بقلم / جلال نشوان
حديث المبعوث الامريكى ستيف ويتكوف الى الشرق الاوسط ما هي الا رسالة تحذير وتهديد مبطن ورسالة ابتزاز ضمنية من العيار الثقيل ، من شخص لا يعرف حجم أم الدنيا والثقل الإقليمي والحضاري والتاريخي
السادة الأفاضل: حديث مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط السيد ستيف ويتكوف بشأن الاوضاع فى الشرق الاوسط وغزة على وجه التحديد ، وتداعياتها على دول الجوار، وحديثه عن افلاس المصريين، وارتفاع معدلات البطالة وكأنه محلل اقتصادى جاء من اجل المساعدة ، لهو حديث ورسائل وقحة وتحتاج الى رد حاسم وفورى وعميق .
فمن يتحدث عن افلاس الشعب المصرى هم حقا المفلسون ، ولايمكن بأى حال من الاحوال ترجمة حديث المبعوث الامريكى ستيف ويتكوف الى الشرق الاوسط الا انها رسالة ” تحذير وتهديد مبطن ” ورسالة ابتزاز ضمنية من العيار الثقيل ، من شخص من المفترض أن ينصح الرئيس الامريكى دونالد ترامب نفسه ، بان الاوضاع وكوارث الشرق الاوسط وازماته ،والظروف الصعبة والاوقات العصيبة فى معظمها بسبب سياست الولايات المتحدة الامريكية فى المنطقة والعالم ، هى انعكاس مباشر لدعم جرائم قوات الاحتلال الاسرائيلى والاعتداءات الغاشمة اليومية على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية والقدس ، ولبنان وسوريا واليمن والعراق وطهران . انها قمة الوقاحة الحديث بهذا الشكل وتلك الطريقة وهذا الاسلوب !!! نحن فى الشرق الاوسط والعالم العربى وفى جمهورية مصر العربية نتحمل اخطاء دونالد ترامب ونتنياهو الكارثية ، ودعم ترامب غير المحدود والمطلق لتل ابيب فى ارتكاب كل صور جرائم الحرب ،التى يعاقب عليها القانون الدولى ، والقيم والاعراف الانسانية والمحاكم الجنائية الدولية والعدل الدولية .
اذا كان المبعوث الامريكى للشرق الاوسط السيد ستيف ويتكوف خائف حقا من سقوط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي فعليه ان يطمئن ولا يخاف، وعليه أن يخاف حقا من سقوط الرئيس دونالد ترامب نفسه الذى لن يكمل مدته الرئاسية دون محاكمة عن كل الجرائم والمخالفات وجرائم الحرب التى ارتكبها هو وجو بايدن الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية ، سواء فى دعم جرائم الحرب ، أو الملاحقات القضائية والجنائية التى تطاله وتلاحقه قبل توليه المسؤولية ،ولم يتم العفو الرئاسي عنها .
لم اجد فى حديث ” السياسة الامريكية ” الا حديث وقح وكاشف عن التدخل السافرفى الشؤون الداخلية للدول، وازدواج المعايير فيما يخص قضايا الامم والقضية الفلسطينية ، واستهداف امن واستقرار دول العالم ، والامثلة كثيرة وكاشفة عن سياسات الولايات المتحدة تجاه ” موسكو وبكين ، وبيونج يانج وطهران ” ، واستهداف امن واستقرار سوريا واليمن والعراق .
والان الحديث عن خسارة مصر لانها قد تواجه الافلاس بسبب الاحداث والتداعيات التى هى بشكل أو باخر صنيعة قوات الاحتلال الاسرائيلى والولايات المتحدة الامريكية معا . وفى النهاية تبقى كلمة ، بدلا من الحديث عن دعم حقيقى ودائم لجهود وقف اطلاق النيران ، ودعم جهود التهدئة واحلال السلام فى الشرق الاوسط والعالم شرقا وغربا ، يتم دعم اسرائيل المطلق وغير المحدود واعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل ، بل والمشاركة معها فى استهداف لبنان وسوريا واليمن ، والقادم العراق وايران .
انها السياسة الوقحة التى تتسم بها الاداراة الامريكية فى عهد دونالد ترامب ، والقائمة فلسفتها على تهجير الشعب الفلسطينى من ارضه وتصفية القضية ،وارتكاب حرب ابادة ، استهداف امن اليمن وسوريا ولبنان والعراق وايران .
انها سياسة اشعال المنطقة واشعال فتيل الازمة والمشكلة والتوتر اقليميا ودوليا ، والتصريحات الضمنية والصريحة سواء للرئيس الامريكى ترامب ، أو مبعوثه الى الشرق الاوسط كاشفة عن قمة الوقاحة التى لا تهدف الى أمن أو استقرار ، بل تهديد وابتزاز صريح ب ” صور الجحيم ” من اجل مصالح دونالد ترامب وحليفه المدلل بنيامين نتنياهو . والكلمة الفاصلة هى أن حديث مبعوث الرئيس الامركى ،وحديث الرئيس الامريكى دونالد ترامب نفسه عن المشكلة والازمة ، الرؤية والحل يدل على افلاس حقيقى وعميق لعقلية دونالد ترامب ، وافلاس حقيقى لعقلية مستشاريه ومبعوثيه ، وفقدانهم الرؤية والبصر والبصيرة نحو اى رؤية ثاقبة لحل المشكلة والازمة ، احترافهم فى افتعال الازمة واثارة التوتر انها مصر أم الدنيا يا سادة واذا كان الكابوي الأمريكي لا يعرف حجم الدولة المصرية ، فهذه مشكلته وواضح أن رعاة البقر في تكساس ولوس أنجلوس( إدارة ترامب وسماسرة العقارات ) لا يفهمون ابجديات السياسة كمعلمهم الأحمق والأرعن ترامب وقبل أن تتحدثوا عن دولة كبيرة بحجم مصر اذهبوا وتعلموا ابجديات السياسة.