سطرت جمعية "الابتسامة للأطفال المرضى" لولاية سعيدة، صباح اليوم، لحظة إنسانية مبهرة، حملت في تفاصيلها الكثير من العزيمة والصبر والانتصار على الألم، حيث نظمت حفلا تكريميا بدار الثقافة "الشهيد مصطفى خالف"، احتفاء بتفوق عدد من فتياتها اللواتي تحدين قسوة المرض وتجاوزن امتحان شهادة التعليم المتوسط بنجاح باهر، رغم الظروف الصحية الصعبة.

الحاج شريفي

تصدرت قائمة المكرمات الطالبة سماعي خيرة هديل، التي نالت معدل 15.3 في امتحان شهادة التعليم المتوسط، بعد أن اجتازته من داخل مستشفى الأمير عبد القادر لعلاج سرطان الأطفال، متحدية جلسات العلاج الكيميائي وآلام المرض بقوة إرادة نادرة، ورغم غيابها عن الحفل بسبب استمرار خضوعها للعلاج، حضرت إنجازاتها بقوة في القلوب والهتافات.

كما تم تكريم الطالبة دلاس نور الهدى، التي أتمت امتحاناتها من قسم خاص، متوجة مجهوداتها بالحصول على شهادة التعليم المتوسط، إلى جانب يحياوي سامية، التي شاركت رفيقاتها هذا التتويج الاستثنائي.

الحفل، الذي جاء في أجواء عائلية دافئة ومؤثرة، عرف تقديم وصلات إنشادية وطنية ولوحات فنية راقية من أداء فرقة "الأمل البوليفونية" التابعة لدار الشباب "سلام حبيب" بعين الحجر، كان أبرزها مشهد مسرحي صامت عن غزة، ترك بصمة وجدانية لدى الحاضرين.

وحظي هذا الحدث بحضور رسمي ومدني متميز، حيث شارك فيه عدد من أعضاء المجلس الشعبي الولائي، مدير النشاط الاجتماعي، رئيس المجلس الشعبي لبلدية أولاد إبراهيم، ممثلة عن مديرة التربية، مدير غرفة الصناعة التقليدية، إضافة إلى كوكبة من المحسنين، وأصدقاء الجمعية، وممثلي وسائل الإعلام، وأولياء الأطفال المرضى.

وفي ختام هذا الحفل البهي، بادرت الجمعية – بدعم من أهل البر والإحسان – إلى تكريم البطلات بمنحهن أجهزة إعلام آلي محمولة وهدايا رمزية، في اعتراف علني ببطولتهن في مواجهة الألم، وتحفيزا لمواصلة مسيرتهن الدراسية رغم التحديات.

تؤكد جمعية "الابتسامة" من خلال هذه المبادرة أن المرض لا يمكن أن يقيد الطموح، ولا أن يكسر حلما يسكن قلب طفل. ففي كل طفلة مكرمة اليوم قصة مقاومة، وفي كل ابتسامة ترسم على وجوههن، وعد بمستقبل أفضل تصنعه الإرادة الصلبة والدعم المجتمعي الصادق.