احتضنت غابة بن مراد ببلدية برج الكيفان، اليوم صباحا فعاليات احتفالية الدخول المدرسي، التي نظمتها جمعية سبل الخير بالتنسيق مع بلدية برج الكيفان، وبمشاركة عدد من الجمعيات والمتطوعين، إلى جانب حضور رسمي ومجتمعي واسع.

هارون الرشيد بن حليمة

منذ ساعات الصباح، توافدت العائلات رفقة أبنائها إلى الغابة، حيث وزعت الفضاءات على ورشات متعددة. فقد خصصت ورشات للرسم والتلوين، سمحت للأطفال بالتعبير عن أفكارهم بحرية على الورق، مستخدمين الألوان والأقلام،

فيما استقطبت ورشات الأشغال اليدوية اهتمام عدد آخر منهم، حيث صنعوا أشكالاً فنية بسيطة باستعمال الورق والخيوط وأدوات تزيين أخرى.

 

كما كان للألعاب التربوية حضور بارز، إذ توزّع الأطفال على طاولات "العداد" لتعلم الحساب الذهني، فيما انشغل آخرون بألعاب التركيز والذاكرة مثل تكديس الكؤوس والمكعبات. هذه الأنشطة لم تقتصر على الترفيه، بل أسهمت في تطوير قدرات الأطفال الذهنية والحركية، وأظهرت أهمية الجمع بين اللعب والتعلم.

 

مشاركة الكشافة وإشاعة روح الانضباط

الاحتفالية عرفت مشاركة فعالة من فرق الكشافة الإسلامية الجزائرية، التي ساعدت على تأطير النشاط وتنظيم حركة الأطفال بين مختلف الأركان. الكشافة، بزيهم المميز، جسّدوا قيم العمل الجماعي والانضباط، وساهموا في إضفاء أجواء من الحماس على النشاط. وقد تفاعل الأطفال بشكل إيجابي معهم، وهو ما عزز الطابع التربوي للتظاهرة.

حضور رسمي يؤكد دعم السلطات المحلية

الحدث لم يقتصر على مشاركة الأطفال وعائلاتهم، بل عرف حضوراً رسمياً تمثل في رئيس بلدية برج الكيفان، إسماعيل لعمارة، الذي جاب مختلف الورشات واطّلع على سير النشاطات

وأكد ر لعمارة أن "هذه المبادرة تعكس التعاون المثمر بين المجتمع المدني والسلطات المحلية، وتترجم إرادة مشتركة في توفير فضاءات آمنة ومفيدة للأطفال مع بداية الموسم الدراسي"، مشيداً بجهود جمعية سبل الخير والمتطوعين الذين ساهموا في إنجاح التظاهرة.

 

الفضاء الطبيعي… بعد آخر للتربية

اختيار غابة بن مراد لاحتضان النشاط لم يكن اعتباطياً، بل جاء لإبراز أهمية الفضاءات الطبيعية المفتوحة في تعزيز الجانب النفسي والصحي للأطفال. الغابة وفرت جواً مريحاً بعيداً عن صخب المدينة، وشكلت فضاءً مثالياً لتجسيد فكرة "المدرسة في الهواء الطلق"، حيث يتكامل البعد البيئي مع الجانب التربوي..

دور المجتمع المدني

أكدت جمعية سبل الخير أن هذه المبادرة تندرج ضمن سلسلة أنشطة تهدف إلى دعم التلاميذ في مسارهم الدراسي، من خلال خلق أجواء مريحة ومشجعة. كما شددت على أن الفعالية ليست مناسبة معزولة، بل خطوة في مسار طويل تسعى الجمعية إلى تكريسه، بالشراكة مع الفاعلين المحليين.

دعوة إلى تعزيز التعاون

في ختام الاحتفالية، نقلت رئيسة جمعية سبل الخير، الأستاذة نادية لعزيزي، تحيتها إلى جميع المشاركين، مثمنة جهود الكشافة الإسلامية الجزائرية في إنجاح النشاط. ووجهت دعوة خاصة إلى فوج مالك بن نبي الكشفي بحي قايدي ببرج الكيفان، حيث قال محافظ الفوج السيد بن نوي يوسف في تصريح بالمناسبة إن "هذه المبادرة تعكس قيمة العمل التشاركي بين الجمعيات والكشافة والسلطات المحلية، وهي فرصة لتعزيز التعاون مستقبلاً بما يخدم مصلحة الأطفال والتلاميذ".

نحو دخول مدرسي ناجح

اختُتمت الفعالية تحت شعار "من أجل دخول مدرسي ناجح"، بعد يوم كامل من الأنشطة التي جمعت بين التعليم والمرح، وأظهرت أهمية التعاون بين المجتمع المدني والسلطات في مرافقة التلاميذ. الحدث مثّل نموذجاً عن كيفية توظيف الفضاءات العمومية في خدمة التربية، وتحويل العودة المدرسية إلى مناسبة إيجابية يتطلع إليها الأطفال وأولياؤهم على حد سواء.