1076
0
في اليوم العالمي للملكية الفكرية... مداخلات علمية تحدد أبعاد الرقمنة في صون المعطيات

بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية، الموافق لـ : 26 أفريل 2025 م،نظمت مكتبة جامع الجزائر، اليوم الإثنين، ندوة علمية في موضوع : إضَاءَاتُ حول الملكية الفكرية في ظل البيئة الرقمية.
شيماء منصور بوناب
وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح موسى اسماعيل رئيس المجلس العلمي لجامع الجزائر، أن العالم اليوم عرف انتشار رهيب للرقمنة معالمها ،التي فرضت كحتمية علمية تعزيز الحقوق الملكية الفكرية من جانب المؤلف والتأليف ومن جانب الإبتكار و الإبداع الصناعي الذي تنتجه المؤسسات في مسار تطوير الإختراعات.
مشددا على أهمية وضع ترسانة قانونية قوية توضح الواجبات والحقوق التي تحمي أصحاب الإبداع ، في ظل تضارب المصالح التي ألغت مفهوم الأمانة العلمية في وسط صون الابداعات الفكرية العلمية و الصناعية.
وفي هذا الصدد، قال أن الملكية الفكرية كمصلح لم يكن موجود في تراثنا الاسلامي ، لكن معانيه الحضارية موجودة فعليا، وقد سبق وأن تحدث عنها العلماء المسلمين والعرب في كل التخصصات وأوجبوا الأمانة على الباحثين في نقل المعارف العلمية.
وبالعودة للموعد العلمي الذي تحتضنه مكتبة جامع الجزائر، لفت اسماعيل ،بأنه أول نشاط ينظم بالمكتبة يقع ضمن الأهداف المسطرة للجامع الأعظم لاسيما ما تعلق بخدمة المجتمع وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة.
وفي مداخلة للدكتورة حاج صدوق ليندة ، من كلية الحقوق ، تطرقت لمحور الملكية الفكرية في الفضاء الرقمي بين الإتاحة الفكرية و حقوق الملكية التي تبرز دور القانون في رعايتهما وضمان استمرارية الحماية الفكرية التي اصتدمت مؤخرا بالثورة الرقمية التي أثرت وبعنف على طرق انتاج المعرفة وحفظها وتداولها.
وتابعت، أن مسألة الملكية الفكرية في الفضاء الرقمي تعد إحدى القضايا الحيوية التي تتطلب منا وعيا جماعيا وتفكيرا متجددا يحقق التوازن المسؤول بين ازاحة المعرفة وبين حماية حقوق أصحابها مع تسهيل عملية الوصول الى مصادر العلم.
بدوره قدم الأستاذ شمس الدين حداد من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، محاضرة بعنوان، حماية حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة في إطار تعزيز أهمية البنود التعاقدية في النشر الورقي و الالكتروني" التي تظهر أن المصنفات الأدبية والفنية والعلمية باختلافها تواجه تحديات جديدة ظهرت مع تنامي تبعات الثورة التكنولوجية التي تضع المؤلف أمام حتمية ادراك القوانين التي توضح حقوقه في الملكية من جانب الاستفادة الرقمية في تحصين المعارف و المصادر العلمية.
في ذات الشأن ، ركز الدكتور حسان درار خبير في الذكاء الاصطناعي، على التهديدات أو التحديات التي انجبتها الثورة التكنولوجية والتي أثرت في مسار حماية المعطيات الفكرية، وذلك نتيجة تنامي القرصنة الإلكترونية والجرائم السيبرانية التي تكلف حوالي 70 مليار دولار سنويا (WIPO).
بينما الجرائم السيبيرانية فتكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 400 مليار دولار سنويا وقد تزايدت هذه الجرائم في الجزائر بسبب التغليط والتضليل الذي ارتفع بنسبة 300% 2024
أما الحروب التضليلية للمساس بالأمن القومي فعائداتها على المواقع تفوق 25 مليار دولار سنويا وهو الحال في صناعة التغليط والحروب السيبيرانية أو الحروب الجيل الرابع.
وفي سياق المناقشات، نوه منير بهادي مدير المكتبة الوطنة الحامة، وممثل وزارة ثقافة بأن صون حقوق الملكية اليوم في عصر التكنولوجيا والرقمنة يقودنا للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في توثيق المعطيات و أرشفتها بصفة أكثر شفافية و مصداقية تضمن الحقوق اللازمة وتحفظ خصوصية كل وثيقة .
تثمينا لذلك، قال صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن الرهان الحقيقي لتطور التكنولوجيا والرقمنة يكمن في كيفية السيطرة عليها وحسن إدارتها بما يجعل من حضارتنا ومقوامتها تأخذ حقها من الحماية و التوثيق و كذا الترويج.