952
0
فلسطين والجزائر توأمان لا ينفصلان..

بقلم د. عبد الرحيم جاموس
انا كاتب هذه السطور من الجيل الذي عاصر ثورة الجزائر العظيمة وكنت حينها في المرحلة الإبتدائية وكان معلمونا يحدثوننا يوميا عن بطولات الثوار والثائرات الجزائريين والجزائريات ،و يحدثوننا ايضا عن بشاعة الإستعمار الفرنسي الكلونيالي الإستيطاني الذي تواجهه الجزائر ، وكنا ننشد في طابور الصباح المدرسي النشيد الوطني للثورة الجزائرية في كل صباح في ساحة المدرسة . لذا من الطبيعي ان نحتفي اليوم وأن نشارك شعبنا الجزائري فرحته بإنتصاره على المستعمر واحياءه للذكرى الواحدة و الستين لانتصار الثورة وانتزاع الإستقلال في 5/7/1962. واليوم 5/7/2023 م حيث يكون قد مضى واحد وستون عاما على انتصار ثورة الشقيقة الجزائر على ابشع استعمار فرنسي شهدته القارة الإفريقية والبلاد العربية ، وقد كان لهذا الإنتصار الكبير اثره البالغ والمهم على مسار حركة التحرر العربي و العالمي ، ليفتح الباب واسعا امام حركات التحرر الوطني للنضال ضد المستعمر وضد حركة الإستعمار في كافة المستعمرات في أفريقيا وآسيا ... فمثلت الجزائر المستقلة الحاضنة الرئيسيه والداعمة والنموذج لكافة حركات التحرر الوطني في العالم ... وامدتها بكل عون ودعم ممكن سياسيا وماديا ومعنويا بلا حدود من اجل أن تحقق حركات التحرر العالمية أهدافها في الحرية والإستقلال عن المستعمر ، و قد فتح استقلال الجزائر باب التحرر والإستقلال لكافة الشعوب على مصراعيه و لكافة الدول الإفريقية المستعمرة .. فإنتصار الثورة الجزائرية واستقلال الجزائر وهزيمة المستعمر الفرنسي فيها رغم جبروته وبطشه كان حدثاً تاريخيا مهما ليس في حياة الجزائر فقط التي قدمت التضحيات الجسام ، بل ايضا في حياة العرب وحياة دول افريقيا و حياة كل شعوب العالم الثالث أجمع التي كانت تعاني من ربقة الإستعمار وتناضل من اجل الحرية والإستقلال .. لم تمضى سوى شهور قليلة على استقلال الجزائر ، حتى تستقبل الجزائر مئات الشباب الفلسطيني بل الآلاف من الذين قدموا إلى الجزائر للمشاركة والمساعدة للشعب الجزائري في اعادة بناء مادمره المستعمر معنويا وماديا وخاصة في مجالي التعليم والإعمار ، فقد فتحت الجزائر أبواب مدارسها للمعلمين الفلسطينيين كما فتحت أبواب جامعاتها للطلاب الفلسطينيين ...
