من استغلالها وتثمينها"

في إطار الحملة الوطنية لتنظيف الشواطئ من الطحالب البحرية، أشرفت وزيرة البيئة وجودة الحياة، نجيبة جيلالي، اليوم الثلاثاء، على زيارة ميدانية تتخللها عمليات تحسيس وتنظيف بعدد من شواطئ العاصمة.
شروق طالب
وفي تصريحها بالمناسبة، أكدت جيلالي أن هذه المبادرة تندرج ضمن خطة وطنية شاملة تهدف إلى الحفاظ على نظافة الفضاءات الساحلية، وتعزيز مستوى الخدمات المقدمة للمصطافين، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي أثرت على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت جيلالي أن الظاهرة المسجلة لجنوح كميات كبيرة من الطحالب البحرية، ذات الأصول الآسيوية والتي ظهرت منذ أكثر من 20 سنة، تعود إلى عدة عوامل من بينها ارتفاع درجات حرارة مياه البحر، مؤكدة أن التحاليل العلمية التي أجريت شملت كل الشواطئ المتأثرة عبر 14 ولاية ساحلية.
وبخصوص الجانب الصحي، طمأنت الوزيرة المواطنين أن التحاليل التي أجرتها السلطات الصحية تؤكد عدم وجود أي تأثير سلبي لهذه الطحالب على صحة المصطافين أو عمال النظافة، حيث يتم الالتزام بكافة إجراءات الحماية خلال عمليات الرفع والنقل.
وأوضحت الوزيرة، أن هذه الحملة الحالية جاءت ضمن مبادرة استباقية في سياق الجهود المشتركة بين مختلف القطاعات الوزارية، بالتنسيق مع السلطات المحلية، والجمعيات والفواعل البيئية، بهدف الحفاظ على نظافة الفضاءات الساحلية، والارتقاء بمستوى الخدمات.
كما تم تبني استراتيجية وطنية تشمل استرجاع وتثمين الطحالب البحرية، بالتعاون مع الشركات الناشئة ومراكز البحث والجامعات، مشيرة إلى ضرورة استغلال هذه الكتلة البيولوجية في صناعات بيئية مبتكرة.
حملات رفع الطحالب
من جهتها، صرحت نسيمة يعقوبي، رئيسة قسم التطوير والاتصال بمؤسسة "نات كوم" المختصة في جمع ورفع النفايات، أن المؤسسة سخرت 4200 عامل نظافة و329 شاحنة لضمان نظافة الشواطئ طيلة موسم الاصطياف، مع تنظيم حملات توعية موجهة للمواطنين، لاسيما الأطفال.
وفيما يخص انخراط مؤسسة "نات كوم" في حملة رفع الطحالب، أكدت نسيمة يعقوبي أن أعوان النظافة التابعين للمؤسسة يشاركون في هذه العملية، وذلك بعد التأكد من أن الطحالب المعنية لا تشكل أي خطر صحي أو بيئي.
سبب تكاثر الطحالب البحرية
أما زبوش فلة، رئيسة مصلحة شبكات المراقبة البيئة، أوضحت أن هذه الطحالب، والتي تُعرف بكونها "طحالب غازية كبيرة" قدمت من اليابان عبر أوروبا، بدأت بالظهور في الجزائر منذ 2023، وزاد انتشارها بشكل ملحوظ خلال 2024، حيث تم تسجيلها لأول مرة بشكل واضح في شواطئ باب الوادي قبل أن تعم كافة شواطئ العاصمة هذه السنة.
وأكدت أنها لا تشكل خطرا صحيا، رغم أنها قد تزعج المصطافين، خاصة أن الحيوانات البحرية لا تستهلكها نظرا لغرابتها على النظام البيئي المحلي، وهو ما ساهم في تزايد عددها.
وتجدر الإشارة ان وزيرة البيئة وقفت صبيحة اليوم، على تجربة رائدة لتثمين الطحالب البحرية بشاطئ "ليدان" (L’Eden) ببولوغين، تماشيا مع توصيات رئيس الجمهورية بضرورة توفير بيئة نظيفة وآمنة تضمن راحة المصطافين.