364
0
بن قرينة يشرف على افتتاح الجامعة الصيفية لحركة البناء الوطني
تحت شعار " التعبئة الوطنية لتأمين السيادة وتعزيز التنمية"

أشرف رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، اليوم، على افتتاح الجامعة الصيفية للحركة في دفعتها الأولى، وذلك بالمقر الوطني في الشراقة بالعاصمة، تحت شعار: "التعبئة الوطنية لتأمين السيادة وتعزيز التنمية"، في إطار برنامج التأهيل القيادي للشباب.
نسرين بوزيان
بالمناسبة، أوضح القيادي في حركة البناء الوطني، ومدير الجامعة الصيفية، أحمد محمود خونا، أن هذه الجامعة تعد تقليدا أصيلا في مسار التكوين داخل الحركة، مبرزا أن دورة هذه السنة تحمل طابعًا شبابيا بامتياز، وتمتد فعالياتها من 26 جويلية الجاري إلى 24 أوت المقبل.
وتشهد الجامعة الصيفية تنظيم ست دفعات تكوينية، تشمل دفعة التأهيل القيادي للشباب، ودفعة القيادات الولائية، ودفعة المعارف الفلسطينية، ودفعة الإطارات النسوية، ودفعة الأكاديمية الإعلامية، بالإضافة إلى دفعة فتيات العمل المجتمعي.
وتأتي هذه الدفعات تحت إشراف أكثر من ثلاثين أستاذًا أكاديميًا وإعلاميًا، يؤطرون برامج متنوعة تتوزع على ثلاثة محاور أساسية.
المحور الأول يتناول التحديات الخارجية الضاغطة على الأوطان، بما في ذلك الانكفاء الداخلي، وصعود التيارات الشعبوية والمتطرفة، أما المحور الثاني، فيركّز على القضية الفلسطينية، خاصة في ظل ما تشهده غزة من أزمة تجويع ممنهجةز
فيما يخصص المحور الثالث لدور الإعلام في التعبئة الوطنية، من خلال ورشات تطبيقية، وندوات فكرية، ولقاءات مع صحفيين وأكاديميين.
وأوضح خونا أن الجامعة الصيفية تمثل فضاءً للتشاور وتبادل الرؤى، وتعزيز تواصل القيادة مع القواعد والمناضلين، كما تتيح ورشات تطبيقية لإنتاج الوعي وتشكيل نخبة شابة فاعلة، وصناعة خطاب تعبوي فعّال، بعيدا عن الاستهلاك السياسي أو الحزبي الضيق.
تعبئة وطنية واعية بدلا من الاستهلاك العاطفي
من جانبه، أكد رئيس الحركة، عبد القادر بن قرينة، في كلمته الافتتاحية، على أهمية دور الشباب في حماية السيادة الوطنية، والمساهمة الفعلية في التنمية المستدامة، مجددًا التأكيد على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية، والدعوة إلى ترسيخ ثقافة النصرة، والدعم المستمر للقضية في جميع المحافل.
وشدّد بن قرينة على أن التعبئة الوطنية لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية، بل تشمل التعبئة السياسية، الاقتصادية، الإعلامية، الانتخابية، الثقافية، والروحية، مؤكدًا أن هذا المفهوم الواسع للتعبئة هو الخيار الاستراتيجي لمواجهة مختلف التحديات الراهنة والمتوقعة.
ودعا إلى تعبئة شاملة لا تقتصر على الشعب فقط، بل تشمل النخب، والأحزاب، والمنظمات، والحكومة، والجهاز التنفيذي، داعيًا إلى الوعي بالحقوق والواجبات، وضمان إشراك جميع الفئات، بما فيها المناطق المهمّشة، في جهود التنمية الوطنية الشاملة.
وأشار إلى أن الجزائر لم تكن في منأى عن المخاطر والتهديدات التي استهدفت وحدتها وسلامة شعبها، مؤكدًا أنها اليوم تواجه تحديات تمسّ خطها السيادي وانطلاقتها التنموية نحو بناء دولة قوية وناهضة ومحورية في محيطها.
وأضاف أن الجزائر مستهدفة لأنها ماضية بعزيمة نحو بناء "الجزائر الجديدة"، المناصرة للقضايا العادلة، وهو ما يجعلها محل استهداف متزايد، ويستدعي من كل الوطنيين تبني خطاب تعبوي واعٍ، بدلًا من الشعارات العاطفية والاستهلاكية، مع ضرورة تحويل التحديات إلى فرص، وإعادة تعزيز مناعة الجبهة الداخلية.
وفي ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها المحيطان الإقليمي والدولي، والتي تهدف إلى إعادة تشكيل التوازنات وبناء تحالفات جديدة، شدد بن قرينة على أهمية امتلاك وعي استراتيجي يستوعب حجم التحديات الراهنة، ويقترح آليات عملية لمواجهتها واستشراف مستقبل آمن ومزدهر للبلاد.
وفي ختام كلمته، أبرز أن الجامعة الصيفية، بما تضمه من طاقات شابة، تمثل نموذجا حقيقيًا للفضاءات التي يجب أن تدعم وتُنمّى، مؤكدا أن الهدف منها لا يقتصر على التكوين، بل يتعداه إلى إنتاج الأفكار، وصناعة الوعي، وتحرير العقول، وبناء شبكة من الفاعلين القادرين على إحداث التغيير، من خلال نقاشات عميقة، وورشات عملية، وقرارات منبثقة من التجربة والالتزام الصادق.
من جانبها، صرّحت عضو المكتب الوطني المكلفة بالمرأة والأسرة، نادية لعوّض، "لبركة نيوز " أن تنظيم هذه الجامعة الصيفية يهدف إلى تعبئة جميع قطاعات وهياكل الحركة، مشيدة بتركيز هذه الدورة على تمكين المرأة، وتثمين أدوارها المجتمعية والسياسية، والخروج بها من الصورة النمطية إلى صورة القائدة المؤثرة، القادرة على المساهمة الفعالة في جميع مجالات التنمية، بما يعزز مكانة الجزائر وسيادتها.
يذكر أن الجامعة الصيفية تندرج ضمن رؤية حركة البناء الوطني الرامية إلى تأهيل جيل شبابي واعٍ وملتزم، من خلال مسارات تكوينية نوعية، وحوارات فكرية مفتوحة بين القيادات الشابة، بهدف صناعة نخب مستقبلية تساهم في بناء الدولة، والحفاظ على هويتها ومقدّراتها.