وقبل كل هذا وذاك كانت تستقبل القيادة الفلسطينية قبل اشهارها واعلانها للعلن ، فقد استقبلت قيادة فتح ياسر عرفات ابو عمار وخليل الوزير ابو جهاد وآخرين من طلائع فتح وقوات العاصفة ، وفتحت الجزائر اول مكتب علني و رسمي لحركة فتح في عام ١٩٦٣ م تحت إشراف الأخ القائد خليل الوزير وفتحت كلياتها العسكرية ومعسكراتها لتدريب أعضاء فتح ، نواة قوات العاصفة التي انطلقت في ١/١/١٩٦٥ م ، فكانت التجربة النضالية للجزائر بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية ملهمة لحركة فتح ولثوار فلسطين ، فكان التدريب الأولي والسلاح الجزائري لثوار فلسطين على أيدي إخوانهم جنود وضباط الجيش الوطني الجزائري ، وواكبت الجزائر المستقلة دعم الشعب الفلسطيني ونضاله ماديا ومعنويا في كافة المراحل و على كافة الصعد الوطنية والقومية والدولية ، منذ يوم الإستقلال الجزائري قبل واحد وستين عاما و إلى اليوم في عهد فخامة الرئيس الدكتور عبد المجيد تبون حفظه الله ، فالجزائر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الوطنية ،وتتبني الدفاع عنها في كل المحافل وعلى كل المستويات القارية والدولية ...دون هوادة او مراوغة وتسعى الى توحيد القوى والمنظمات الفلسطينية دائما ، ومثلت الجزائر الحاضنة الدافئة دائما للمؤتمرات الوطنية الفلسطينة والتي اخذت فيها القرارات والمواقف التاريخية والمصيرية وبرعاية القيادات التاريخية الجزائرية ، فشعب فلسطين والقياده الفلسطينية على الدوام يقدرون للجزائر دعمها ومواقفها الصلبة الداعمة للقضية الفلسطينية دائما .... الجزائر التي قال رئيسها الراحل الشهيد هواري ابو مدين (إننا مع فلسطين ظالمة او مظلومة ) ، هذا القول المعبر عن عمق العلاقة الفلسطينية الجزائرية وعن كل الجزائريين سابقا وحاضرا ومستقبلا حتى تتحرر فلسطين ويعود أهلها اللاجئين إلى ديارهم ومدنهم وحتى يتمكن الشعب الفلسطيني من الإنتصار على عدوه وانتزاع كافة حقوقه الوطنية وان يتمكن من تقرير مصيره بنفسه وان يقيم دولته الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمته القدس . الوشائج التي تربط فلسطين بالجزائر وشائج قوية ومتينة عبر التاريخ ..لا تهزها الأراجيف ولا الأعاصير فهي ترتكز على ركائز تاريخية وعقدية واجتماعية و قومية و وطنية وسياسية ، فلا نبالغ اذا قلنا ان الجزائر وفلسطين توأمان لا ينفصلان لمتانة هذة الوشائج والعلائق التي تربط بين القطرين والشعبين الشقيقين والقيادتين ، فلهما فلسطين والجزائر نفس الماضي الكفاحي ولهما نفس روح التضحية والجهاد ضد المستعمرين كانوا فرتسيين او صهاينة ، وستبقى تجربة الجزائر الكفاخية والجهادية في مواجهة الإستعمار .. نبراسا يضيء الطريق للشعب الفلسطيني في كفاحه وجهاده ونموذحا يقتدي لنيل حريته واستقلاله ، كما انتصرت الجزائر وطردت المستوطنين الفرنسيين وعساكرهم المحتلة ستنتصر فلسطين ...
فهنيئا للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا وجيشا وطنيا في يوم انتصاره على المستعمر وهم يحيون اليوم الذكرى الواحدة والستين لإستقلال وانتصار الجزائر ، والحديث عن الجزائر وانتصارها و عن فلسطين لاتتسع له الصحف والمجلدات، ولذا اختم بالقول :
عاشت الجزائر وعاش شعبها المناضل والمجاهد والداعم دائما لفلسطين وشعبها وكفاحها وقضيتها ، واليوم نذكر بكل الشكر والعرفان والتقدير جميع مواقف الشقيقة الجزائر تجاه فلسطين حكومة وشعبا وجيشا ورئيسا ، وكل الشكر للجزائر ورئيسها دكتور عبدالمجيد تبون الذي أقر ووجه مؤخرا بالتبرع بمبلغ سخي ( مبلغ ثلاثين مليون دولار ) وذلك لإعمار مخيم جنين من الدمار والخراب الذي لحق به مؤخرا من قبل جيش الإحتلال الصهيوني الفاشي . . فلتحيا الجزائر والتحيا فلسطين ومعا وسويا دائما حتى التحرير والنصر والبناء والتقدم .
هنيئا للجزائر عيد استقلالها ..
