134
0
جمرةٌ واحدةٌ..!

نص / د. عبد الرحيم جاموس
القصيدةُ تَنبُضُ...
بِأوجاعِ الجُروحِ القديمةِ، ..
تَرتَجفُ الحروفُ على السُطور...
والمطبعونَ يَقرعونَ دُفوفَ الخيانةِ، ..
طَرباً للهَرولةِ، ..
واحتفاءً بانكسارِ المعنى...
***
يَسودُ المكانَ هرجٌ...
وَمرجٌ...
وغُبارُ العارِ يُعمي العيون، ..
في حينِ البحرُ، ..
ما زالَ يَتنفسُ ما بين مَدٍّ وجَزر...
يَرفضُ أن يَملَّ الحَياة...
أو أن يُجيدَ الانصياع...
***
الصغارُ يَلهوْن...
تحتَ شجرةٍ خضراءَ، ...
تَنمو يانعةً على ضِفةِ النهر...
تَحتضنُ الطفولةَ، ....
وتُخبئُ الثمارَ لِفصلٍ آتٍ،...
بعدَ صيفٍ ...
من جمرٍ وانتظار...
***
تَبّاً لِمن صَفّقَ لِلدّمِ المهدورِ، ...
دونَ خجلٍ أو عِقاب...
تَبّاً لِمن ابتهَجَ بخرائطِ الدمار، ...
والرُكامِ المُزهرِ بالأشلاءِ...
***
الشهداءُ...
يَنزفونَ عِطراً، ...
يُشعلُ النّارَ تحتَ الرّماد، ...
ويُشعِلُنا...
***
تبّاً لِمن رقصوا على أنغامِ الأنين، ...
وَجَعَلوا من وجعِنا مِهرجاناً...
دونَ وَزنٍ أو حساب...
***
جمرةٌ واحدةٌ...
بقيتْ...
تحتَ الرّماد، ..
كأنها البِشارةُ المؤجّلة، ...
كابتسامةٍ :
تَسكُنُ بينَ الشَفتين، ...
في لحظةِ تَوجُسٍ، ...
تَنتظرُ أن يُكتَبَ المشهدُ الآخِر، ...
في مَكانٍ آخر...
لتَكتملَ الرّواية...
***
عندَ الفجر...
توقّفتُ عن القراءة...
لم يَبقَ لي من الرّوايةِ، ...
سوى صفحةٍ واحدة، ...
هيَ الجمرةُ...
التي ما زالتْ تَحتَ الرّماد...