انطلقت أمس لجنة تصفية الاستعمار للجمعية العامة للأمم المتحدة (اللجنة الرابعة), مناقشة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية

ماريا لعجال

حيث رافع مقدموا الالتماسات  من مختلف الجنسيات، لصالح تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الشرعي غير قابل للتصرف في تقرير مصيره ووضع حد للاحتلال المغربي،فيما شدد كافة المتدخلين على الوضع القانوني لإقليم الصحراء الغربية, الذي يبقى قضية تصفية استعمار مسجل على قائمة الأمم المتحدة للأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي, مستندين إلى مختلف قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة, بالإضافة إلى المؤسسات القضائية الدولية, ومذكرين بالقرار الأخير لمحكمة العدل الأوروبية النهائي القاضي ببطلان الاتفاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في الصحراء الغربية.

وكانت قائمة المتدخلين في اليوم الأول من النقاش العديد تحمل العديد من الشخصيات على غرار السفير سيدي محمد عمار, ممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة وممثلين عن الحزب الشيوعي الأمريكي والمؤسسة الكولومبية للصداقة مع الشعب الصحراوي والجمعية الأكوادورية للصداقة مع الشعب الصحراوي والرابطة الدولية للحقوقيين من أجل الصحراء الغربية والأكاديمية الجزائرية للشباب والتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي والشبكة الصحراوية للتضامن الإيطالي مع الشعب الصحراوي وجامعة سانتو توماس وغيرهم الكثير.  

هذا ودعى المشاركين المجتمع الدولي لمتابعة وضع حقوق الانسان في الأراضي الصحراوية المحتلة في انتظار إنهاء الاحتلال في آخر مستعمرة في إفريقيا وتمكين الصحراء الغربية, العضو المؤسس للاتحاد الإفريقي من استرجاع سيادتها والمضي قدما نحو التنمية المنشودة

فيما ذكر عضو الأمانة الوطنية, ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو, الدكتور سيدي محمد عمار, بالحكم الصادر, الجمعة الماضية عن محكمة العدل الأوروبية, الذي أكد عدم شرعية الاتفاقات بين الاتحاد الأوروبي ودولة الاحتلال المغربية, لأنها أبرمت في انتهاك لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والسيادة الدائمة على موارده الطبيعية.          واعتبر ذات المتحدث أن هذا الحكم "انتصار تاريخي للشعب الصحراوي ولكفاحه المشروع من أجل تقرير المصير والاستقلال" وأنه "انتصار للعدالة وقوة القانون على الظلم وسياسة القوة", لافتا إلى أنه يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومؤسساته, "احترام حكم المحكمة الأوروبية العليا احتراما كاملا والامتناع عن اتخاذ أي إجراء رمزي أو غير ذلك, قد يساهم في ترسيخ الاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية".

وأكد ذات المتحدث, أنه "آن الأوان للوقوف على الجانب الصحيح للتاريخ, لأن البلدان التي تحترم نفسها في أوروبا وأماكن أخرى والتي تلتزم حقا بدعم مبادئ القانون الدولي, لا يمكن أبدا أن تقبل أو تتغاضى عن استمرار احتلال المغرب غير الشرعي للصحراء الغربية, الذي يتعارض مع كل ما تمثله هذه اللجنة والأمم المتحدة".

كما تحدث سيدي عمار في كلمته, إلى زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية, السيد ستافان دي ميستورا, في إطار تواصله المستمر مع طرفي النزاع, جبهة البوليساريو ودولة الاحتلال المغربية، مشيرا إلى أن الرسالة التي نقلها الشعب الصحراوي إلى المبعوث الأممي كانت واضحة جدا, مفادها أن شعب الصحراوي "الذي بذل كل ما في وسعه لتحقيق سلام عادل ودائم, سيواصل كفاحه من أجل التحرير بكل الوسائل المشروعة للدفاع عن حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". وللتذكير، أن أشغال اللجنة الرابعة ستتواصل إلى غاية الاثنين المقبل, حيث ستستمر اللجنة في الاستماع إلى مقدمي الالتماسات بخصوص تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية إلى جانب الأقاليم الأخرى المسجلة على جدول أعمالها.