دون قيود أو اشتراطات وإملاءات.. الجزائر كما تعودنا مع فلسطين
بقلم: عمران الخطيب
كما كانت الجزائر الشقيق في مختلف المراحل تقدم الدعم والإسناد للنضال الشعب الفلسطيني في سبيل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري والتحرر الوطني، حيث عانت الجزائر من ظلم الإحتلال والاستعمار الفرنسي وقدمت الغالي والنفيس على طريق الحرية والاستقلال وإنهاء الإحتلال الفرنسي البغيض والذي استمر لمدة 130عام، وقدمت قوافل الشهداء، حيث يقدر عدد الشهداء الذين كانوا ضحايا الإحتلال الفرنسي 7 مليون جزائري في حين الذين استشهدوا خلال ثورة الإستقلال بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائري يقدر بمليون ونصف المليون شهيد، إضافة إلى الجرحى والمصابين والمعتقلين والأسرى خلال مسيرة النضال وتحرر الوطني والوصول إلى الحرية والاستقلال، لذلك ومنذ اللحظات الأولى لحركة فتح وقبل الانطلاقة العسكرية للثورة الفلسطينية كانت الجزائر تشكل قاعدة التحضير للثورة الفلسطينية، حيث تم التحاق عشرات المقاتلين الفلسطينيين في الكليه العسكرية وبما في ذلك سلاح الجو، وكذلك قيام المعلمين الفلسطينيين في المشاركة بتعريب الجزائر بعد إنتهاء حقبة جلاء الإستعمار الفرنسي كم قدمت الجزائر المنح للطالبة الفلسطينيين في مختلف جامعات الجزائر و قد أرسلت الأسلحة إلى حركة فتح في سوريا بعد نكسة حزيران 1967، أي أن الجزائر لم تقدم مجرد الدعم المالي الموسمي بل تقدم الدعم المالي والعسكري والأهم الموقف والدعم السياسي في مختلف الاتجاهات والعناوين بما يحقق إنتصار للقضية الفلسطينية، وخاصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي وعلى صعيد الاتحاد الأفريقي، حيث منعت تمكين كيان الاحتلال الصهيونى ان يكون عضوا مراقب في الاتحاد الأفريقي. أو مجرد المشاركة،كما أن الجزائر قد تم عقد العديد من دورات المجلس الوطني الفلسطيني بما في ذلك المجلس الوطني التوحيدي والمجلس الوطني الذي أطلق بيان إعلان قيام دولة فلسطين في قاعة الصنوبر ، كما أن الرئيس عبد المجيد تبون هو من أطلق مبادرة لم الشمل الفلسطيني وأعلن إستعداد الجزائر عقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني يجمع الشمل الفلسطيني، لذلك فإن الجزائر وكما قال "الزعيم الخالد هواري بومدين نحن مع فلسطين ظالمنا أو مظلومنا" هذه هي الجزائر الشقيق؛ لذلك تأتي مبادرة الجزائر بتقديم 30 مليون مساعدة عاجلة لمخيم جنين وأهمية المساعدة من الجزائر لم تأتي في إطار الشروط والتهدئة مع الاحتلال الصهيونى ولكن في إطار دعم الصمود لشعبنا الفلسطيني العظيم المؤمنين بمسيرة النضال وتحرر الوطني وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، لذلك نعتبر هذه المبادرة الجزائرية تقديم مساعدة مالية عاجلة للمخيم جنين أهمية كبيرة لدى شعبنا الفلسطيني ألذي يكن التقدير والمحبة للقيادة والشعب الجزائري وقد تشكل خطوة الجزائر حالة عدوة وفايروس قد تصيب بعض الدول العربية والإسلامية وتقدم الدعم دون شروط للجانب الفلسطيني، وخاصة بأن السلطة الفلسطينية تواجه حصار مالي ويحجز كيان الاحتلال الصهيونى أموال المقاصة من عوائد الضرائب الفلسطينية في إطار فرض الحصار والعقوبات بسبب قيام السلطة الفلسطينية بصرف رواتب الشهداء والأسرى والمعتقلين والجرحى، وانضمام دولة فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية وتقديم ملفات من جرائم ومجازر وحشية الإحتلال الإسرائيلي، وفي اللحظات الأولى من إنتهاء العدوان على جنين كانت الحكومة الفلسطينية بمختلف الإمكانيات اللوجستية تقوم بواجباتها إتجاه المواطنين الفلسطينيين