17
0
غزة على حافة نكبة جديدة: نداء عاجل لوقف الإبادة الجماعية وإنقاذ المدنيين

يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 709 أيام شنّ عدوان غير مسبوق على قطاع غزة، خلّف عشرات آلاف الضحايا، ودماراً واسعاً طال الأبراج السكنية، مراكز الإيواء، المدارس، والبنى التحتية، في مشهد وصفته الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) بأنّه "أوسع حلقات جريمة الإبادة الجماعية منذ نكبة 1948".
ماريا لعجال
وبحسب الهيئة، فقد ارتفع عدد الشهداء إلى 64,871 فيما بلغ عدد الجرحى 164,610 منذ بدء العدوان، بينهم أكثر من 12 ألف شهيد خلال الأشهر الستة الأخيرة فقط. كما سقط ما يقارب 2,500 شهيد أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية، في وقت ارتفع فيه عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 422 حالة بينها 145 طفلاً، وسط استمرار الاحتلال في منع دخول أكثر من 85% من المساعدات الأساسية.
رصدت "حشد" تصعيداً خطيراً خلال الأيام الماضية، حيث دمّر الاحتلال 90 برجاً سكنياً كلياً و150 بناية بشكل بالغ، إلى جانب قصف مكثف استهدف أحياء الشاطئ، الرمال، الشيخ رضوان وتل الهوى، مخلّفاً مجازر مروعة ودفن عائلات كاملة تحت الركام. كما طال القصف الجامعة الإسلامية، مبنى النيابة العامة، ومقر التلفزيون القديم، ما يعكس – وفق الهيئة – سياسة ممنهجة لفرض التهجير القسري وتفريغ المدينة من سكانها.
لم يقتصر العدوان على غزة، إذ وثقت الهيئة اتساع نطاق الانتهاكات في الضفة الغربية والقدس، عبر اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى، حملات اعتقال جماعي، توسع استيطاني، وهدم منازل، إلى جانب الاعتداء على الأسرى والأكاديميين، بما يؤكد شمولية الهجوم الإسرائيلي على كامل الأرض الفلسطينية.
وحذّرت "حشد" من مغبة استمرار الصمت الدولي، معتبرة أي تهاون أو عجز بمثابة شراكة في الجريمة. ودعت الدول العربية والإسلامية، خاصة المجتمعين في الدوحة، إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية عبر خطوات عملية تشمل:
قطع العلاقات الرسمية والاقتصادية والعسكرية مع الاحتلال،
فرض عقوبات رادعة،
توحيد الموقف العربي والدولي لوقف الحرب وضمان تدفق المساعدات،
توفير حماية دولية عاجلة للمدنيين ومنع مخطط التهجير القسري.
ورحبت الهيئة بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير بأغلبية 142 دولة، الذي أدان المجازر والحصار ودعا لوقف الحرب والاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة ذلك مؤشراً واضحاً على عزلة الموقفين الإسرائيلي والأمريكي. كما شددت على ضرورة تفعيل آلية "الاتحاد من أجل السلام" لتمكين المجتمع الدولي من اتخاذ إجراءات ملزمة، وصولاً إلى فرض المقاطعة وطرد إسرائيل من الأمم المتحدة حتى توقف جرائمها وتنهي احتلالها.
وأكدت "حشد" أن الأمل يبقى معقوداً على أحرار العالم، من برلمانات ونقابات وجامعات وأحزاب سياسية، لتكثيف الضغط الشعبي والدبلوماسي، وتنظيم مظاهرات ووقفات وصولاً إلى عصيان مدني عالمي يجبر الحكومات والأمم المتحدة على التحرك، قبل أن تتحول غزة إلى "مقبرة مفتوحة" لشعبها.