40
0
الجزائر تؤكد التزامها بالعدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية
في كلمة لرئيس الجمهورية قرأها نيابة عنه رئيس مجلس الأمة عزوز ناصري بالدوحة

أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في مداخلة ألقاها نيابةً عنه رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، خلال أشغال القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة، على تمسك الجزائر بالعدالة الاجتماعية وتعزيز الإدماج وحماية الفئات الهشة كركائز أساسية لمسارها التنموي، في انسجامٍ تام مع التزامات إعلان كوبنهاغن لعام 1995 وأهداف التنمية المستدامة.
ماريا لعجال
وفي مستهل كلمته، نقل ناصري تحيات رئيس الجمهورية إلى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، مشيدًا بحسن التنظيم وكرم الضيافة، ومؤكدًا أن الجزائر تشارك في هذا الموعد العالمي لإبراز تجربتها في مجال التنمية الاجتماعية المستدامة.
وشدد رئيس الجمهورية في مداخلته على أن الجزائر جعلت من مبدأ المساواة وضمان الكرامة الإنسانية محورًا لسياساتها العمومية، حيث كرس الدستور الجزائري إدماج الفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة ضمن مؤسسات فاعلة تُعنى بالمجتمع المدني والشباب وحقوق الإنسان.
كما استعرضت المداخلة أبرز الإجراءات الاجتماعية والاقتصادية التي اتخذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، من بينها رفع الأجور والمعاشات، وإقرار منحة البطالة لفائدة الشباب طالبي العمل، وتوسيع منحة التضامن، وإعفاء ذوي الدخل المنخفض من الضرائب، إلى جانب مجانية العلاج والنقل لفائدة كبار السن، وإعلان يوم وطني لتكريمهم في 27 أفريل من كل عام.
وفي إطار توسيع التغطية الاجتماعية، أبرزت الجزائر جهودها في تعميم الحماية الصحية لتشمل الطلبة والعاطلين عن العمل والمصابين بالأمراض المزمنة، مع ضمان مجانية العلاج في المؤسسات العمومية. كما تطرقت المداخلة إلى خطة تنمية مناطق الظل التي أُطلقت سنة 2020، والتي سمحت بتحسين الخدمات الأساسية والقضاء على أكثر من 45 ألف سكن هش.
وفي الشق المتعلق بتمكين المرأة، أكدت المداخلة أن الجزائر تبنت إصلاحات شاملة لضمان المساواة في الأجور والفرص والمشاركة السياسية، واستحدثت صندوق النفقة للنساء المطلقات، ومددت عطلة الأمومة إلى 150 يوماً، فضلاً عن تمكين المرأة من ولوج المناصب القيادية والمشاركة الاقتصادية.
أما في مجال حماية الطفولة، فقد تم التأكيد على ضمان مجانية التعليم والدعم المدرسي والنقل والتغذية لما يقارب 12 مليون تلميذ، إضافة إلى إنشاء الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة.
كما تناولت المداخلة جهود الدولة في إصلاح سوق العمل وتشجيع الاستثمار والمؤسسات الناشئة، ومواصلة السياسات الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي وحماية الموارد الطبيعية. وفي سياق التحول الرقمي، ذكرت المداخلة أن الجزائر أعلنت سنة 2023 "سنة وطنية للذكاء الاصطناعي" تأكيدًا لالتزامها بالحوكمة الدولية في المجال الرقمي.
وختم عزوز ناصري كلمته بالتأكيد على أن الجزائر، التي ظلت متمسكة بقيم السلم والتعايش واحترام القانون الدولي، تجدد دعمها لحق الشعوب في تقرير مصيرها، وتؤكد مواصلة جهودها كشريك فاعل ومسؤول في تحقيق التنمية المستدامة وبناء عالم أكثر عدلاً وإنسانية.

