100
0
غناءٌ في جنازة العيد
.jpg)
.
نص / احمد العيلة
لم تنم أمه وهي تصنع كعكاً كما يشتهي
تنادي الدقيقَ فيأتي إليها ملاكاً أنيق
يصبُّ لها الزيتَ من سورة النور كي يستفيق
تكاد تضيء يداها إذا عجنته ببعض الحكايا
وبعض الحكايا بروق
تردُّ على التمر وهو يغني العتابا لها
وتذكره في الغناء يماماً رقيق
فتصبح رائحة المحلب الحلبي شهابا
وتصبح بعض الدموع
لهذا الظلام شروق.
.
وفي الفرنِ
تنضج كل الحكايا
فتبكي على من يغيب
وتبكي على من يعود ترابا
ولا يستجيب
يحاورها كعكُها عن ضناها
وكيف رآها
ترش غبار النجوم عليه
ترتبه باهتمامٍ شديدٍ على طبق الروح
لهذا؛
يدُ الفجر مُدّتْ إلى صحنها كي يذوق رضاها
يحلق من نشوةٍ فوق هذا المخيم
يغالبها الشوق
هل سوف يأتي ابنها من جديد؟
لتطعمه الكعك من كفها يوم عيد؟
.
أطلّ شعاعٌ عليها
يغازل تكبيرةً قبّلت كفها
فصلت مع الكعك حتى أتتها الجموع
على كتفيها شهيدٌ جديد
فجاءت بكعكاتها للشهيد
تقول له: أعطها لوَلِيدي إذا ما وصلت السماء
وعِده بأني سأرسل في كلّ عيدٍ إليه
صحوناً من الكعك حتى يعود
فقال لها الناس:
يعوضك الله خيراً
فهذا الشهيد المسجى
هو العيد
هو العيد
سلاماً عليه
سلاماً إليهِ
إلى أن نعود لبعض الوجود.
.
أحمد بشير العيلة
30 مارس 2025
أحمد العيلة