في جنين والمخيم، لذلك نقول شكرا للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وحكومة وبرلمان الجزائر ووزارة خارجية الجزائر واللجنة التي شكلها الرئيس عبد المجيد تبون من أجل لم الشمل الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية، وعلى الدول العربية والإسلامية بأن تقدم الدعم والإسناد لدولة فلسطين على غرار جمهورية الصين الشعبية التي سوف تباشر في إقامة المشاريع الاستثمارية والاقتصادية بدولة فلسطين نكرر ونقول الشعب الفلسطيني يمضي بكل وسائل النضال بتحرر وإنهاء الإحتلال الصهيونى الاستيطاني، وتكريس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
الرئيس تبون رجل عزّ فيه الرجال
بقلم / جلال محمد حسين نشوان
في الجزائر الحبيبة رجال يعرفون للرّجولة قدرها، ، وفي قيامهم بواجباتهم القومية تجاه امتهم، كعادته ومن منطلق ايمانه بالوقوف بجانب قضايا أمته يسارع فخامة الرئيس إلى نجدة أبناء أمته، ولقد تابع سيادته ما حدث من عدوان إجرامي صهيوني ارهابي على جنين ، فهب يقدم العون لسكان جنين الذين باتوا في العراء، ودمر مخيمهم وتعالت صرخات الأطفال والنساء والشيوخ، ونقول لسيادته ...شكرا فخامة الرئيس، وهذا ليس جديداً على سيادته ، فقد اعتاد الجميع على شهامته ورجولته وحسن منبته وكرم عطاياه، فقد سارع بارك الله في سيادته في إغاثة سوريا الشقيقة وكانت أولى الطائرات التي هبطت في مطار دمشق ، الطائرات الجزائرية وهي تحمل الخيام والأغذية لنجدة ضحايا الزلزال الذى ضرب سوريا .
السادة الأفاضل :
لقد تميز العلاقة الفلسطينية الجزائرية بعلاقة توأمة الروح فالشعبين شعبين إنهما الشعبين الفلسطيني والجزائري الذين أثارا الكثير من التساؤلات وعلامات التعجب والاستفهام على سر الود والحب والتلاحم بينهما. أخوة الدين، العرق، حيث تعتبر العلاقة الفلسطينية الجزائرية من أمتن العلاقات، والمتتبع سيجد أن هذه العلاقة ليست وليدة اليوم بل أنها قامت على تراكمات تاريخية بنيت على مشاركة الجزائريين في الحروب الصليبية وفي تحرير بيت المقدس من الصليبيين، وبشعور الجزائريين بأنهم معنيون بشكل مباشر بالدفاع عن مقدساتهم كمسلمين، والدفاع أيضا عن حقهم المغتصب في فلسطين المتمثل في حارة المغاربة المحاذية لحائط البراق التي دمرها اليهود
ولأن الشعب الجزائري يعشق النضال والحرية، ولأنه يعي جيدا مساوئ الاستعمار الاستيطاني، كما يعي حقارة اليهود لتجربته المريرة معهم، فإنه يحب حبا فطريا كل من يناضل ويدافع عن شرف الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأس أهل الجهاد والنضال الشعب الفلسطيني المقاوم، الذي أخذ على عاتقه قيادة الدفاع عن فلسطين عموما ومقدسات المسلمين فيها خصوصا، فتحول هذا الحب إلى عطاء لا محدود، فبرز دفاع الجزائريين عن فلسطين ووقوفهم إلى جانب أشقائهم مع بروز الحركة الصهيونية وأطماعها في فلسطين
حقاً :
السيد الرئيس عبد المجيد تبون رجل عز فيه الرجال
حتى أصبح الرئيس الأيقونة الذي يدافع عن أمته في زمن تخلى الجميع عن فلسطين ووسط هذا الظلام الدامس ينبثق نور الجزائر الحبيبة ودعمها السخي بمد يد العون ب 30 مليون دولار، أنه مشهد مليء بالحبّ والعواطف والمشاعر والأحاسيس المرهفة، في زمن تواجه فيه الأمّة تكالبا لا قبل لها به! ففي الوقت الذي يسعى فيه الغرب لطمس القضية وتهميشها ، نجد المارد الجزائري ينهض كالأسد يدافع عن فلسطين وشعبها بكل شموخ وعزة وكبرياء، يعطي كقمر في ليلة ظلماء، ويقض مضاجع الخور والعجز عند الكثيرين، أنت رجل في زمن عز فيه الرجال، و فكرا نيرا في زمن ارتهن فيه المطبعين إلى أوهام ظنوا أنها ستفيدهم .
