473

0

أنوار القرآن تشرق من حي 100 دار بالجلفة

في مساءٍ يفيض بالسكينة وتغشاه نفحات الرحمة، ارتفعت أصوات الأطفال مرددة آيات من الذكر الحكيم، لتملأ فضاء حي 100 دار بالجلفة نورًا وبركة. لم يكن ذلك مساءً عاديًا، بل لحظة تاريخية في مسيرة مدرسة الشهداء القرآنية، التي ضربت موعدًا مع الفرح الروحي وهي تحتفي بختم ثلاثة طلاب لكتاب الله العزيز، وتكرّم مئةً من الحفظة الذين نقشوا في قلوبهم كلام رب العالمين.

الحاج بن معمر

الآباء والأمهات، بعيون دامعة ووجوه يملؤها الفخر، جلسوا في الصفوف الأولى، يتابعون فلذات أكبادهم وهم يتلون ما حفظوه من القرآن عن ظهر قلب، وكأن قلوبهم تسبق ألسنتهم في الترديد. مشهد تختلط فيه دموع الأمهات بزغاريد الفرح، ويجد فيه الآباء ثمار جهدهم الطويل وهم يرون أبناءهم يسلكون درب النور.

المشايخ الحاضرون، وهم أهل العلم والقرآن، باركوا هذا العرس الروحي، مؤكدين أن حفظ كتاب الله هو تاجٌ على رؤوس الحفظة ووسام على صدور أوليائهم. وقد زُيّن الحفل بتكريم معلمي القرآن، اعترافًا بالجميل وردًا لبعض الفضل، إذ كانوا اليد الحانية والعقل الهادي الذي قاد الأطفال خطوة بخطوة في هذا الطريق المبارك.

 

 

 

 

ولم يكن لهذه المدرسة أن تبلغ ما بلغت لولا سهر الشيخ عامر شداد، ابن الحي، الذي كرّس حياته لخدمة القرآن. عرفه الناس بمبادراته الخيرية وروحه المضيئة، فكان نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين العلم والعمل، وبين خدمة المجتمع ونشر ثقافة الخير. تحت إشرافه، تحولت مدرسة الشهداء إلى منارة إشعاع قرآني، تُخرّج الحفظة وتزرع في قلوبهم حبّ القرآن والتخلق بأخلاقه.

الحفل لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل كان رسالة أمل مفادها أن القرآن باقٍ في صدور الناشئة، وأن أحياء الجلفة، رغم بساطة إمكانياتها، قادرة على صناعة رجال ونساء يحملون مشعل النور ويواصلون المسيرة. لقد كان مشهد الأطفال وهم يتسلمون شهادات التكريم أو يضعون على رؤوسهم تيجان الشرف، أكبر دليل على أن الأمة بخير ما دام فيها من يحفظ كتاب الله ويتربى على هديه.

 

 

 

في ذلك المساء، لم يكن حي 100 دار مجرد حي سكني، بل بدا وكأنه روضة من رياض الجنة، حيث ارتفعت قناديل الإيمان تضيء الطريق، وتُذكّر الناس بأن القرآن هو الحصن الحصين والزاد الذي لا ينفد. كان الحفل وعدًا متجددًا بأن هذه الأرض، ما دامت تنجب مثل هؤلاء الحفظة، ستظل محروسة ببركة الذكر الحكيم.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services