124

0

غزة بين الجوع والوجع والتهجير

بقلم: آسيا يحياوي

في غزة، الليل ليس للنوم. الناس هناك لا يعرفون طعم الراحة. الأمهات يسهرن على أطفالهن بعيون دامعة، والآباء يحرسون بيوتهم بأمل ضعيف أن ينجو الصباح. النوم صار رفاهية، والأمان صار حلمًا بعيدًا، والخوف من فقدان الغالي يثقل كل قلب.

غزة اليوم تختصر معاناة شعوب بأكملها.، الجوع لم يعد مجرد نقص في الغذاء، بل سلاح ممنهج: معابر مغلقة، دواء مفقود، ماء مقطوع. الهدف أن يتحول البقاء نفسه إلى معركة. لكن الغزيون قلبوا هذا السلاح إلى عنوان كرامة، فصارت كسرة الخبز رمزًا للصمود.

أما الوجع، فهو وجع لا ينتهي. كل بيت فيه شهيد أو جريح، كل شارع يحمل ذكرى دمار. جيل كامل كبر على أصوات الانفجارات أكثر مما عرف أصوات الطفولة. ومع ذلك، يرفض أن ينكسر:

ويأتي التهجير كوجه آخر للمخطط. ليس نزوحًا عشوائيًا، بل خطة لاقتلاع الناس من أرضهم وإفراغ غزة من شعبها.

يريد العدو أن يحوّل الأرض إلى صحراء بلا حياة، لكن الفلسطيني يعرف أن البيت يمكن أن يُبنى من جديد، أما الأرض إن ضاعت فلن تعود. لذلك، يبقى ويقاوم، حتى من تحت الخيام.

خلف كل هذا الخراب، تكمن خفايا العدو: التجويع لكسر الروح، التهجير لطمس الهوية، التضليل الإعلامي لتجميل الجريمة. لكن هذه الخطط تصطدم دائمًا بجدار واحد: إرادة غزة.

وسط الظلام، تدهشنا غزة. الطوابير أمام الأفران تتحول إلى دروس صبر، الدعاء يرتفع فوق ضجيج القصف، والركام يصبح شاهدًا على أن الشعوب لا تُهزم.

غزة ليست مجرد مأساة فلسطينية، بل امتحان للإنسانية كلها. من يقف معها يقف مع الحق، ومن يصمت يخسر ضميره.

قد يهدم العدو البيوت، لكنه لن يهدم العزيمة. قد يحاصر الأجساد، لكنه لن يحاصر الروح. وكل طفل في غزة يردّد اليوم: لن نرحل

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services