504

0

اسماعين تماووست ...مذكرات شاهد على سنين الجمر الحلقة "11"

يستمر السيد تماووست في سرد حقائق تتعلق بعشرية اصطلح عليها سنوات الدم أو العشرية السوداء من باب تبليغ الذاكرة للأجيال اقتناعا منه أن كتابة التاريخ وتدوين المذكرات خاصة ممن عايشوا تلك الأحداث الصعبة من خلال تقلدهم لمناصب حساسة تجعلهم في الصفوف الأولى في مواجهة ألة الموت واجب وطني .
بقلم اسماعين تماووست
"الحلقة 11"
 
في ليلة 25و 26 أوت، من سنة 1985  ، شن مجموعة مجرمون  مسلحون، هجوما على  مدرسة الشرطة الواقعة ببلدية الصومعة، دائرة بوفاريك،  ولاية  البليدة ،وعلى إثره أصابوا بالسلاح الأبيض (السيف)، شرطيا كان مداوما والذي لقي حتفه مغدورا على الفور، متأثرا بجراح خطيرة، ولم يكتفوا هؤلاء المجرمين، قطاع الطرق باعتدائهم وجريمتهم،بل وقاموا أيضا  بسرقة  مجموعة كبيرة من الأسلحة والإستلاء على الذخيرة. 
تزامن الحدث  الأليم  والمفجع  يوم 26 أوت 1985مع ثاني يوم  للعيد الأضحى ، مما   فسر سبب انخفاض اليقظة بشكل منهجي مقارنة بأيام وليالي الدوام الأخرى.
ومن ناحية أخرى ، هؤلاء المجرمين  اختاروا ليلة مقدسة وتعدوا دون انزعاج على حرمة الدين و العيد والعرف،  وقاموا  بجريمتهم  التي لا تغتفر كونهم مخلوقات إنعدمت فيهم الإنسانية وتجردت منهم الرحمة والأخلاق، فهم منحدرون من عائلات الحركى ممن خانوا الوطن.
 لقد قادتهم مشاعر الكره والانتقام تجاه وطنهم  وأبنائه، كما سبق وفعل أقاربهم الأولين ، في العقود القليلة الماضية ، لما  كانوا سلاحا في يد المستعمر حملته ضد الجزائر والجزائرين. لذا يمكنني القول ان ماقاموا به كان عاديا وما فعلوه ما هو إلا استمرارا لنهج أسلافهم.
إن أعداء الجزائر سيظلون بجرائمهم  ضد وطنهم  ودون أي ندم،  وإن كان، فما الفائدة؟ وقع الضرروسجل التاريخ  افعالهم  وأعمالهم  الإرهابية  وأدرج أسمائهم  ضمن  قائمة  أعداء  الوطن  والأنسانية.  
 
 في صباح يوم 26 أوت  1985 ، جاء إلى منزلي في بن طلحة زميل عميد تابع لأمن دائرة بوفاريق على متن سيارة شرطة ، وأبلغني بما حدث و  بالهجوم الذي كانت مدرسة الشرطة الصومعة  ضحية له. ، مضيفا أن مسؤولي الأمن الوطني كانوا في مسرح الجريمة وأنهم طلبوا بسرعة وجودي في مسرح المأساة.
ذهبنا في أسرع وقت ممكن إلى مكان الجريمة، أين  تواجد العديد من الضباط من جميع الأسلك الأمنية  ، كان الصمت  يسود المكان ومخيما عليه، البعض كان  يراقب في صمت وذهول، والآخرون لم يكونوا قادرين على تقبل  المشهد وتصديقه لشدة فضاعته و وحشيته  فمثل تلك الجريمة لن يقوم بها من كان مؤمنا بالله ورسوله ومؤمنا بمبادىء الانسانية والبشرية .
 
 
 
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services