حقا:
في ميادين العزةِ والكرامة والإباء يمضي حراس الأمة بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون حفظه الله ورعاه يقدمون الخير وهم الأطهار المخلصين حيث مقارعة المستعمرين في كل مكان ليلحقوا بركب الجزائر الثائرة العظيمة .. الجزائر التي أصبحت قبلة الأحرار والشرفاء في هذا الكون بالعطاء والبطولات في كل الميادين. ولايفوتني هنا أن أتقدم بالشكر للصحافة الجزائرية التي لم تترك فرصة إلا ونبهت إلى خطر الصهيونية، وشحذت الهمم للدفاع عن فلسطين، وحذرت الأمة من التهاون في صد المحتلين الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار
شكرا سيادة الرئيس عبد المجيد تبون
شكرا للجزائر شعباً وحكومة
حفظ الله الجزائر الحبيبة
ونقول :
كيف نشفى من حب الجزائر
كأن الجزائر في جنين .. أو كأن جنين في الجزائر !
بقلم: موفق مطر
لا نقول للرئيس عبد المجيد تبون شكرا وحسب ، بل نتمنى لو أن لقلوبنا وعقولنا مفاتيحا فنضعها في أياديهم البيضاء ، ليكشفوا عما فيها من عظيم المحبة والتقدير للأشقاء الأوفياء ، فنحن نحفظ لسادة المواقف في الشدائد ، صور النبل والشهامة والإيثار والكرم ، ولوطن المليون ونصف المليون شهيد ( الجزائر ) ومدرسة العروبة في الثورة وحرب التحرير الشعبية، وأسطورة الوفاء للوطن ، والتضحية والفداء ، فإن كانت فلسطين كلمة السر في حياة كل جزائري ، فإننا في فلسطين قد " عقدنا العزم ان تحيا الجزائر " ونشهد أنكم قد مددتم للمجد يدا ، يشهد على طهرها ونقاء نفوسها رب الأرض والسماء. قبل أن تجف دموع امهات الشهداء في جنين الفلسطينية ومخيمها ، وقبل توقف النزيف من جراح الشعب الفلسطيني ، وقبل رفع حجر من انقاض البيوت المدمرة ، حضرت المروءة ، والسباقون الذين يقدرون معاني الصمود والكفاح ضد جيوش المستعمرين والمستوطنين حضرت الجزائر توأم فلسطين ، فإذا بالجغرافيا تقصر وتصغر حتى لو كانت آلاف الأميال لتصبح الجزائر وفلسطين في تلاحمهما كالتحام السواد والبياض في العين ، حضر أكثر من خمسين مليون شقيق جزائري بشخص رئيسهم الوفي عبد المجيد تبون ، وبقرار من الدولة الحافظة لمعنى السيادة والاستقلال ، بتقديم 30 مليون دولار لإعمار جنين الفلسطينية ، ولرفع آثار الهمجية الصهيونية الاستعمارية العنصرية ، وآثار مرور عقلية رؤوس منظومة الاحتلال الاسرائيلي الفاشية ، ودبابات وطيران وأسلحة جيش جريمة الحرب ، والجريمة ضد الانسانية ، جيش كيان الارهاب الصهيوني، نحن نعلم أن الجزائر لم تخضع لأمر ادارة دونالد ترامب بفرض حصار سياسي ومالي على دولة فلسطين المحتلة بسبب رفض الموقف الوطني التاريخي لرئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس أبو مازن من خطة ترامب الاستعمارية الجديدة والتي اعتبرناها بمثابة وعد بلفور رقم 2 من الادارة الأمريكية لإسرائيل ، لم تخضع الجزائر وتشبثت القيادة الجزائرية باستقلالية قرارها ، فالجزائر دولة ذات سيادة على مواردها ، وقرارها السياسي الوطني والخارجي ، الذي كان ثمن تجسيده ملايين الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين ، فواصلت تقديم " الدعم السياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني ، وتنتصر لقضيته العادلة ، ولنضاله على طريق الحرية والاستقلال " كما ورد في " اعراب الرئيس أبو مازن عن تقديره للرئيس تبون وحكومته وشعب الجزائر الشقيق على قراره بمنح مساهمة مالية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار مدينة ومخيم جنين " المساهمة المالية الجزائرية العاجلة في اقصى درجات الأهمية نظرا للحصار المالي على دولة فلسطين المحتلة ، وقرصنة منظومة الاحتلال الصهيونى لأموال الضرائب الفلسطينية ، لكني كمواطن فلسطيني أرى الأهمية الأعظم لهذه المساهمة من رئيس الجمهورية الجزائرية التي لا نحبذ وصفها بمصطلح (المساعدة ) بمعيار سرعة شعور ألأشقاء في الجزائر واستجابتهم لآلام جراح الصامدين في مخيم جنين والمدينة ، وكأن الفلسطيني الذي تألم وقال " آآآخ " فاستجاب الأخ الوفي العربي الجزائري بسرعة ضوء البرق ، وكأن الجزائر في جنين ، أو كأن جنين ومخيمها في الجزائر !. نستذكر هنا منطق العلاقة بين فلسطين والجزائر كما اعرب عنها الرئيسان: عبد المجيد تبون ومحمود عباس ابو مازن ، في احدث لقاء بينهما في اكتوبر 2022 عندما أكد رئيس الخمسين مليون جزائري الأوفياء لوطنيتهم وتضحياتهم وعروبتهم وانسانيتهم أن:" العلاقات بين الجزائر وفلسطين أكبر من أن يتم وصفها لما تمثله من قيم مشتركة في النضال والتحرر ..والجزائر ستبقى وفية لمبادئها الأصيلة المنادية بإعلاء الحق ونصرة المظلومين مهما كان الثمن " أما رئيس دولة فلسطين المحتلة فشهد أن :" الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد، ظلت على الدوام فعلا وقولا مع فلسطين " وقال وهو الصادق المخلص العاكس لمشاعر ومواقف الشعب الفلسطيني فيما يصرح :" إن الجزائر غالية على قلوبنا، هذا البلد الحبيب، العظيم بثورته وشهدائه، وشعبه وقيادته عبر تاريخه المجيد، الحافل بالتضحيات والفداء والعطاء والشموخ والإباء، والذي قدم نموذجا تحرريا وإنسانيا مشرفا، وظل على الدوام يدافع عن أمته وقضاياه الوطنية العادلة وحقوقها القومية، وفي طليعتها قضية فلسطين، وحقوق شعبنا الوطنية الثابتة في الحرية والسيادة والاستقلال على ترابه الوطني الفلسطيني " .
الرجولة مواقف وأفعال .. شكرا لجزائرنا
كتب: أمين شومان
في الوقت الذي تتصاعد فيه حرب الإبادة الممنهجة ضد أهلنا في فلسطين عامة وفي جنين ومخيمها بشكل خاص وتتواصل فيه عمليات القتل والتدمير والتهجير القسري في مخيم جنين عندها فقط تظهر معادن الرجال الرجال الذي ينحني التاريخ إكراما لدورهم الوطني تجاه شعب فلسطين وها هو الرئيس الجزائري تبون الذي لم ولن يتوانى في تقديم كل مايلزم لإعادة اعمار ما دمره الاحتلال في جنين ومخيمها. وتقديم كل مساعدة ممكنة. في الماضي والحاضر والمستقبل كي يبقى الشعب الفلسطيني ثابتاً في ارضه ومحافظاً على ثوابته حتى نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس. عاشت الجزائر وعاشت فلسطين وأننا حتماً لمنتصرون.